ابن كيران ينتقد خصومه.. ويحذر أعضاء «العدالة والتنمية» من الركون لجاذبية المواقع والمنافع

رئيس الحكومة المغربية عد ظفر الغالبية برئاسة مجلس النواب «فوزا حاسما»

TT

عد عبد الإله ابن كيران، رئيس الحكومة المغربية وأمين عام حزب العدالة والتنمية، فوز رشيد الطالبي العلمي مرشح الغالبية في انتخابات رئيس مجلس النواب «انتصارا حاسما».

وانتقد ابن كيران إعادة ترشيح غلاب، الذي ترأس البرلمان المغربي خلال نصف الولاية التشريعية الحالية قبل أن ينسحب حزبه من تحالف الغالبية ويلتحق بالمعارضة. وقال في خطاب خلال افتتاحه لمؤتمر التنظيم المهني للحزب أمس في منتجع بوزنيقة قرب الرباط «كان على غلاب أن ينسحب بكرامته بدل تلك التصريحات التي ادعى فيها أنه واثق من حصوله على أصوات من داخل تحالف الغالبية».

وأشاد ابن كيران بتماسك وانسجام الغالبية، مشيرا إلى أن برلمانيي الأحزاب حضروا بشكل مكثف جلسة التصويت. وأشار إلى حضور جميع نواب حزب التجمع الوطني للأحرار البالغ عددهم 44 نائبا، وحضور 32 نائبا وتغيب نائب واحد من حزب الحركة الشعبية، وحضور 20 نائبا من حزب التقدم والاشتراكية، وغياب نائب واحد، وحضور 101 نائب من حزب العدالة والتنمية وغياب أربعة نواب. وقال ابن كيران إن على ثلاثة من النواب الغائبين أن يبرروا له سبب غيابهم عن جلسة التصويت. وبذلك يكون مرشح الغالبية قد حصل على 28 صوتا إضافيا من نواب خارج الأحزاب المشكلة للغالبية الحكومية.

واستخف ابن كيران بالتقارير التي تشير إلى تراجع شعبيته. وأشار إلى أن من سماهم بـ«تجار الأوهام» كانوا يراهنون على أن حزب العدالة والتنمية سيكون أكبر الخاسرين في الانتخابات الأخيرة التي جرت في 2011، غير أن الحزب خرج فيها بأعلى حصة من المقاعد البرلمانية. واليوم يقولون إن الحزب يخسر 20 في المائة من شعبيته في السنة. وأضاف قائلا «احسبوا السنين!»، مشيرا إلى أن نتائج انتخاب رئيس مجلس النواب لنصف الولاية المقبلة لقنت هؤلاء درسا بأن «التلاعب والأوهام» لم يعودا ممكنين في المغرب، وأن مجالهما بدأ يضيق تدريجيا.

وبشر ابن كيران أعضاء حزبه بأن ما حدث أمس هو بداية لسلسلة من الانتصارات، في إشارة إلى الانتخابات البلدية وانتخابات الغرف المهنية المقبلة. غير أنه دعا أعضاء الحزب إلى تفادي الاغترار، وتذكر الوضعية التي كان عليها الحزب قبل سنوات، وعدم التغاضي عن المبادئ والأولويات الحقيقية التي أوصلت الحزب إلى ما هو عليه اليوم، ألا وهي الإصلاح وخدمة البلاد والدفاع عن الملكية وأسس الدولة المغربية. وقال عن حزبه «هذا حزب أحرق السفن، وقرر أن يمضي إلى الأمام مهما كلفه ذلك، لأن هذه هي مصلحة الوطن ومصلحة الشعب ومصلحة النظام الملكي».

وحذر ابن كيران أتباعه من جاذبية المنافع والمواقع والمناصب، ونسيان الهاجس الأساسي والأصلي الذي جاء بالحزب إلى السلطة، وهو الإصلاح، فتصبح القلوب سوداء والنفوس مفترسة كما وقع لأحزاب أخرى. ودعا ابن كيران أعضاء الحزب إلى توصيل صوته إلى الشرائح الهشة من الشعب، والذين لا يزالون، حسب تعبيره «يستمعون للدجالين ورموز الفساد الذين نشروا الجريمة في مدينتهم من خلال رد الاعتبار لبعض المجرمين واستعمالهم في البلطجة السياسية». وأضاف ابن كيران أن «البلطجة السياسية صارت رائجة في مدينة فاس، العاصمة العلمية للمغرب. ويسمع لها المواطنون البسطاء. قولوا لهم افتحوا أعينكم وامسحوا نظاراتكم. كيف تختلط عليهم الأمور إلى هذه الدرجة؟».

وأكد ابن كيران عزمه مواصلة الإصلاحات الكبرى، وتحدث عن حصيلة بعض الإصلاحات، خاصة إصلاح نظام دعم أسعار المواد الأساسية والمحروقات، الذي مكن الحكومة من تحقيق وفورات مالية. وأشار إلى أن الرصيد الشهري للخزينة أصبح يصل إلى 20 مليار درهم (2.5 مليار دولار)، بعد أن كان لا يتجاوز في العام الماضي مليارا واحدا من الدراهم (122 مليون دولار). وأشار إلى أن وزير المالية اضطر العام الماضي للخروج على وجه الاستعجال للاقتراض من السوق المالية الدولية لكي تتمكن الحكومة من أداء أجور الموظفين.