أبرز دبلوماسي في واشنطن يستعد للتقاعد

بيرنز ينهي مهامه في الخارجية الأميركية بعد متابعة ملفات مهمة في الشرق الأوسط

أوباما وبيرنز خلال غداء عمل في واشنطن (البيت الأبيض)
TT

يستعد المسؤول الثاني في وزارة الخارجية الأميركية بيل بيرنز للتقاعد في أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، بعد حياة دبلوماسية غنية جدا تميزت أخيرا بالمفاوضات السرية مع إيران. وبيرنز أبرز دبلوماسي أميركي، وهو ثاني دبلوماسي أميركي يصل إلى موقع نائب وزير الخارجية، وهو منصب عادة ما تشغله شخصية سياسية يختارها الرئيس الأميركي بالتنسيق مع وزير الخارجية.

وهنأ الرئيس الأميركي باراك أوباما بيرنز بسنواته الاثنتين والثلاثين التي أمضاها في خدمة الدبلوماسية الأميركية، مؤكدا أنه «ارتكز على نصائحه الصريحة وعلى مهماته الدبلوماسية الحساسة». وقال أوباما في بيان مساء أول من أمس إن بيرنز الذي يتقن العربية والروسية والفرنسية «مستشار ودبلوماسي ماهر ومثال للأجيال المقبلة من الموظفين».

وأشاد وزير الخارجية جون كيري أيضا ببيرنز الذي وافق على تأجيل إحالته إلى التقاعد عندما خلف كيري هيلاري كلينتون على رأس الدبلوماسية الأميركية بداية عام 2013. وقال كيري في بيان مطول إن نائبه «كان له تأثير ونفوذ كبيران»، مضيفا أنه «من الصعب وجود كلمات تعبر عن من هو بيل بيرنز، وما يعنيه لوزارة الخارجية الأميركية، بل للسياسة الخارجية الأميركية». وأضاف أن بيل بيرنز الذي كان سفيرا لدى الأردن ولدى روسيا وعمل مع عشرة وزراء خارجية «هو المرجع في التكتم والفاعلية».

وبيرنز معروف بأنه كتوم، وقليلا ما يتحدث إلى الإعلام. لكنه في الوقت نفسه متواضع وسهل التواصل معه، مما جعله محبوبا في وزارة الخارجية الأميركية بالإضافة إلى الدول التي خدم بها. وعمل بيرنز مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأوسط، بالإضافة إلى وكيل وزير الخارجية للشؤون السياسية، مما جعله مؤثرا في مجالات عدة.

يذكر أن بيرنز هو الذي قاد محادثات سرية مع إيران العام الماضي أدت لاتفاق للحد من برنامجها النووي، وعمل كأكبر دبلوماسي أميركي في الشرق الأوسط.

وفي رسالته إلى كيري لإبلاغه قرار التقاعد، قال بيرنز إنه يشعر بـ«شرف عميق، إذ كانت لدي الفرصة لأخدمك والرئيس كنائب لوزير الخارجية، وأنا ممنون جدا للفرصة التي أتيحت لي لخدمة بلدي خلال السنوات الاثنتين والثلاثين الماضية». وقد عمل بيرنز مع عشرة وزراء خارجية أميركيين، وتولى منصب نائب وزير الخارجية الأميركي لأطول فترة في تاريخ وزارة الخارجية.

ولم يصدر أي بيان رسمي من واشنطن بشأن الشخص الذي قد يحل محل بيرنز. وتوجد تكهنات واسعة النطاق داخل وزارة الخارجية بأن وكيل وزارة الخارجية للشؤون السياسية الذي يحتل المرتبة الثالثة بين الدبلوماسيين الأميركيين بشكل فعلي قد يخلفه.