ليبيا: إحباط عملية تمرد جديدة بأحد سجون طرابلس

أعمال عنف في بنغازي واحتجاجات بالزاوية

TT

أعلنت السلطات الليبية أمس أنها أحبطت ما وصفته بمحاولة «تمرد جديدة» في سجن عين زارة جنوب غربي العاصمة الليبية طرابلس، في حين أعلن مسؤول بوزارة العدل في ليبيا، أن «التمرد المحدود أدى إلى مقتل اثنين أحدهما أفريقي الجنسية وإصابة عدد من السجناء وحراس السجن».

وأوضح المصدر في تصريحات بثتها وكالة الأنباء المحلية، أن النزلاء قاموا بإضرام النار في بعض القواطع من السجن وهو ما تسبب في حدوث تدافع بين النزلاء أوقع قتيلين وعددا من الجرحى تم نقلهم إلى أحد المستشفيات القريبة من السجن، مشيرا إلى أنه تمت السيطرة على التمرد وإحكام الحراسة على مداخل ومخارج السجن من قبل قوة الردع للتدخل السريع ولم تحدث عمليات فرار من السجن. وأرجع أشرف زايد نائب مدير مؤسسة السجن، سقوط قتيلين (سجين ليبي وآخر أفريقي) بالإضافة إلى وقوع بعض الجرحى، إلى التدافع الشديد بين النزلاء الذين يبلغ عددهم 700 سجين، مؤكدا أن الأمور باتت تحت السيطرة رغم قلة الإمكانيات المتوفرة لدى المؤسسة. ويعد سجن عين زارة من أكبر السجون، التي تمتلئ بالسجناء المتهمين بقضايا جنائية عدة، ويقع بضواحي طرابلس، وعادة ما يشهد علميات تهريب لسجناء أو حركات تمرد بالداخل، بالنظر لضعف الحالة الأمنية في السجن.

ووقع أكبر حادث تهريب سجناء في السجن خلال أغسطس (آب) الماضي، عندما تمرد 500 سجين، احتجاجا على عدم عرضهم على النيابية العامة والمحاكم، وتمكنت قوات الشرطة من استعادة السيطرة على السجن وإحباط عملية تهريبهم، ما أسفر عن سقوط ثمانية جرحى.

وتعيش ليبيا أوضاعا أمنية متدهورة، وتصاعدا في أعمال العنف، فيما تحاول الحكومة الليبية السيطرة على الوضع الأمني المضطرب في البلاد، بسبب انتشار السلاح، وتشكيل ميليشيات تتمتع بالقوة ولا تخضع لأوامر السلطة الوليدة.

إلى ذلك، كشف مصدر أمني مسؤول بالقوات الخاصة ببنغازي (شرق البلاد)، النقاب عن أن الخطة الأمنية الجديدة التي تنص على بقاء عناصر القوات داخل ثكناتها ويقتصر عملها على التدخل السريع والاقتحام والقبض والدعم اللوجيستي لبعض الوحدات فقط.

وأوضح المصدر أن الخطة الأمنية تقضي بتأمين مدينة بنغازي بالكامل من عمليات الاغتيال والتصفية السياسية والقضايا الجنائية والاعتداء على أملاك الدولة، لافتا إلى أن الخطة تتضمن إنشاء بوابات بمداخل المدينة وتزويدها بمعدات لوجيستية من كاميرات مراقبة وأجهزة كاشفة للأسلحة والمتفجرات. وكان وزير العدل الليبي صلاح المرغني قد اجتمع قبل يومين مع آمر القوات الخاصة العقيد ونيس بوخمادة، ورئيس الغرفة الأمنية المشتركة العقيد عبد الله السعيطي وبعض القيادات العسكرية والأمنية بالجيش، لبحث هذه الخطة.

في ذات السياق، أضرم مجهولون النار مساء أول من أمس في عدد من السيارات أمام فرع بنك ليبيا المركزي بالمدينة، كما فجر مجهولون حافلة ركاب لنقل اللاعبين بقنبلة يدوية محلية الصنع داخل نادي شمال بنغازي الرياضي، دون وقوع إصابات.

وتظاهر العشرات من أعضاء مؤسسات المجتمع المدني مساء أول من أمس بميدان التحرير بوسط بنغازي، تحت شعار «جمعة بنغازي لن تنكسر»، حيث نددوا بالدعوات التي أطلقتها جهات أخرى بإعلان بالعصيان المدني السلبي في المدينة.

وندد بيان للمتظاهرين بما تشهده المدينة من اغتيالات، وطالب البيان بإعادة فتح جميع المصالح العامة والخاصة في المدينة من مطارات وموانئ ومصارف وأسواق ومحلات تجارية.

وأعلنت مصادر محلية أن مجموعة مسلحة قامت أمس بإغلاق بوابة الصمود المدخل الشرقي لمدينة الزاوية بالطريق الساحلي من جديد بعد فتحها عن طريق الأهالي لبضع ساعات، وقال شهود عيان، إن «المسلحين الذين لم يعرف انتماؤهم العسكري أو السياسي، أغلقوا الطريق بجسر ترابي كبير، احتجاجا على تمديد المؤتمر الوطني العام (البرلمان) لولايته التي انتهت في فبراير (شباط) الماضي إلى نهاية العام الحالي».

وأضاف شهود العيان أن «هذه التطورات تسببت في إصابة الحركة داخل المدينة بالشلل التام وسط أجواء من التوتر الأمني».