عبد الإله السناني: حلمي موجود في «هوليوود»

الممثل السعودي قال إن غياب السينما أحدث فراغا كبيرا

الممثل السعودي عبد الإله السناني («الشرق الأوسط»)
TT

قال الفنان السعودي عبد الإله السناني الممثل وعضو هيئة التدريس بجامعة الملك سعود، إنه يعمل على مشروع حياته الذي يتمنى تحقيقه، لمدة عامين دون انقطاع، ليعبر به إلى «هوليوود» في أميركا، حيث يولد الفن العالمي.

وقال الممثل عبد الإله السناني لـ«الشرق الأوسط»: «إنني أعدّ عملا فنيا كبيرا، يوثّق لأول سينمائي عالمي سعودي وأول عربي يلتحق بعاصمة الفن الأميركية (هوليوود)، ويمثل جنبا إلى جنب مع الممثل العالمي جون واين».

ويعتزم إطلاق أول عرض لهذا المشروع الفني في هوليوود أولا، قبل ظهوره على الشاشات السينمائية العربية، بوصفه أول رائد سينمائي عربي وصل إلى هوليوود. ويحاول السناني من خلال هذا المشروع، تقديم سيرة ذاتية لهذا الرجل الذي هوى الفن منذ نشأته في نجد بالسعودية قبل عقود مضت، تتبع سيرته وعصاميته في صناعة المجد الفني، مرورا بانتقاله إلى بغداد فسوريا فلبنان، حتى وصل إلى هوليوود.

وقال عنه: «هذا العمل السينمائي يوثق لأول شخصية عربية سينمائية، خرجت من الجزيرة العربية في ثلاثينات القرن الماضي، من بريدة، وانتقل منها إلى العراق حيث درس اللغة الإنجليزية هناك، وانتقل منها إلى الشام وتزوج منها امرأة، وانتقل بها إلى حيفا، ومنها إلى أميركا».

والشخصية المعنية هي خليل الرواف، الذي عُرف بأنه أول سعودي تطأ قدماه هوليود، حيث شهد بروز السينما غير الناطقة (الصامتة)، في نيويورك في ذلك الزمان.

واقتحم الرواف المجال السينمائي، وشارك في الفيلم الشهير «I Cover the War»، الذي لعب بطولته أسطورة هوليود جون واين عام 1937، حيث حاول فيما بعد توثيق هذه الفترة في كتاب يروي سيرته الذاتية، بعنوان «نجدي في أميركا»، الذي يستمد منه الفنان عبد الإله السناني مادة مشروعه المقبل.

وكان قد أحب الرواف السينما كفن وثقافة جديدة، فعزم على أن يذهب إلى لوس أنجليس، وعمل في هوليوود وقدم عدة أفلام، وكان في الأول يصمم أزياء للأفلام التي تتحدث عن الصحراء وعن العرب، حيث كان هو مدير المناظر.

وبذلك سجل التاريخ للراحل خليل الرواف أنه أول سعودي تطأ قدماه هوليود في بداياتها، ثلاثينات من القرن الماضي، حيث وصل إليها بعد رحلة طويلة بدأت من مسقط رأسه بمدينة بريدة، وتنقل خلالها بين عدة مدن عربية، قبل أن تحط رحاله في هوليوود التي كانت ناشئة في ذلك الحين. وفيما بعد طفق عائدا إلى لبنان، ومكث فيه حتى وفاته في عام 1975، وبذلك سبق عمر الشريف ومصطفى العقاد، اللذين ظهرا في السينما الملونة في بداية الستينيات.

ويحتاج السناني من خلال «الروّاف»، تخيل التنقّل من الحالة الثقافية الموجودة في نجد إلى الحالة الثقافية في أميركا، وكيفية تطوره، حيث كان لديه إصرار ما يدلل على وجود السينما السعودية منذ بداية الأربعينات، غير أن الحواجز لم تبرزها في نجد بشكل واضح.

ومشكلة هذا المشروع تبرز في تحمّل التكلفة الكبيرة، حيث يعتمد على الإنتاج، خاصة أنه يشتمل على تصوير في أميركا حيث سطعت عالميته السينمائية، إذ قضى نصف عمره هناك.

وفي هذا المشروع يحاول السناني الابتعاد قدر الإمكان عن تناول الحياة أو الناحية الشخصية، مركزا على اختصاره في الإطار المعرفي والبحث عن الجديد، بعيدا عن التعرّض للعائلة والورثة وما إلى ذلك.

وعلى صعيد آخر، يعتقد أن غياب السينما في السعودية أحدث فراغا، ويقول: «هناك قصور وفراغ كبير جدا للسينما في السعودية، حيث أوضحت دراسة صدرت في دبي أن السعوديين يمثلون أكبر جمهور لهذا الفن على مستوى منطقة الشرق الأوسط.

ويشير السناني إلى أن الجمهور السعودي محب لهذا النوع من الفن، بدليل أنه من أكثر الشعوب الذين تحتل السينما جزءا من اهتماماته في أي رحلة سياحية يقوم بها.

