رئيس وزراء أسكوتلندا يوجه آخر نداء من أجل الاستقلال

سالموند دعا مواطنيه لاغتنام فرصة العمر

سالموند
TT

وجه رئيس الوزراء الأسكوتلندي أليكس سالموند أمس، خطابا أكد فيه أن التصويت على الاستقلال المرتقب في سبتمبر (أيلول) المقبل يتعلق بمستقبل البلاد وليس مستقبل حزبه. وذكر سالموند في مؤتمر الحزب الأسكوتلندي الوطني في مدينة أبردين، وهو المؤتمر الأخير للحزب قبل إجراء الاستفتاء التاريخي المرتقب أن «التصويت بنعم في سبتمبر ليس تصويتا لأجلي أو لحكومة للحزب الأسكوتلندي الوطني في 2016. وإنما هو تصويت من أجل حكومة في أسكوتلندا يختارها شعب أسكوتلندا، تطبق السياسات التي يؤيدها شعب أسكوتلندا». وأضاف أن «حكومة تقرر الضرائب والاقتصاد والأمن الاجتماعي والتوظيف والهجرة وعائدات النفط والغاز والسياسة الأوروبية ومسائل أخرى هي حاليا تحت سيطرة وستمنستر». وتابع أن «المسألة تتعلق بوضع مستقبل أسكوتلندا بيد أسكوتلندا».

وكان سالموند افتتح مؤتمر الحزب أول من أمس، وحث الوفود على اغتنام «فرصة العمر» في الاستفتاء المقرر في 18 سبتمبر المقبل. وأطلق سالموند نداءه في المؤتمر الذي عقد في الذكرى الثمانين لتأسيس الحزب الأسكوتلندي الوطني، وهو المؤتمر الأخير للحزب قبل إجراء الاستفتاء الذي يمكن أن يفضي إلى نهاية ارتباط أسكوتلندا بالمملكة المتحدة المستمر منذ 300 سنة. وقال سالموند أمس إنه في حال صوت شعب أسكوتلندا بنعم فإن العمل سيبدأ «فورا» لأجل الانتقال إلى الاستقلال.

ويشمل العمل الذي تحدث عنه الزعيم الأسكوتلندي، تشكيل وفد مفاوض وانطلاق المحادثات مع وستمنستر قبل نهاية سبتمبر. وحول مهام هذا الوفد قال سالموند: «ستلتئم مجموعة تفاوض تضم كل الأحزاب ويطلق عليها فريق أسكوتلندا، وتشمل أعضاء لا ينتمون للحزب الأسكوتلندي الوطني». وأضاف عن الفريق أنه «سيؤمن الخبرة من جميع الأطياف السياسية وخارجها، ومن أسكوتلندا وخارجها».

ويدعو الحزب الأسكوتلندي الوطني للتصويت بنعم، على عكس المحافظين والعمال والليبراليين الديمقراطيين في بريطانيا الذين يريدون أن يبقى شعب أسكوتلندا البالغ عددهم 3.5 مليون نسمة جزءا من المملكة المتحدة. وقالت نائبة رئيس الوزراء نيكولا ستورجن في خطابها أول من أمس، إن الحزب يستعد لتصعيد حملته للتصويت بنعم في الأشهر الخمس التي تسبق الاستفتاء التاريخي في سبتمبر. وأضافت ستورجن: «في هذه الأشهر المقبلة سنضاعف جهودنا، سنبذل جهدا أكبر من أي وقت مضى». وتابعت: «أن الجائزة ليست نهاية الرحلة بل بدء مستقبل أفضل. أسكوتلندا عضو مستقل وحر ومتساو في أسرة الأمم». وانتقدت ستورجن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون لرفضه المشاركة في مناظرة وجها لوجه مع سالموند حول مسألة الاستقلال. وقالت: «يمكنني القول اليوم إن رئيس الوزراء الذي وعد بالمحاربة في سبيل الاتحاد بقلبه وعقله وجسمه وروحه لا يزال يسعى لمعرفة الجزء من جسمه الذي يسمح له بالموافقة على إجراء مناظرة مع أليكس سالموند».

يذكر أن أسكوتلندا تتمتع حاليا بحكم ذاتي واسع منذ استفتاء 1997 الذي أعطاها مزيدا من السلطات، كما يملك برلمانها صلاحيات في مجال التعليم والصحة والبيئة والقضاء. غير أن برلمان المملكة المتحدة في لندن لا يزال يتخذ القرارات المتعلقة بالدفاع والسياسة الخارجية، ويريد الحزب الأسكوتلندي الوطني الاستقلال التام.