النظام والمعارضة يؤكدان استخدام الكيماوي بريف دمشق.. ويتبادلان الاتهامات بالمسؤولية

الائتلاف يدعو الأمم المتحدة لإجراء تحقيق سريع.. والتلفزيون الرسمي يحذر من تكراره بإدلب

TT

أكد التلفزيون السوري الرسمي، أمس، ما قالته المعارضة من أن هجوما بالغازات السامة، تعرضت له بلدة كفرزيتا في ريف حماه أول من أمس، متهما «جبهة النصرة» بالوقوف وراء الهجوم. ويشير تأكيد الطرفين، إلى أن الهجوم تحقق بالفعل في المنطقة، في حين تمارس دول غربية ضغوطا على النظام السوري لتسليم ترسانته كاملة من الأسلحة الكيماوية قبل 24 أبريل (نيسان) الحالي بهدف تدميرها.

وأفاد ناشطون سوريون بتعرض سكان في بلدة كفرزيتا، الجمعة، لحالات تسمم واختناق إثر إلقاء الطيران السوري «براميل متفجرة» على البلدة التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة. وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبد الرحمن، لوكالة الصحافة الفرنسية، إن طائرات النظام «قصفت كفرزيتا ببراميل متفجرة تسببت في دخان كثيف وروائح أدت إلى حالات تسمم واختناق، نقل أصحابها على الأثر إلى المشافي».

وأكد التلفزيون الرسمي السوري، أمس، هذه الواقعة، معلنا أن «(جبهة النصرة) نفذت هجوما بسائل الكلور السام على قرية كفرزيتا بريف حماه، مما أسفر عن مقتل شخص وإصابة أكثر من 100 آخرين بحالات اختناق». وأضاف التلفزيون أن «(جبهة النصرة) تتحضر لضرب وادي الضيف بإدلب ومورك بريف حماه بسائل الكلور السام أو غاز السارين».

وكانت صفحة «تنسيقية الثورة السورية في مدينة حماه - كفرزيتا» في «فيسبوك»، أكدت أن النظام قصف البلدة «بالمواد السامة (غاز الكلور)، ولدينا أكثر من 100 حالة اختناق وأصبحنا نعاني نقصا كبيرا في المواد الطبية». وبث ناشطون أشرطة فيديو على موقع «يوتيوب» تظهر أطفالا وشبانا بدا عليهم الإعياء، ويعانون السعال والاختناق. وأظهر أحد الأشرطة ثلاثة شبان مستلقين على أسرة في مشفى ميداني، وقد وضعت على وجوههم أنابيب أكسجين. وقال شخص بدا أنه طبيب في الغرفة إن القصف بالبراميل ترك «مواد تميل إلى اللون الأصفر».

وأضاف: «انتشرت رائحة تشبه رائحة غاز الكلور، نتج عنها أكثر من مائة مصاب، بينهم أطفال وامرأة»، مشيرا إلى أن هذا الغاز «يسبب تهيجا في القصبات والطرق التنفسية العلوية والسفلية».

وازدحمت الغرفة الصغيرة بقرابة عشرين شخصا، بينهم أطفال تمددوا على سريرين وهم يبكون ويسعلون. كما بدا شخص في طرف الغرفة يحاول تنشق الأكسجين مباشرة من قارورة كبيرة، قبل أن يتمدد أرضا.

وجدد الائتلاف الوطني السوري دعوته إلى الأمم المتحدة لإجراء تحقيق سريع في المستجدات المتعلقة باستخدام الغازات السامة ضد المدنيين في سوريا، داعيا مجلس الأمن إلى وضع حد للتجاوزات التي يمارسها النظام والخروقات الرهيبة للاتفاقيات الدولية، والتعهدات والتفاهمات التي أبرمها في السابق.

وأكد الائتلاف أن النظام السوري «وبشكل عشوائي استهدف المدنيين بالغازات السامة»، وذلك «بعد ساعات قليلة على جريمته الأولى التي استهدفت المدنيين في مدينة حرستا بريف دمشق، حتى كرر جريمته باستهداف بلدة كفرزيتا شمال حماه، مخلفا عشرات المصابين بحالات اختناق وتسمم بينهم أطفال، في تحد جديد للعالم بأسره ولعهوده وتفاهماته».

وكانت مصادر المعارضة تحدثت عن استخدام النظام «مواد سامة» في حرستا بالغوطة الشرقية بريف دمشق، في مارس (آذار) الماضي. كما تحدثت تقارير بريطانية وأميركية أشارت إلى تحقيقات تجريها كل من بريطانيا والولايات المتحدة حول قيام النظام السوري بتنفيذ سلسلة حديثة من الهجمات باستخدام أسلحة كيماوية ضد مناطق تسيطر عليها قوات المعارضة في ضواحي دمشق.

وقال مسؤولون بريطانيون أول من أمس إنهم يحققون في تقارير تشير إلى قيام النظام السوري بعدة هجمات كيماوية تهدف إلى ترويع السكان وإثارة الرعب والخوف في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة في أنحاء العاصمة. وأشار المسؤولون إلى أن النظام السوري يستخدم المواد الصناعية السامة، بدلا من المواد الكيماوية، في تصنيع الأسلحة ويقوم بتلك الهجمات على نطاق ضيق. وأوضح البريطانيون أنهم يبحثون عن مزيد من المعلومات حول أربع هجمات نفذها النظام السوري في المناطق حول دمشق في الفترة من يناير (كانون الثاني) الماضي إلى أبريل (نيسان) الحالي، وأن النظام استخدم الكلور والمبيدات الحشرية ضد المعارضة.

وقتل مئات الأشخاص في أغسطس (آب) الماضي إثر هجوم كيماوي على ريف دمشق. واتهمت المعارضة السورية ودول غربية نظام الرئيس بشار الأسد بتنفيذه. وكان لهذا الهجوم دور أساسي في التوصل لاحقا إلى اتفاق على إزالة الأسلحة الكيماوية السورية، رغم نفي دمشق مسؤوليتها عن الهجوم.