بعد تنفيذها في الشمال والشرق.. الخطة الأمنية تحط رحالها في بيروت قريبا

مصادر متابعة لتنفيذها أكدت لـ «الشرق الأوسط» أنها تحظى بغطاء سياسي داخلي وإقليمي ودولي

قوات من الجيش اللبناني تطوق حي الشراونة في مدينة بعلبك أمس في إطار الخطة الأمنية التي أعدها المجلس الأعلى للدفاع (أ.ف.ب)
TT

استكمل الجيش وقوى الأمن الداخلي والأجهزة المختلفة لليوم الرابع على التوالي تنفيذ الخطة الأمنية التي أعدها المجلس الأعلى للدفاع، في منطقة البقاع شرق البلاد، كما في مدينة طرابلس شمالا، فيما كشفت معلومات لـ«الشرق الأوسط» عن أن هذه الخطة ستحط رحالها في القريب العاجل في العاصمة بيروت.

وفرض الجيش صباح أمس طوقا محكما حول حي الشراونة في مدينة بعلبك شرقا، وهو حي تسكنه غالبية من عشيرة آل جعفر ويشهد بشكل دائم إشكالات أمنية مع الجيش وعشائر أخرى يستخدم خلالها المسلحون قذائف الـB7. وفي الحي عدد من المطلوبين الذين يلاحقهم الجيش بتهم الاعتداء على عناصره والاتجار بالمخدرات. وأفادت معلومات بتوقيف علي الشعار رئيس أكبر العصابات وأخطر المطلوبين في عمليات الخطف خلال العملية الأمنية في الشراونة. وشملت المداهمات التي نفذها فوج المجوقل واللواء السادس في البقاع منطقة دار الواسعة غرب بعلبك.

وأكدت مصادر متابعة لتنفيذ الخطة الأمنية أنها «ناجحة إلى حد بعيد ومستمرة على قدم وساق»، لافتة إلى أنها ستشمل كل المناطق اللبنانية.

وكشفت معلومات لـ«الشرق الأوسط» عن أن الخطة ستحط رحالها في القريب العاجل في بيروت وبالتحديد في الحي الغربي وفي ضاحية بيروت الجنوبية ومنطقة طريق الجديدة، مشيرة إلى ضوء أخضر لدى الجيش والقوى الأمنية لدخول كل هذه المناطق وسواها. وأوضحت المصادر أن ما يؤمن نجاح الخطة الأمنية هو أنها تحظى بغطاء سياسي داخلي - إقليمي - دولي، وبأنها مطلب شعبي أولي. ولفتت المصادر إلى أن الخطة غير معنية بسلاح حزب الله أينما وجد باعتباره مرتبط كليا بالاستراتيجية الدفاعية.

وقال بيان للجيش إن وحداته واصلت تنفيذ تدابيرها الأمنية في طرابلس والبقاع لترسيخ الأمن وتعقب المطلوبين وتوقيفهم. وأشار البيان إلى أنه جرى توقيف شخص من التابعية السورية في منطقة عرسال الحدودية للاشتباه بانتمائه إلى جماعات إرهابية، كما جرى إلقاء القبض على المدعو «ح.ع» لإقدامه على إطلاق النار وإصابة أحد الأشخاص وقيامه بعمليات سرقة، وعلى «ش.ش» لإقدامه برفقة آخرين على قطع طريق والتعرض للعابرين.

بدورها، أعلنت المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي أنها تواصل تنفيذ الخطة الأمنية في البقاع، من خلال إقامة الحواجز ودهم الأمكنة المشبوهة، بحثا عن المطلوبين للقضاء والسيارات المسروقة، ولفتت إلى أنها نجحت في ضبط تسع من هذه السيارات في بلدة عرسال. وتهدف الخطة الأمنية المقررة للبقاع إلى القبض على المطلوبين للقضاء بتهم مختلفة ويصل عددهم إلى 57 مطلوبا، ويتوزعون بين بلدات بريتال، والشراونة، وقرى أخرى قريبة منها.

وكان وزير الداخلية نهاد المشنوق أطلق تكرارا اسم «مربع الموت» على بريتال والمناطق الملاصقة لها، وبعضها مناطق غير مأهولة بالسكان، نظرا لهروب المتورطين بالخطف وسرقة السيارات إليها. وفي طرابلس شمالا، أوقفت مخابرات الجيش صباح أمس المسؤول الإعلامي في «الحزب العربي الديمقراطي» عبد اللطيف صالح للتحقيق معه وأفرجت عنه بعد الظهر، وقد أكد لـ«الشرق الأوسط» يوم السبت أن أمين عام الحزب رفعت عيد لا يزال في منطقته في جبل محسن مع أكثر من 70 ألف شخص يدعمونه، لافتا إلى أن مذكرتي التوقيف اللتين صدرتا بحقه وحق والده «موضوع سياسي يحل بالسياسة». وقال الجيش إنه أوقف في محلة الحارة البرانية - طرابلس المدعو «أ.ف» لقيامه بتهديد أصحاب محلات في التبانة على خلفية طائفية.

كما ادعى مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر على 11 شخصا من منطقة باب التبانة، في جرم تأليف مجموعة مسلحة بهدف ارتكاب الجنايات على الناس والأموال والنيل من سلطة الدولة وهيبتها والتعرض لمؤسساتها وإطلاق النار على العناصر الأمنية وإثارة الفتن الطائفية وتبادل إطلاق النار وإلحاق الأضرار بالممتلكات والأبنية والقتل ومحاولة القتل.

وكانت الحكومة اللبنانية قررت في جلستها الأولى بعد نيلها الثقة نهاية مارس (آذار) الماضي، تنفيذ الخطة الأمنية التي وضعها المجلس الأعلى للدفاع في المناطق المتوترة، لا سيما طرابلس والبقاع. وكلفت الحكومة الجيش وقوى الأمن الداخلي والأجهزة المختلفة بتنفيذ خطة لضبط الوضع الأمني ومنع الظهور المسلح واستعمال السلاح بكل أشكاله ومصادرة مخازن السلاح في طرابلس وأحيائها وجبل محسن، وتنفيذ الإجراءات كافة لتوقيف المطلوبين، وتنفيذ الاستنابات القضائية في هذه الأعمال وفي عمليات الخطف والابتزاز وسرقة السيارات وعمليات التزوير في مناطق البقاع الشمالي، وضبط الأوضاع الأمنية في هذه القرى، واستعمال كل الوسائل اللازمة لتنفيذ هذه الخطة.