الصحافي التركي أحمد شيخ يفوز بجائزة اليونيسكو لحرية الصحافة

تحمل اسم غييرمو كانو الذي اغتالته عصابات المخدرات في كولومبيا

TT

أعلنت هيئة تحكيم دولية مستقلة مؤلفة من عدد من الإعلاميين، فوز صحافي التحقيقات التركي أحمد شيخ بجائزة اليونيسكو العالمية لحرية الصحافة لعام 2014. وتحمل الجائزة اسم الصحافي الكولومبي غييرمو كانو الذي فقد حياته عام 1986 على يد عصابات المخدرات المحلية.

أحمد شيخ، البالغ من العمر 44 عاما، هو أحد أكثر المدافعين عن حرية التعبير حماسة، وقد كرس مسيرته المهنية لكشف مظاهر الفساد وانتهاكات حقوق الإنسان. وفي الفترة بين عامي 1991 و2011، كتب مقالات في هذا الشأن نشرها الكثير من الصحف التركية، بما فيها صحف «الجمهورية» و«إيفرينسيل» و«ييني يوزيل». كما عمل في مجلة «نوكتا» وفي وكالة رويترز للأنباء كمصور صحافي، فضلا عن كونه عضوا في اتحاد الصحافيين الأتراك.

بدأت المناوشات بين أحمد شيخ والسلطات التركية في عام 2007 عقب مقالة نقدية نُشرت في مجلة «نوكتا». وفي 3 مارس (آذار) 2011، ألقي القبض عليه واحتجز بحجة أنه على علاقة بمنظمة «أرغينيكون»، وهي منظمة يُقال إنها إرهابية. وهي تهمة تعرض المدان بها للسجن لمدة 15 عاما.

وجاء إلقاء القبض على شيخ قبيل صدور كتابه «جيش الإمام» مباشرة، وهو الكتاب الذي تناول الصلات بين حركة فتح الله كولن الاجتماعية الدينية وبين الدولة التركية. وقد صودرت نسخة الكتاب المخطوطة وجرى حظرها. كما قامت السلطات التركية بتفتيش مقرات دار النشر التي كانت ستصدر الكتاب وصحيفة «راديكال».

استأنف أحمد شيخ أنشطته المهنية كصحافي تحقيقات، وذلك بعد الإفراج عنه في مارس 2012. وفي صيف العام الماضي، أصيب بجروح عندما كان يغطي مظاهرات في متنزه «جيزي» بمدينة إسطنبول.

يذكر أنه من قبل المجلس التنفيذي لليونيسكو استحدث الجائزة في عام 1997، وذلك لتكريم أعمال فرد أو منظمة أسهمت بشكل بارز في الدفاع عن حرية الصحافة وتعزيزها في أي منطقة من مناطق العالم، لا سيما في حالة تعرض حياة الصحافيين للخطر. وتألفت لجنة تحكيم الدورة الحالية للجائزة من فلورنس أوبيناس، الصحافية في جريدة «لوموند» الفرنسية، وجمال عيد، المؤسس والمدير التنفيذي للشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان في مصر، وروسانا فونتيس - بيران، نائبة رئيس التحرير في «مجموعة إكسبانسيون» في المكسيك، ويولي إسمارتونو، نائب رئيس تحرير جريدة «تيمبو» في إندونيسيا، ولاورا بويرتاس مايير، صحافية في جريدة «تليمترو» في بيرو، وموسيكيلو موجيد، صحافي في جريدة «بريميوم تايمز» النيجيرية، وفطومة نور، صحافية في جريدة «ذا ستار» الكينية، ورنا صباغ، المديرة التنفيذية لشبكة «إعلاميون من أجل صحافة استقصائية عربية» في الأردن، ومارتن م. سيميكا، مؤلف وصحافي، ورئيس تحرير جريدة «رسبكت» السلوفاكية، وبول ستيغير، رئيس التحرير التنفيذي في مؤسسة «بروبيبليكا» في الولايات المتحدة الأميركية، وكو كو يو، رئيس مجموعة «يانغون ميديا غروب» التي تصدر جريدة «يانغون تايمز» والأمين العام السابق لرابطة الصحافيين والكُتاب في ميانمار، وليليانا زوروفاك، المديرة التنفيذية لمجلس الصحافة في البوسنة والهرسك.

تبلغ قيمة الجائزة 25 ألف دولار وتمنح كل عام بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة في 3 مايو (أيار). وتقوم بتمويل الجائزة كل من مؤسسة كانو إسازا ومؤسسة هيلينجين سانومات. ومن المنتظر أن يقام حفل تسليمها بمقر اليونيسكو في باريس، بمناسبة المؤتمر الدولي المقرر إقامته أوائل الشهر المقبل، حول سلامة الصحافيين والنضال ضد الإفلات من العقاب، فضلا عن الاتجاهات الحالية التي تتعلق بحرية الصحافة.