ولاحظ السناني أن الشباب يمثلون أكثر فئات المجتمع شغفا بالسينما، وهو ما يظهر التعطش لهذا النوع من الرفاهية.

وقال: «هناك متعة المشاهدة، التي قد تصل بالأرقام إلى ثلاثة أو أربعة ملايين مشاهد، لمشهد لا يتجاوز الدقيقة أو الدقيقتين عبر (يوتيوب)، مما يعني أن هناك شغفا من مختلف الثقافات نحو السينما».

وعدّ السناني أن الفنون أصبحت جزءا أساسيا من الحياة البشرية، وهي قوة إنتاج اقتصادي أيضا، ويمكن أن توفر منصة للازدهار الاقتصادي سواء عبر توفير الفرص أو الحد من هدر الأموال التي تصرف في الخارج للحصول على متعة هذا الفن.

كما شدد على ضرورة الاهتمام بصناعة السينما، بدءا من الإقرار بأهمية تدريس الفنون في كليات التعليم العالي.

كذلك يشير السناني إلى أهمية الوعي المجتمعي تجاه العمل السينمائي في ظل توافر تيارات مختلفة تنظر له برؤى متفاوتة، من بينها من يرفض السينما، ولذلك فإن الحاجة كذلك ماسة لتوفير أدوات توعوية من خلال الاهتمام بالدراسة والتعرف على منتجات السينما، وقدرتها على توفير قنوات للتنوع الثقافي.

ومع ذلك لا يعتقد السناني، أن الفراغ الذي صنعه غياب السينما يصرف السعوديين للحب الرواية ينتهي بالنسبة بأكثر من علامات استفهام، مبينا أن المجتمع يعيش حاليا في عصر الصورة.

ونوه بأن فراغ السينما أفضى إلى إنتاج أعمال بوسائط جديدة كـ«يوتيوب» وغيرها من شبكات التواصل الاجتماعي، لدرجة أصبحت مصانع لمنتجات غريبة جدا في المجتمع.

وقال: «هناك متعة المشاهدة، التي قد تصل بالأرقام إلى ثلاثة ملايين أو أربعة ملايين مشاهد، لمشهد لا يتجاوز الدقيقة أو الدقيقتين، منا يعني أن هناك شغفا من مختلف الثقافات، وهذا أيضا يدحض القول إن غياب فن السينما أدى إلى زيادة حب الرواية».

ويعتقد السناني أن إنتاج الثقافة الأميركية من الروايات، خلال القرنين الماضيين من السينما، مبينا أنه في وقتها لم يكن هناك حضور طاغٍ للرواية الأميركية، أو الفرنسية، أو غيرهما، إلا عندما برز عنصر تسويقي حقيقي صاحب رؤية أخرى مختلفة في مجال الفنون وهي الرواية، مؤكدا أن الرواية لن تزدهر إلا في ظل ازدهار للسينما بشكل مباشر.

وشدد على ضرورة الدعم المادي والمعنوي والإعلامي المتبادل بين الجهات الرسمية والإنتاجية، موضحا أهمية أن توجه الدولة دعما حقيقيا ملموسا لتفعيل دور المؤسسات المعنية من خلال إرساء بنية تحتية كبيرة، لإبراز دور صناعة فن السينما في المجتمع وترفيهه.

ونادى بأهمية توجه وزارة التعليم العالي إلى تخصيص كليات وأقسام متخصصة للفن وصناعته وأشكاله المختلفة، مبينا أن هناك 27 جامعة، كلها تدرس الإعلام، في ظل وجود عدد من المثقفين الأكاديميين الذين يدرسون فيها، والذين يحتاجون للإحساس بالاهتمام بهذه المسألة التخصصية.

ويعتقد أن المعالجة في هذا الإطار تكمن في إحداث قسم جديد في كليات العلوم التطبيقية والنظرية لخدمة المجتمع في مختلف المجالات، مشيرا إلى أنه في يوم من الأيام كانت هناك أقسام، أصبحت فيما بعد كليات.

ويعتقد السناني أن ازدهار السينما سيعود بتعزيز الاقتصاد الوطني من خلال مختلف المسارات، ويحبس هدر الأموال التي يصرفها البعض في الخارج للحصول على متعة هذا الفن، فضلا عن توفيرها عددا من الفرص الوظيفية، وكبح جزء من البطالة لدى الشباب من الجنسين.

وأما حاليا، فالسناني يعكف ضمن مجموعة من نجوم الدراما، على إنجاز الجزء الثالث من البرنامج الفكاهي التلفزيوني «الواي فاي»، الذي حصد الجائزة الأولى الذهبية في مهرجان الخليج للإذاعة والتلفزيون، بدورته الـ13، التي انطلقت قبل أسابيع.

ويعدّ «الواي فاي» برنامجا دراميا ترفيهيا متنوعا بنكهة مختلفة، يمثل نقلة في ثقافة الصورة، التي أصبحت هي الهاجس، ودخلت خط المشاهدة القصيرة جدا في الـ«يوتيوب»، بمشاركة عدد من نجوم الدراما، وسينتهي العمل منه في خلال شهر، لإطلاقه في شهر رمضان المقبل بشكل أكثر تميزا.