عبد الله يتصدر سباق الرئاسة الأفغاني وفق نتائج أولية

لجنة الطعون تؤكد تدني نسبة التزوير مقارنة بانتخابات 2009

عبد الله خلال مقابلة مع وكالة «أسوشييتد برس» بمقر إقامته في كابل أمس (أ.ب)
TT

تقدم وزير الخارجية الأفغاني الأسبق عبد الله عبد الله على أشرف غني في الانتخابات الرئاسية التي جرت في أفغانستان الأسبوع الماضي، وفق ما أعلنته أمس اللجنة الانتخابية المستقلة بالاستناد إلى نتائج أولية. وسيقود المرشح الفائز بلادا تواجه تمرد حركة طالبان في وقت تستعد فيه قوة حلف الأطلسي بقيادة الولايات المتحدة للانسحاب من البلاد بحلول نهاية عام 2014، كما تلقى عليه مسؤولية تحسين الوضع الاقتصادي فيما تتراجع المساعدات المالية.

وقال يوسف نوريستاني رئيس اللجنة الانتخابية المستقلة: «نعلن اليوم النتائج الجزئية لـ26 ولاية بعد فرز عشرة في المائة من الأصوات في الشمال والجنوب والشرق والغرب والعاصمة كابل». وأضاف أنه «من أصل 500 ألف بطاقة اقتراع في 26 ولاية، حل الدكتور عبد الله في الصدارة بحصوله على 41.9 في المائة من الأصوات، وحصل أشرف غني على 37.6 في المائة وحل في المرتبة الثانية، وحصل زلماي رسول على 9.8 في المائة وحل في المرتبة الثالثة».

وفي حال عدم حصول أي من المرشحين في المرتبتين الأولى والثانية على أكثر من 50 في المائة من الأصوات في النتائج النهائية التي ستعلن في نهاية مايو (أيار) المقبل، فإنهما سيتنافسان في دورة انتخابية ثانية.

ونبه نوريستاني إلى ضرورة عدم الاعتماد كثيرا على النتائج الأولية، وقال إن هذه النتائج قد تتغير و«قد يتصدر مرشح اليوم، لكن حين نعلن نتائج إضافية قد نجد مرشحا آخر في المقدمة». والولايات الثماني التي لم تعلن نتائجها حتى الآن، ولايتان في الشمال (بادخشان وبغلان) واثنتان في الشرق (نورستان وباكتيكا)، بالإضافة إلى دايكندي في الوسط، وغازني وورداك جنوبا، وولاية غور غربا. وعبد الله عبد الله ينحدر من أب من البشتون وأم من الطاجيك، أكبر إثنيتين في البلاد، وعادة ما يرتبط اسمه بالطاجيك في شمال البلاد.

وأدلى الأفغان بأصواتهم في 5 أبريل (نيسان) الحالي من دون حوادث تذكر، رغم التهديدات التي أطلقتها حركة طالبان بشن هجمات. وتنافس ثمانية مرشحين بالإجمال لخلافة الرئيس حميد كرزاي الذي حكم وحده هذا البلد الفقير البالغ عدد سكانه 28 مليون نسمة، منذ سقوط طالبان في 2001، والذي يمنعه الدستور من الترشح لولاية ثالثة.

ويعد كل من زلماي رسول الذي ينظر إليه على أنه مرشح كرزاي، وأشرف غني الخبير الاقتصادي ذائع الصيت، وعبد الله عبد الله، المعارض الذي حل في المرتبة الثانية في انتخابات 2009، الأوفر حظا. وتخوف كثير من المحللين والمراقبين من تكرار ما حصل خلال انتخابات 2009، التي اتسمت بكم هائل من التزوير، الذي من شأنه المساس بشرعية الرئيس المقبل. إلا أن لجنة الطعون الانتخابية أعلنت أمس أن نسبة التزوير أقل من التي سبقتها في 2009. وقال المتحدث باسم اللجنة نادر محسني: «تلقينا 1892 شكوى مع أدلتها، من بينها 1382 شكوى عبر الهاتف»، مشيرا إلى أن 870 من الشكاوى تقع في فئة الأكثر خطورة. وأضاف محسني: «سنراجع كل الشكاوى. ووفقا للمراجعات والأرقام التي قدمها المراقبون، فإن نسبة التزوير في هذه الانتخابات أقل من تلك التي سبقتها».

يذكر أن عبد الله عبد الله حل في المرتبة الثانية في الدورة الأولى من الانتخابات الرئاسية في 2009، بحصوله على أكثر من 30 في المائة من الأصوات. وقد انسحب من الدورة الثانية بعدما ندد، على غرار عدد كبير من المراقبين، بعمليات تزوير واسعة النطاق. وكان عبد الله عبد الله (53 عاما)، المعارض وطبيب العيون السابق، صديقا مقربا ومستشارا لأحمد شاه مسعود القيادي الطاجيكي الذي حارب الاحتلال السوفياتي في الثمانينات ثم نظام طالبان حتى اغتياله في 9 سبتمبر (أيلول) 2001. وشغل عبد الله عبد الله منصب وزير الخارجية في الحكومة الأولى لكرزاي. أما أشرف غني (64 عاما) خبير الاقتصاد المعروف عالميا، فاستقال من مهامه رئيسا للجنة الانتقالية المكلفة مراقبة العملية الانتقالية الديمقراطية في أفغانستان لخوض الحملة الانتخابية، وهو من البشتون ومعروف بطبعه المتمرد، ويعد المفضل بين إثنية البشتون.

بدوره، شغل رسول (70 عاما) حتى أكتوبر (تشرين الأول) الماضي منصب وزير الخارجية قبل أن يتنحى لخوض انتخابات الرئاسة. وينحدر رسول من البشتون وهو قريب من كرزاي، فقد كان مستشاره للأمن القومي في 2003 و2010، ويعده العديد من المراقبين مرشح الحكومة المنتهية ولايتها. وتعهد المرشحون الثلاثة بحماية حقوق المرأة، والعمل على التوصل إلى اتفاق سلام مع حركة طالبان، وتوقيع اتفاق أمني ثنائي مع الولايات المتحدة يسمح ببقاء عشرة آلاف جندي أميركي على الأقل في البلاد خلال السنوات العشر المقبلة.