السلطة الفلسطينية تدين محاولات إسرائيل «تقسيم» المسجد الأقصى

بعد تسهيل الجيش اقتحام مستوطنين له عشية عيد الفصح اليهودي

TT

دانت السلطة الفلسطينية الاقتحامات المتكررة التي ينفذها الجيش الإسرائيلي والمستوطنون للمسجد الأقصى، مشيرة إلى نوايا إسرائيلية لتقسيم المسجد مكانيا وزمانيا، ومحذرة من أن ذلك سيجر المنطقة إلى حرب دينية.

وكانت اشتباكات تفجرت أمس بين جنود الجيش الإسرائيلي ومصلين بعد اقتحام الجيش ومستوطنين يهود لساحات المسجد في محاولة لإخراج المصلين المعتكفين بداخله. وقال المتحدث باسم الشرطة الإسرائيلية، ميكي روزنفيلد، إن الاشتباكات اندلعت عندما قامت الشرطة الإسرائيلية بفتح باحات الحرم لزيارات غير المسلمين في ساعاتها المعتادة. وقال شهود عيان إن الجيش أصاب فلسطينيين واعتقل بعضهم أثناء فرضه حصارا مشددا على المسجد.

وقال ناطق باسم الرئاسة الفلسطينية: «إن العدوان الجديد على المسجد الأقصى وعلى المصلين، وفي هذا التوقيت بالذات، يأتي في سياق الحملة المسعورة التي يقودها عتاة اليمين والمستوطنين برعاية الحكومة الإسرائيلية وجيشها، وبتواطؤ سافر منها لفرض أمر واقع جديد يرمي إلى تهويد مقدساتنا، خاصة المسجد الأقصى، من خلال تقسيمه زمانيا ومكانيا». وأضاف الناطق في بيان: «إن هذا الاعتداء من قبل جيش الاحتلال ومستوطنيه على أبناء شعبنا في المسجد الأقصى يعد انتهاكا سافرا لمقدسات شعبنا، وهو ما يتطلب من العالمين العربي والإسلامي، والمجتمع الدولي ومؤسساته المختلفة، التدخل فورا لوقف هذه الجرائم، ومعاقبة حكومة الاحتلال على ارتكابها».

وحذر الناطق الرسمي من إمعان حكومة الاحتلال في سياستها الراهنة حيال القدس ومقدساتها، لأن التغول عليها كفيل بإشعال حريق شامل في المنطقة بأسرها.

وجاء الهجوم الإسرائيلي على المسجد الأقصى في ظل دعوات أحزاب دينية يهودية لاقتحام المكان والصلاة فيه تزامنا مع بدء عيد الفصح اليهودي الذي يبدأ اليوم. وعادة ما يقتحم يهود متطرفون المسجد الأقصى في أوقات الأعياد اليهودية، منادين بإعادة بناء «الهيكل» مكان الأقصى.

وقالت مؤسسة الأقصى للوقف والتراث، في بيان، إن اقتحام قوات الاحتلال جاء لفض اعتكاف ورباط نظمه عدد من الشبان، عشية الدعوات التي أطلقتها منظمات الهيكل لاقتحام جماعي للأقصى اليوم وتقديم ما يسمى «قرابين الفصح» العبري فيه.

ودعا وزير الأوقاف والشؤون الدينية الفلسطيني، محمود الهباش، العالمين العربي والإسلامي إلى الوقوف بحزم أمام «الانتهاكات الإسرائيلية بشكل عام»، و«التقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى بشكل خاص». وقال الهباش في بيان: «إن الهجمة التي تتعرض لها مدينة القدس والمسجد الأقصى من قبل الاحتلال في الفترة الأخيرة تدل، بما لا يدع مجالا للشك، على أن الأمر انتقل من مجرد انتهاكات فردية استفزازية سطحية يمكننا أن نضعها في باب الصبيانية السياسية التي يمارسها بعض المتطرفين من غلاة المستوطنين، إلى انتهاكات خطيرة مدروسة وممنهجة، تمارسها مؤسسة الاحتلال الإسرائيلي بكافة تفاصيلها الفكرية والإدارية والسياسية وحتى الدينية، تسعى فيما تسعى إليه إلى انتزاع السيادة عن المسجد الأقصى ليصبح تحت هذه المؤسسة التي لم تعد تكتفي بممارسات متفرقة وغير منهجية».

وأضاف الهباش «أن التقسيم الزماني والمكاني بين المصلين المسلمين وقطعان المستوطنين الذي بدأ للأسف بمحاولات عملية من خلال الإغلاقات المتواصلة للمسجد الأقصى أمام المصلين المسلمين والمرابطين والذين يتعلمون القرآن ويعلمونه على مصاطب العلم في باحات الأقصى، يهدف إلى إتاحة المجال أمام المستوطنين المتطرفين ليعيثوا فسادا في ساحات المسجد الأقصى وأروقته».

وتابع: «إن الاضطهاد الديني الذي تمارسه المؤسسة السياسية والعسكرية والأمنية الإسرائيلية ينذرنا بعواقب وخيمة قد تضع المنطقة أمام حرب دينية تحاول هذه المؤسسة بعقليتها المتطرفة سياسية وفكريا تأجيجها وإشعال نارها».

ويتوقع أن يشهد الأقصى اليوم مواجهات أكثر حدة، في ظل استعداد مستوطنين يهود لاقتحامه وإقامة شعائر دينية في ساحاته. ودعا مسؤولون فلسطينيون وفصائل ورجال دين إلى «النفير العام» إلى المسجد الأقصى اليوم للدفاع عنه في وجه الهجمات الإسرائيلية المتوقعة. وطالبت الرئاسة أبناء الشعب الفلسطيني بكل أطيافه ومؤسساته الرسمية والشعبية، وفي جميع أماكن وجوده، بالوقوف صفا واحدا دفاعا عن القدس وأقصاها الشريف، والمرابطة فيه للتصدي لمؤامرة تهويده. وقالت حماس إنه يجب النفير نحو الأقصى لتغيير المعادلة هناك.