السلطات اللبنانية تعتقل أحد أبرز مساعدي برلسكوني

تنتظر من القضاء الإيطالي طلب استرداده

TT

أوقفت قوة من شعبة المعلومات التابعة لقوى الأمن الداخلي في لبنان، أحد كبار مساعدي رئيس الوزراء الإيطالي السابق سلفيو برلسكوني في العاصمة اللبنانية بيروت، المطلوب بموجب مذكرة إنتربول دولية بتهمة الانتماء إلى عصابة مافيا، وهو يخضع للتحقيق في فرع المعلومات تحت إشراف النيابة العامة التمييزية.

وأكد مصدر أمني رفيع لـ«الشرق الأوسط»، أن «قوة من فرع المعلومات دهمت أول من أمس أحد الفنادق الرئيسة في بيروت، وألقت القبض على الإيطالي مارسيلو ديللوتري، بناء على النشرة الحمراء المعممة بحقه عبر الشرطة الدولية (الإنتربول) واقتادته إلى مقر المعلومات في المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي وباشرت التحقيق معه بإشراف القضاء المختص».

من جهته كشف النائب العام التمييزي القاضي سمير حمود لـ«الشرق الأوسط»، عن أن «توقيف ديللوتري جاء بناء على نسخة من النشرة الحمراء والبرقية الصادرة عن (الإنتربول) تسلمها القضاء اللبناني، وتقضي بتوقيفه لكونه مطلوبا لسلطات بلاده في قضايا أساسية هي قيد التحقيق». وأكد القاضي حمود أن «النيابة العامة التمييزية أبلغت السلطات الإيطالية بتوقيف هذا الشخص، وطلبت منها إيداعها الملف القضائي العائد له وطلب استرداده للنظر فيه، ومعرفة ما إذا كانت الجرائم المسندة إليه ثابتة وتستوجب تسليمه أم لا، بعد مقاطعتها مع نتائج التحقيقات التي يجريها لبنان».

في المقابل، أوضحت مصادر مطلعة أن «لبنان أوقف ديللوتري بناء على مذكرة توقيف دولية، وهو ملزم بتنفيذ النشرات الحمراء ومذكرات التوقيف المعممة بواسطة الإنتربول، لكون لبنان عضوا في المنظمة العالمية للشرطة الدولية، وهو خاضع لأنظمتها ويتعاون معها حتى في ملفات لها علاقة أيضا بلبنانيين مطلوبين للعدالة وموجودين في الخارج».

وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر معنية أن «المدعي العام الإيطالي أبلغ السلطات اللبنانية أنه بصدد زيارة بيروت خلال الأيام القليلة المقبلة، وسيصطحب معه الملف القضائي الذي يثبت علاقة ديل أولتري بقضية فساد متهم فيها رئيس الوزراء الإيطالي السابق سلفيو برلسكوني، وعلى ارتباط بالمافيا الإيطالية التي تلاحقها سلطات روما منذ سنوات». وبحسب المعلومات فإن ديللوتري البالغ من العمر 72 سنة، هو صديق لرئيس الوزراء الإيطالي السابق وشريكه التجاري وأحد أبرز المقربين منه، وإن المدعي العام في باليرمو لويجي بتروناجيو وجه إليه تهمة التواطؤ مع المافيا، وأصدر مذكرة اعتقال بحقه، وقد عمم المدعي العام مذكرة التوقيف باعتباره هاربا، بعدما رجح فراره إلى خارج البلاد، وهو أرسل برقية إلى القضاء اللبناني بهذا الخصوص بعد معلومات تحدثت عن وصوله إلى بيروت في الثالث من أبريل (نيسان) الحالي. ومن بين التهم الموجهة إلى ديللوتري أنه وسيط بين المافيا في صقلية ونخبة من رجال الأعمال في ميلان، بمن فيهم برلسكوني، والشركات التي يملكونها قبل أن يصبح مستشارا رئيسا لبرلسكوني.