الأمن المغربي يفكك خلية إرهابية جديدة تجند مقاتلين للجهاد في سوريا

التحقيقات تكشف عزم «القاعدة» استخدام العائدين من الشام لاستهداف استقرار البلاد

TT

أعلن الأمن المغربي عن تفكيك خلية إرهابية جديدة، ينشط أعضاؤها في عدد من المدن المغربية في مجال تجنيد وإرسال مقاتلين مغاربة إلى سوريا بتنسيق مع تنظيمات إرهابية موالية لـ«القاعدة».

وأوضح بيان للمديرية العامة للأمن الوطني المغربي أن هذه العملية، التي تدخل في إطار العمليات الاستباقية لمواجهة التهديدات الإرهابية، جرت بتعاون وثيق بين الفرقة الوطنية للشرطة القضائية مع المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني (المخابرات الداخلية). وأضاف البيان أن أعضاء الخلية كانوا يقومون بجمع تبرعات من المتعاطفين مع توجهاتهم الجهادية، علاوة على بيع ممتلكاتهم، من أجل تمويل سفر المتطوعين للقتال في سوريا. كما أشار البيان إلى أن أعضاء الخلية كانوا يعقدون اجتماعات مع المتطوعين في منزل مخصص لذلك بقصد شحنهم وتدريبهم على الاحترازات الأمنية التي يجب اتباعها، وذلك قبل إرسالهم إلى سوريا بتنسيق مع ممثلي التنظيمات الإرهابية التابعة لـ«القاعدة»، خاصة «حركة شام الإسلام»، و«جبهة النصرة»، و«الدولة الإسلامية بالعراق والشام».

وتشكل «حركة شام الإسلام»، المتمركزة في ريف اللاذقية على الساحل الغربي لسوريا، أكبر تجمع للجهاديين المغاربة في سوريا. وتشير تقارير إلى أنها استطاعت استقطاب عدد كبير من المعتقلين السابقين في القضايا الإرهابية في المغرب، وعدد من قدماء السجناء المغاربة في غوانتانامو. بينما اختار مغاربة آخرون التطوع في صفوف «الدولة الإسلامية بالعراق والشام»، مثل الشاب إلياس المجاطي، وهو ابن عبد الكريم المجاطي، القيادي المغربي في تنظيم القاعدة، الذي قتل في الرس (السعودية) عام 2005. والتحق آخرون بـ«جبهة النصرة» وتنظيمات أخرى.

ويكتسي تنظيم «حركة شام الإسلام»، الذي تلقى ضربات شديدة في المعارك الأخيرة في الساحل السوري، أهمية خاصة إذ يعد امتدادا لتنظيم التوحيد والجهاد الذي أسسه جهاديون مغاربة ضمنهم سجناء سابقون في غوانتانامو في 2005، مستلهمين تجربة تنظيم أبو مصعب الزرقاوي في العراق.

وأضاف بيان الإدارة العامة للأمن الوطني المغربي أنه «يتضح من خلال التفكيكات المتوالية للشبكات الإرهابية الناشطة في مجال استقطاب وإرسال المقاتلين إلى مختلف بؤر التوتر، عزم تنظيم القاعدة وحلفائه على استهداف استقرار المملكة المغربية، ولا سيما أن هؤلاء المتطوعين المغاربة يستفيدون من تدريبات دقيقة حول استعمال الأسلحة وتقنيات التفجير والعمليات الانتحارية، قبل تعبئتهم من أجل العودة إلى أرض الوطن لتنفيذ عمليات إرهابية من شأنها زعزعة أمن واستقرار البلاد».

وأشار البيان إلى أنه سيجري تقديم المشتبه فيهم إلى العدالة فور انتهاء التحقيق الذي يجري معهم تحت إشراف النيابة العامة المختصة.