تتواصل بمراكش أولى جولات سباقات بطولة العالم للسيارات السياحية، بمشاركة أفضل المتسابقين العالميين. وتعرف الجولة المغربية من المسابقة العالمية منافسة حادة تحت شمس حارة بين سيارات «سيتروين» الفرنسية و«هوندا» اليابانية و«لادا» الروسية للفوز بالجولة الأولى من بطولة تتوزعها 12 محطة عالمية، تشمل حلبات مراكش (المغرب)، وبول ريكارد لوكاستولي (فرنسا)، وهونجارونينج (المجر)، وسلوفاكيا رينج (سلوفاكيا)، وسالزبورجرينج (النمسا)، وموسكو رايسوي (روسيا)، وسبا فرانكوشان (بلجيكا)، وتيرمي دي ريو هوندو (الأرجنتين)، وسونوما (الولايات المتحدة الأميركية)، وشانجاي (الصين)، وسوزوكا (اليابان)، وماكاو (ماكاو). ويمثل العلامة الفرنسية، كل من الفرنسي سيبستيان لوب، المتوج تسع مرات ببطولة العالم للراليات، والذي يخوض منافسات البطولة للمرة الأولى، والفرنسي إيفان مولير، بطل العالم أربع مرات في هذه الفئة، فضلا عن السائق الأرجنتيني خوسي ماريا لوبيز، المتوج العام الماضي خلال أول مشاركة له في هذه السباقات. ودخل سائقو «سيتروين» غمار التظاهرة بسيارات «سي إيليزي» الجديدة التي تم تصميمها خصيصا لهذه البطولة.
ويمثل العلامة اليابانية، التي تشارك في البطولة للمرة الثالثة، كل من الإيطالي جابرييلي تاركيني والبرتغالي تياغو مونتيري، وراء مقود سيارة «هوندا سيفيك» الجديدة، التي خضعت لمراجعة شاملة من أجل احترام قواعد «تي سي1» لسنة 2014.
وارتفع سقف انتظارات العلامة الروسية بعد نتائج 2013 المشجعة، حيث تراهن «لادا» على موديل «جرانتا»، الذي أشرف على إعداده الخبير الفرنسي أوريكا، من أجل لعب أدوار طلائعية في سنة 2014، واستعانت، لهذه الغاية، بثلاثة سائقين من العيار الثقيل في هذا الصنف من السباقات، يتعلق الأمر بالبريطانيين جيمس تومبسون وروبيرت هوف، بطل العالم في موسم 2014، والروسي ميخائيل كوزلوفسكي.
كما تلعب باقي الفرق المشاركة أدوارا مهمة، نذكر بينها ممثل بروتيم هوندا، السائق المغربي المهدي بناني، الذي يخوض منافسات البطولة للمرة الخامسة، وممثل فريق «هوندا» زينجو المجري روبيرت ميشيليسز، وممثلا فريق روال موتوسبورت توم شيلتون وتوم كورونيل، على متن «شيفروليه كروز».
ويجري سباق مراكش على حلبة مولاي الحسن الدولية لسباقات السيارات، التي توجد في قلب منطقة (أكدال) السياحية بمراكش، وهي تعد أول حلبة حضرية مصادق عليها من طرف الاتحاد الدولي لسباق السيارات، وتمتد على مساحة 11 هكتارا، وتتوفر على بنيات تحتية من العيار الثقيل، بما في ذلك تجهيزات الاستقبال ومستودعات السيارات، وغيرها من المنشآت.
ويشكل سباق مراكش التظاهرة الأفريقية الوحيدة المدرجة في برنامج الاتحاد الدولي للسيارات. ويبلغ عدد السيارات المشاركة في محطة المدينة المغربية 30 سيارة، خضعت للمعايير الجديدة المسطرة بالنسبة لسباقات بطولة العالم للسيارات السياحية.
وقال فرنسوا ريبيرو، مدير «أوروسبور إفنت»، خلال ندوة صحافية بالمناسبة، إن «جولة مراكش من بطولة العالم للسيارات السياحية ستحظى بمتابعة جماهيرية كبيرة، في حدود 50 مليون مشاهد من 200 دولة، الشيء الذي سيساهم في إشعاع المغرب، بشكل عام، ومراكش، بشكل خاص».
كما تحدث ريبيرو عن السيارات الجديدة، في مواصفاتها ومعاييرها، التي سيتم العمل بها، انطلاقا من محطة مراكش.
وقام رعاة المسابقة بمراجعة شاملة للقواعد التقنية والرياضية بقصد ضمان مزيد من الإثارة والإشعاع، حيث تم تخفيض وزن السيارات المشاركة والزيادة في قوتها، كما تم تجهيز السيارات بمجموعة من المعدات الدينامو هوائية، وأعطيت للمصممين حرية أكبر من أجل ضمان أفضل مردودية ممكنة ورفع سقف الإثارة. وتمتلك السيارات محركات بسعة 6.1 كتلك التي دخلت حلبات التباري منذ ثلاث سنوات، لكن تمت الزيادة في قطر الحافة (36 ملم بدل 33)، مما مكن من رفع قوة العربات بنحو 15 في المائة، حيث تبلغ 370 حصانا بدل 310 في المواسم السابقة. وتصنف السيارات المحترمة لقواعد 2014 في فئة «تي سي1»، بينما تنتمي السيارات ذات محرك بسعة 6.1 المستعملة ما بين 2011 و2013 إلى فئة (تي سي2). وشهدت الهياكل والتصاميم الخارجية بدورها تعديلات مهمة من أجل مردودية أفضل، كما فتح المجال لاستعمال أنظمة تعليق جديدة طورت خصيصا لهذا النوع من المسابقات. وتضم التجهيزات الدينامو هوائية أجنحة أعرض وقواسم أمامية وسطح مستوى وجناح قابل للتعديل، مما سيؤثر لا محالة على مردودية السيارات وأدائها. وتم تعويض العجلات من فئة 18 بأخرى من فئة 17، مما أضفى على السيارات حلة جديدة وصارت أكثر قوة وسرعة حيث ستزيد السرعة بنحو ثانيتين في كل كلم.
يشار إلى أن بطولة العالم لسباقات السيارات السياحية هي أحد أهم سباقات السيارات عبر العالم، وتدخل ضمن بطولات العالم الأربع المعترف بها والمنظمة من طرف الاتحاد الدولي للسيارات بطولة العالم لسباقات السيارات السياحية، وبطولة العالم لـ«الفورمولا1»، وبطولة العالم للراليات، وبطولة العالم لسباقات التحمل.