اليونيسكو ترعى محو «أمية الكبار» إقليميا من مصر

بوكوفا تشيد بجهود المنطقة العربية في وجه التحديات

إيرينا بوكوفا المديرة العامة لليونيسكو ومحمود أبو النصر وزير التربية والتعليم في مصر خلال توقيع الاتفاقية الأسبوع الماضي في باريس (اليونيسكو)
TT

رغم «التحديات الكبرى»، كما وصفتها إيرينا بوكوفا، مديرة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونيسكو)، فإن بوكوفا أشادت بالتقدم الكبير الذي تشهده المنطقة العربية في مجال تحسين محو أمية الشباب والكبار في المنطقة العربية.

وجاءت تعليقات بوكوفا بمناسبة توقيع اتفاقية مشتركة بين اليونيسكو ومصر، تقضي بإنشاء مركز إقليمي يخدم المنطقة العربية في مجال محو أمية وتعليم الكبار، وهو الاتفاق الذي وقعته بوكوفا مع وزير التعليم محمود أبو النصر من الجانب المصري في باريس الأسبوع الماضي. ويرمي المركز الجديد، الذي يقع في مدينة سرس الليان بمحافظة المنوفية (شمال العاصمة المصرية) ويعمل تحت رعاية اليونيسكو، إلى تعزيز قدرات الدول العربية في ما يخص صياغة وتنفيذ برامج وسياسات محو الأمية، ويسهم في الارتقاء بأنشطة محو الأمية لخدمة الأهداف التنموية بالمنطقة العربية وأفريقيا، على أن تقوم اليونيسكو بتقديم كل سبل المساعدة والدعم الفني لهذا المركز.

ويوضح أبو النصر أن المركز، الذي بدأ محليا منذ تأسيسه في عام 1952، أسدى العديد من الخدمات القيمة في مجال تعليم الكبار في مصر، قبل أن يتحول إلى مركز إقليمي (من الفئة الثانية) بموجب الاتفاقية مع اليونيسكو، والتي استغرقت مفاوضاتها نحو عامين، قائلا إن ذلك «من شأنه تعزيز طموحات مصر في المساهمة بقدر أكبر في التعاون الدولي بشأن تعليم الكبار»، و«يعكس اعتراف اليونيسكو بمصر بوصفها رائدة للتعليم في المنطقة، وتقديرها للجهود التي تبذلها الحكومة المصرية للنهوض بالتعليم وتحسين جودته؛ إذ إن التعليم يعد من الركائز الأساسية للخطة الإنمائية في مصر».

وتشير بوكوفا إلى أن مصر، بوصفها تنتمي إلى مجموعة البلدان التسعة ذات الأعداد الضخمة من السكان، كانت دائما سندا قويا للارتقاء بالتعليم من خلال التزام مشترك وتقاسم لأفضل الممارسات، معربة عن قناعتها بأن المركز الإقليمي الجديد سيكون من شأنه المساهمة في الجهود الرامية إلى الوصول إلى أكثر الفئات ضعفا في المجتمع، لا سيما الفتيات والنساء «وذلك لأننا ندرك تأثير محو الأمية من الناحية الاقتصادية في ما يتعلق بتحقيق الاستيعاب الاجتماعي وتحسين نوعية الحياة للشعب المصري وغيره من الشعوب في شتى أرجاء المنطقة».

وأطلقت مصر حملة قومية لمواجهة الأمية عام 2012، بدعم من اليونيسكو، تستهدف القضاء على الأمية في غضون خمس سنوات. وأشادت بوكوفا بالجهود المصرية في هذا المجال، مؤكدة على أهمية عمليات تقييم التعليم للجميع على الصعيد الوطني المنفذة قبل حلول الموعد المستهدف في عام 2015 لبلوغ الأهداف، وإلى المناقشات الجارية بشأن خطة التنمية لما بعد عام 2015، موضحة المساهمة الرئيسة للاجتماع العالمي للتعليم الذي سيعقد في عمان في مايو (أيار) المقبل.

وأوضح الدكتور محمد سامح عمرو، سفير مصر باليونيسكو، رئيس المجلس التنفيذي للمنظمة، أن الاتفاق يأتي في إطار الاهتمام الشديد الذي توليه المنظمة لمساعدة مصر لمواجهة ظاهرة الأمية. كما جرى الاتفاق على أن تقوم اليونيسكو بفتح مجالات للتعاون مع المراكز المماثلة على مستوى العالم، مثل مركز التعليم مدى الحياة بمدينة هامبورغ الألمانية.

وقال عمرو إن أبو النصر عقد لقاءات مكثفة مع كل قيادات المنظمة العاملين في مجال التعليم، حيث قام بعرض محاور الاستراتيجية التي وضعتها الوزارة وناقش كيفية مساهمة اليونيسكو في تنفيذها. كما جرى الاتفاق على قيام وزارة التربية والتعليم، بالتعاون مع اليونيسكو في عدد من الدول الأخرى، بتنفيذ مشروع رائد في مصر خاص بجودة التعليم يجري تطبيقه بعد ذلك في البلدان الأخرى المشاركة في البرنامج.

كما أوضح عمرو أنه جرت كذلك مناقشة وضع برنامج خاص لمواجهة مشكلة التسرب من التعليم في مصر، على أن يجري البدء في تنفيذ هذا البرنامج على مستوى محافظة السويس، مشيرا إلى لقاء أبو النصر مع المسؤولين بقطاع العلوم، حيث جرى الاتفاق على تنفيذ مشروع جديد يوفر مواد علمية لتدريس العلوم وإتاحة مصادر مفتوحة للتعليم.