حمى التنافس في الانتخابات العراقية تشعل الأوضاع في كركوك

أصبحت على أشدها بين حزبي طالباني وبارزاني وتفجرت إلى مواجهات

TT

تمتلئ طرق وشوارع كركوك الرئيسة بصور ولوحات ولافتات المرشحين المتنافسين ضمن القوائم الانتخابية لاختيار 12 عضوا في البرلمان العراقي المقبل، في الاقتراع المقرر إجراؤه في الثلاثين من الشهر الحالي.

وتختلف انتخابات هذا العام عما شهدته كركوك عامي 2005 و2010 فالقوائم الرئيسة، الكردية والعربية والتركمانية، لم تعد موحدة بل قرر كل طرف سياسي خوض التنافس بمفرده في أكثر من 16 قائمة انتخابية متنوعة. والمدينة التي تتلون بالألوان الخضراء والصفراء والزرقاء وباقي الألوان صباحا سرعان ما تشتعل مع كل مساء في حملات انتخابية لشباب ومحبي وداعمي القوائم، وبشكل خاص داخل الأحياء الكردية الرئيسة، التي امتازت بإطلاق الأعيرة النارية في الهواء وإطلاق أبواق السيارات وصرخات الناس، وأصيب حتى الآن 15 مدنيا نتيجة التزاحمات والحوادث والطلقات الطائشة منذ انطلاق الحملة الانتخابية في الأول من الشهر الحالي، حسب تقرير لوكالة الأنباء الألمانية.

وكان نجم الدين كريم محافظ كركوك أعلن إيقاف الحملات الانتخابية في الساعة التاسعة من مساء كل يوم، منعا للتوترات والمشاحنات بين المروجين للقوائم المختلفة، إلى جانب إقرار اللجنة الأمنية بحجز كل من يطلق النار مهما كان انتماؤه كونها ظاهرة غير حضارية ولضمان الأمن والاستقرار في المحافظة. وحذر المحافظ المؤسسات الأمنية من الاهتمام فقط بالعملية الانتخابية وحمايتها وترك الجماعات الإرهابية، وطلب منهم أن يكونوا أكثر حيطة وحذرا لمنع حدوث ما لا يحمد عقباه.

ويقول مصدر أمني إن الذين يطلقون النار يقودون سياراتهم وهم يرتدون الملابس المدنية ويرفعون أعلام أحزابهم، لافتا إلى أن المشارکين في الحملة يخالفون القوانين والتعليمات المرورية، وكانوا يقودون سياراتهم بسرعة ويتوقفون فجأة، ويطلقون أبواق سياراتهم. وعجزت القوات الأمنية في مدينة كركوك من إلزام الأطراف بقرارات اللجنة الأمنية بالمحافظة.

وأفاد المصدر بأن القائمين بالحملات يستمرون في حملاتهم الانتخابية بعد الساعة التاسعة مساء، وهذا مخالف لقرار غرفة عمليات كركوك.

وأضاف: «لا يمكن منع الأشخاص بعد الساعة التاسعة مساء من المجيء إلي الشوارع، لأن أعدادهم كثيرة، ونحن مضطرون لإبقاء قواتنا في الشوارع لغاية منتصف الليل».

ويعتبر سوق «رحيم آوا» شمال مدينة كركوك (الشارع الرئيس بين كركوك - أربيل) من أكثر أماكن المشاركين في الحملات ازدحاما حيث تجري الدعاية والحملات الانتخابية بالهتافات وإطلاق الألعاب النارية من قبل مؤيدي الأحزاب (خصوصا الاتحاد الوطني والحزب الديمقراطي الكرديين). وأحدثت عملية تمزيق الملصقات واللافتات توترا بين جماهير ومؤيدي الحزبين، ولذلك فإن الشرطة والآسايش (الأمن الكردي) في حالة تأهب. وقال المصدر الأمني: «نطالب من المشاركين في الحملات الانتخابية بأن يلتزموا بقرارات اللجنة الأمنية، وأن يقوموا بإجراء حملاتهم بشكل أكثر حضارية، وأن يبتعدوا كذلك عن إشعال وتفجير الألعاب النارية».

وتواصل قيادة شرطة كركوك وأجهزتها الأمنية وقوات «الآسايش» تحركاتها على القوى السياسية الفاعلة، وتقوية عمل اللجنة العليا المشكّلة للانتخابات في قيادة شرطة كركوك، وتضم ممثلي القوى السياسية لغرض وأد أي حادث أو مشاحنة في أي بقعة من مدينة كركوك وإطفاء النيران قبل احتراقها.

يُذكر أن كركوك الغنية بالنفط من المناطق المتنازع عليها بين إقليم كردستان والحكومة الاتحادية وخاضعة للمادة 140 من الدستور العراقي، التي تنص على تطبيع الأوضاع في المدينة وإجراء إحصاء سكاني يعقبه استفتاء شعبي يقرر عائدية المدينة إلى إقليم كردستان من عدمه.