تأهب بين الفصائل الفلسطينية.. بعد توتر الأوضاع الأمنية في مخيمات جنوب لبنان

اللجنة السياسية الموحدة للفصائل في «عين الحلوة» تبقي اجتماعاتها مفتوحة لمعالجة التداعيات

TT

تبدو الفصائل الفلسطينية في المخيمات اللبنانية وخاصة تلك الواقعة جنوب البلاد في حال من التأهب بعدما خرق أكثر من حادث أمني المبادرة التي أطلقتها نهاية الشهر الماضي للتصدي للفتنة المذهبية ومنع وقوع اقتتال فلسطيني - لبناني أو فلسطيني - فلسطيني.

وتبقي اللجنة السياسية الفلسطينية الموحدة للفصائل والقوى الوطنية والإسلامية في مخيم عين الحلوة، أكبر المخيمات الفلسطينية الواقع جنوب لبنان، اجتماعاتها مفتوحة لمعالجة تداعيات محاولة اغتيال مسؤول جمعية «المشاريع الخيرية الإسلامية» (الأحباش) الشيخ عرسان سليمان قبل نحو أربعة أيام، ولمنع تجدد الاشتباكات في مخيم المية ومية القريب من «عين الحلوة» الذي قتل فيه قبل نحو ستة أيام ثمانية أشخاص إثر قتال بين فصيلين فلسطينيين، يؤيد زعيم أحدهما حزب الله.

وبحث ممثلو الفصائل الفلسطينية في عين الحلوة يوم أمس السبت آلية تفعيل بنود المبادرة الفلسطينية التي جرى توقيعها أخيرا من مختلف الفصائل وكيفية تطبيقها، بالإضافة إلى تفعيل القوة الأمنية المشتركة في المخيم وتعزيزها. ونبه قائد «كتائب شهداء الأقصى» منير المقدح إلى تراجع في مستوى ضبط الأمن داخل مخيم عين الحلوة، ما يؤدي إلى ظهور حالات ومجموعات شاذة تحاول إشعال الفتنة.

وشدد المقدح في حديث مع «الشرق الأوسط» على وجوب تفعيل القوة الأمنية التي تضبط أمن المخيم، بحسب ما نصت عليه المبادرة التي وقعتها الفصائل، لافتا إلى أنه قد «جرى طلب الإمكانيات لتعزيز هذه القوى من رام الله ولا نزال بانتظارها». ولفت إلى أن سياسة «الأمن بالتراضي» هي السائدة حاليا داخل «عين الحلوة»، وهذا ما أدى إلى فجوات أمنية إن كان في مخيم المية ومية أو محاولة اغتيال الشيخ سليمان. ولا يزال سليمان بوضع صحي حرج وهو في حالة غيبوبة منذ أن أطلق عليه مجهول النار داخل مخيم عين الحلوة قبل أربعة أيام.

وأطلقت الفصائل والقوى الوطنية والإسلامية الفلسطينية في لبنان نهاية الشهر الماضي مبادرة للتصدي للفتنة المذهبية ومنع وقوع اقتتال فلسطيني - لبناني أو فلسطيني - فلسطيني، مجددة التزامها بسياسة الحياد الإيجابي ورفض الزج بالفلسطينيين في التجاذبات والصراعات الداخلية اللبنانية.

ودانت الفصائل كل عمليات التفجير التي تستهدف الآمنين والأبرياء المدنيين على كامل الأراضي اللبنانية. وأثار إقدام شابين فلسطينيين على تفجير أنفسهما؛ الأول أمام السفارة الإيرانية في بيروت في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي والثاني أمام المستشارية الإيرانية منتصف فبراير (شباط) الماضي، موجات غضب ضد أهالي الانتحاريين انعكست على علاقة الفلسطينيين بمحيطهم، خصوصا في مناطق جنوب لبنان والضاحية الجنوبية لبيروت.

ونصت المبادرة على أن تتولى الفصائل والقوى الوطنية والإسلامية ضبط الأوضاع الأمنية في المخيمات الفلسطينية، وخصوصا في مخيم عين الحلوة، الذي يعد أكبر مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان باعتبار أن أكثر من 80 ألف لاجئ يعيشون فيه. ولجأ مئات الآلاف من الفلسطينيين إلى لبنان عام 1948 مع «النكبة» الفلسطينية وقيام دولة إسرائيل، وما زالوا، بعد مرور أكثر من 65 سنة، يوجدون في 12 مخيما منتشرة في أكثر من منطقة لبنانية. وتقدر الأمم المتحدة عددهم بنحو 460 ألفا.