سهير سرميني: الشللية ظاهرة صحية وصحيحة.. و«النداء الأخير للحب» عملي المقبل

المخرجة السورية ترى أن مسلسلات البيئة الشامية أعمال تجارية مرغوبة لا تستهويها ولا تشاهدها

المخرجة السورية سهير سرميني
TT

أنهت المخرجة السورية (سهير سرميني) مؤخرا عمليات إخراج وتصوير مسلسل تلفزيوني جديد جاء تحت عنوان (النداء الأخير للحب) كما أخرجت فيلما سينمائيا روائيا طويلا بعنوان (عرائس السكر) الذي عرض لأول مرّة بشكل جماهيري يوم 3 أبريل (نيسان) الحالي في مهرجان قابس الثقافي الفني في تونس. وما بين الإعلام الذي انطلقت منه وإخراج فيديوهات كليب الأغاني التي قدّمت الكثير منها قررت سرميني الاستقرار في عالم الإخراج الدرامي التلفزيوني والسينمائي.

وفي حوار معها تتحدث سهير سرميني لـ«الشرق الأوسط» عن أعمالها الجديدة وعن بعض القضايا الفنية الأخرى قائلة: مسلسلي الأخير وهو ضمن سلسلة اجتماعية تحمل عنوان: (الحب كلّه) منها الخماسية التي أخرجتها بعنوان النداء الأخير للحب وهي عن الحب والحرب من تأليف رانيا بيطار حيث يتحدث المسلسل عن العلاقات الاجتماعية والإنسانية التي يعيشها السوريون في ظل الظروف الحالية ويشارك في المسلسل عدد من نجوم الدراما السورية ومنهم سلمى المصري ونادين وجيانا عيد وآخرون، كذلك أخرجت مؤخرا فيلما تلفزيونيا بعنوان: (غرفة افتراضية على السطح) والفيلم يتحدث عن الأزمة السورية بشكل شفاف وغير مباشر والفيلم من بطولة الفنانة ندين تحسين بك وسوسن ميخائيل وخالد القيش وآخرين، كذلك أنهيت قبل فترة إخراج فليمي السينمائي الروائي الطويل (عرائس السكّر) وهو من تأليف ديانا فارس ويتحدث الفيلم عن فتاة مصابة بالداون سيغروم أي فتاة منغولية وهي في سن البلوغ إذ من الناحية الفسيولوجية مثلها مثل أي فتاة عادية حيث تناول الفيلم وبشكل جريء حياتها في الأسرة والمجتمع وكيف يتعامل معها المجتمع وكيف تحمل أمّها همّها باستمرار، وبطولة الفيلم لفتاة منغولية متميزة جدا اسمها مروة الجابي فهي في حياتها الواقعية بطلة سباحة وتعمل في الحرف اليدوية وتقود طائرة مع والدها الطيار، وقد أدّت الدور بشكل رائع مع عدد من الفنانين السوريين ومنهم سلمى المصري ولمى إبراهيم ونجلاء خمري والمطرب سامر كابرو وعدنان أبو الشامات وغادة بشور. وفيلمي هذا هو أول فيلم عربي يتناول بشكل رئيس ومباشر وبخط كامل حالة إنسانية لعاهة خلقية أي المنغولية في حين تناولته السينما العالمية وبشكل خاص الفيلم الفرنسي اليوم الثامن الذي حقق الكثير من الجوائز العالمية.

وحول اختيارها عالم الإخراج واستقرارها فيه وهي الإعلامية والمهندسة المعمارية تبتسم سهير: لم آت من لا شيء إلى الإخراج فأنا درسته أكاديميا واتبعت دورات كثيرة ومكثفة في التلفزيون الفرنسي والألماني ودرّبني دراميا خبراء فرنسيون وكان طموحي وحلمي من بداياتي أن أعمل أشياء على الصعيد الفني فأخرجت الكثير من البرامج المنوعة والوثائقية وأفلام الكرتون وفيديو كليبات الأغاني وأفلاما تلفزيونية قصيرة قبل أن أستقر في الإخراج الروائي السينمائي والدرامي التلفزيوني.

وحول مقومات المخرج الناجح وتميزه في ظل تنافس كبير بين المخرجين ترى سرميني أنّ الأهم هنا أن يكون لكل مخرج بصمته وبصمتي أنا ـ تضحك سهير ـ لست أنا من يحددها بل المشاهد من يحددها!.. أما تعاملي مع الإخراج فهو ينطلق في البداية من قراءتي للنص بشكل جيد مع تحليل عميق له وأسلوبي الخاص هنا والمحبب لدي أنني أعمل كثيرا على التفاصيل وأن يكون هناك روح في العمل الدرامي ومراعاة جميع الشروط الفنية التي يجب أن تكون موجودة.

وحول طريقة تعاملها مع الممثلين العاملين معها تقول سهير: ليسوا جميعهم بنفس السوية والإمكانيات ولذلك يجب على المخرج أن يحفّز الطاقات الفنية لدى كل واحد منهم وعادة أنا أتحاور مع كل ممثل حيث يطرح كل واحد منهم كيف سيؤدي الدور المسند له وأطرح أنا أمامه كيف يجب أن يؤديه فنتناقش حول ذلك لنصل إلى أن يعطي الممثل الدور حقه في المسلسل، وأنا مع الممثل المهني الذي يجب أن يأخذ مساحة أكبر ليقدم إبداعات أفضل، بينما الممثلين الجدد يجب أن يكون هناك توجيه لهم، كما أنني لست مع ديكتاتورية المخرج مطلقا بل في حياتي العامة أومن بالتشاركية وهذه طريقتي في التعامل مع الفنيين ومع الفنانين العاملين معي رغم أنه في المحصلة أي مسلسل سيحمل توقيع مخرجه ولكن في المشاركة مع هؤلاء ستحصل على نتائج أفضل. وأسأل سهير عن إمكانية مشاهدتها مخرجة لأعمال البيئة الشامية تجيب: لا فأنا أحب إخراج الأعمال الاجتماعية المعاصرة والإنسانية والمسلسلات التي تخدم المجتمع وأنا مع الدخول في أعماق الكثير من القضايا التي تهم الناس والمرأة لذلك لا يجذبني إخراج مسلسلات بيئية أو تاريخية رغم أن لها جماهيريتها، وأصنّف مسلسلات البيئة الشامية كأعمال تجارية مرغوبة وهي لا تستهويني ولا أشاهدها.

وحول ظاهرة الشللية في الدراما السورية تقول سهير: برأيي أن الشللية ظاهرة صحية ولكن ليس على صعيد الممثلين الذين يجب اختيارهم بما يتناسب والدور ولكنها صحية فيما يتعلق بالكادر الفني التقني كالمصور والغرافيك والمونتير وغيرهم الذي يجب أن ينسجم مع المخرج ويفهم عليه، وهذا ليس شللية بل نوع من التوائم بين هؤلاء والمخرج.

وعن إمكانية أن يشاهدها الناس ممثلة أمام الكاميرا وليس خلفها فقط كمخرجة خاصة أن شكلها جميل وحضورها مميّز، تبتسم سهير: أنا حتى الآن أجد نفسي خلف الكاميرا فقط وقد طرح علي أن أكون مقدمة برامج وممثلة فاعتذرت فلم تستهوني الفكرة، ولا أدري في المستقبل فقد أظهر في مشاهد بسيطة لمسلسل من إخراجي فقط إذا وجدت ذلك مناسبا لي.