مأساة لبنان

TT

* أود أن أقول بخصوص مقال سوسن الأبطح «39 سنة من الحروب اللبنانية»، المنشور بتاريخ 12 أبريل (نيسان) الحالي، إنه بعد قرابة أربعة عقود من «حرب الآخرين على أرض لبنان»، كما عرَّفها الراحل غسان تويني ماذا تغير؟ حرب الآخرين ما زالت حربا للآخرين، فما زالت النار مشتعلة ومتنقلة، ولحم اللبنانيين حطب المواقد ودماء زيت يُصَّبُ على النار، اقتصاد البلد أصبح على شفير الانهيار، فبواسطة عين الرمانة استبدلت بالسيارات المفخخة أخرى رباعية الدفع متجولة تطال كل الأماكن، والقيادات اللبنانية أو معظمها منفيون إما في المهجر وإما سجناء في بيوتهم أو مناطقهم، وانتخاب الرئاسات الثلاث ما زال مرهونا بالخارج وبكلمة السر التي تأتي من هنا أو من هناك، إذا كان لبنان في زمن حرب الآخرين على أرضه محوره فلسطين وشعب فلسطين وفصائل المقاومة الفلسطينية اليوم تسلم زمام المتاجرة بها سيد «المقاومة» ونظاما الممانعة في سوريا وإيران، وإذا كانت الجامعة العربية وقوات الردع إبان الحرب تسيطر على الوضع الأمني وتلجمه الآن، فالساحة خالية لإيران وحزب الله معا، أما الجيش اللبناني فقد تمزق إبان الحرب وانفرط عقده وكإناء من الزجاج سقط وذهب شظايا مع تشظي اللبنانيين، واليوم يعاود بناء نفسه بغطاء إقليمي ودولي لأن المنطقة لا تتحمل جبهات أخرى وبحاجة إلى مسالك لهروب المدنيين.

شوقي أبو عياش - فرنسا [email protected]