إسرائيل ترفع مستوى التأهب وتغلق الضفة بمناسبة عيد الفصح اليهودي

دعوات فلسطينية للنفير نحو الأقصى لحمايته من اقتحام المتشددين

TT

أغلقت إسرائيل، أمس، الضفة الغربية بشكل كامل، بمناسبة عيد الفصح اليهودي، وقررت منع الفلسطينيين من الدخول إلى إسرائيل، إلا في حالات طبية طارئة.

وأعلن الجيش الإسرائيلي فرض طوق أمني شامل على الضفة الغربية، سيستمر حتى فجر الأربعاء. ويمنع بموجب هذا الطوق دخول حتى حملة التصاريح من الفلسطينيين إلى القدس وإسرائيل.

كما رفعت الشرطة الإسرائيلية مستوى التأهب في كل إسرائيل، وكذلك في القدس، خشية مواجهات بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

وبدأ عيد الفصح اليهودي، أمس، بعد غروب الشمس، ويستمر حتى غروب شمس 21 من هذا الشهر (الاثنين المقبل).

ويحتفل الإسرائيليون في عيد الفصح كل عام بذكرى خروجهم من مصر. لكن اليهود المتشددين يستغلون العيد في كل عام من أجل تنفيذ اقتحامات للمسجد الأقصى، وفي هذا العيد، كرر اليهود المتطرفين دعوتهم للاحتفال داخل ساحات المسجد، وهو ما دعا فلسطينيين إلى النفير نحو الأقصى لحمايته من محاولات اقتحامه.

وخلف ذلك توترا كبيرا، أمس، ومواجهات أدت إلى اعتقال فلسطينيين خارج بوابات الأقصى.

ويخشى الفلسطينيون من وجود نية إسرائيلية لتقسيم المسجد الأقصى مكانيا وزمانيا، وهو الأمر الذي حذرت معه السلطة الفلسطينية «من إمعان حكومة الاحتلال في سياستها الراهنة حيال القدس ومقدساتها، لأن التغول عليها كفيل بإشعال حريق شامل في المنطقة بأسرها».

وكانت الشرطة الإسرائيلية أغلقت بوابات الأقصى ومنعت المسلمين دون سن الـ50 واليهود والسياح جميعا من دخول المكان، على خلفية دعوات يهود متشددين لاقتحام الأقصى، ودعوات أخرى من مسؤولين فلسطينيين وفصائل ورجال دين إلى «النفير العام» إلى المسجد للدفاع عنه، في وجه الهجمات الإسرائيلية المتوقعة.

واستنكر مدير عام الأوقاف الإسلامية في القدس عزام الخطيب التميمي إغلاق أبواب المسجد الأقصى أمام المصلين، مطالبا بفتح بواباته والسماح لجميع المسلمين بالدخول إليه دون عراقيل.

وعادة ما يكون هدف دعوات اليهود المتطرفين لاقتحام المسجد الأقصى، التأكيد على «إعادة بناء الهيكل مكان الأقصى».

واتهم وزير الأوقاف والشؤون الدينية الفلسطينية محمود الهباش المؤسسة الإسرائيلية «بالسعي إلى تحقيق حلمها طامعة ببناء هيكل تسميه الهيكل الثالث المزعوم، على حساب المسجد الأقصى المبارك، وقلب تراث وحضارة المدينة، ونورها الإسلامي».

وقال الهباش في بيان: «يتضح ذلك من سلسلة خطواتها التهويدية وزيادة الاقتحامات اليومية الرسمية والشعبية، وباللباس العسكري، وتعاظم وتنامي حملتهم الإعلامية بضرورة بناء الهيكل المزعوم، ومحاصرتها للمسجد وكل أركانه، وزيادة الفتاوى الدينية التحريضية على المسلمين والمسجد الأقصى، وزيادة التعبئة الجماهيرية إسرائيليا وعالميا لبناء الهيكل المزعوم. ناهيك عن قيام الاحتلال الإسرائيلي بنصب عشرات الكاميرات لمراقبة المسجد الأقصى، وعلى جميع الأبواب ونصب أسيجة إلكترونية حوله، ترصد أدق التفاصيل في المسجد الأقصى المبارك، وآخرها قيام أحد المستوطنين بتوجيه طائرة صغيرة مزودة بآلة تصوير نحو المسجد الأقصى، وذلك من مقبرة باب الرحمة في باب الأسباط».

ودعا الهباش إلى «وضع آلية عمل على المستوى الإسلامي والعربي والدولي لمواجهة المخططات الإسرائيلية لإنقاذ المسجد الأقصى من خطر الهدم أو التقسيم أو بناء الهيكل المزعوم»، مضيفا: «إن المسجد الأقصى المبارك بمساحاته وساحاته وأبنيته وأروقته وكل أركانه فوق الأرض وتحتها، هو حق خالص للإسلام والمسلمين، وليس لغيرهم فيه حق، ولو بذرة تراب واحدة».