تداعيات «الكورونا».. وفاة سبعيني وإصابة أربعة آخرين في جدة

وزارة الصحة: الفيروس لا ينتقل بسهولة

ارتفعت نسبة استخدام أهالي جدة للكمامات الواقية خمسة أضعاف بحسب لجنة الصيادلة في الغرفة التجارية («الشرق الأوسط»)
TT

أعلنت وزارة الصحة في السعودية عن تسجيل خمس حالات جديدة لفيروس «كورونا» المسبب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية في جدة.

وقالت وزارة الصحة في بيان نشرته على موقعها الإلكتروني إن الحالة الأولى توفيت بعد تعرضها للفيروس، وهي لمقيم يبلغ من العمر 70 عاما، والثانية لمواطن في العقد الخامس ويتلقى العلاج في العناية المركزة، والثالثة لمواطنة تعمل بالمجال الصحي تبلغ من العمر 28 سنة وليست لديها أعراض، والرابعة لمقيمة تعمل بالمجال الصحي تبلغ من العمر 45 سنة، وليست لديها أعراض، والخامسة لمقيم يبلغ من العمر 56 سنة، وحالته مستقرة.

وكانت مصادر في وزارة الصحة أكدت لـ«الشرق الأوسط» الأسبوع الماضي انخفاض معدل أعمار المصابين، في الوقت الذي ترتفع فيه بشكل كبير نسبة كبار السن. وأكدت وزارة الصحة أن الجهات المعنية في جدة أخضعت نحو 190 شخصا للفحص، وأثبتت العينات بعد الفحص المخبري سلبيتها، فيما انخفضت وفقا للحالات المسجلة نسبة الوفيات من 42 في المائة إلى 35.9 في المائة.

وقال مصدر مطلع في مديرية الشؤون الصحية بجدة إن أعداد المراجعين لمستشفى الملك فهد انخفضت في الأيام الأخيرة مقارنة بما كانت عليه نسبة الإقبال قبل انتشار أخبار الفيروس وإعلان إصابات لعاملين من داخل المستشفى، لافتا إلى أن الموظفين عادوا تدريجيا إلى أعمالهم. وأضاف المصدر الذي فضل حجب اسمه أن الوضع في الوقت الراهن يعد مطمئنا نسبيا، وأن حالات الهلع والخوف التي انتابت عددا كبيرا من العاملين في المستشفى سواء من الكادر الطبي أو الإداري انخفضت بعد أن تفهم العاملون آلية التعامل مع الفيروس خاصة أن المستشفى لديه القدرة على مواجهة هذا المرض.

من جهة أخرى، سجل الطلب على «الكمامات» الواقية ومطهرات اليد خلال الأيام الماضية تزايدا عما كان عليه في فترات سابقة، خوفا من الإصابة بفيروس كورونا. وقال الدكتور سراج عابد، نائب رئيس لجنة الصيدليات في الغرفة التجارية بجدة، إن الارتفاع على كل المطهرات والكمامات يعد أمرا طبيعيا في المرحلة التي تعيشها جدة، موضحا أن الطلب على الكمامات الواقية تجاوز خمسة أضعاف. ويعمل الموزعون وملاك الصيدليات على توفير الكميات المطلوبة لتغطية الاحتياج المتزايد.

وأشار عابد إلى أن المشكلة تتمحور حول المطهرات مثل اليد ومطهر المنازل التي شهدت إقبالا كبيرا مع إعلان فيروس كورونا، وذلك لعدم وجود الاكتفاء الذي يغطي حاجة السوق المحلية، إضافة إلى صعوبة الاستيراد بكميات كبيرة في فترة زمنية قصيرة خاصة أن إنتاج مثل هذه المطهرات يكون قليلا وبكميات محددة.

بدوره، قال الدكتور مهند أحمد، صيدلي في جدة، إن المطهرات الكيميائية تبطئ أو توقف نمو الجراثيم الخارجية، وتساعد على منع العدوى، وهناك فرق بين المطهرات التي تقتل الكائنات الحية الدقيقة داخل الجسم والمطهرات التي تقتل الكائنات الحية الدقيقة الموجودة في الكائنات، غير الحية.

يشار إلى أن معدل الإصابات بفيروس كورونا شهد ارتفاعا منذ الإعلان عنه في سبتمبر (أيلول) 2012 إلى نحو 194 حالة، توفي منها قرابة 69 مريضا منهم حتى يوم أمس، فيما تعد منطقة الرياض وجدة أكثر المدن السعودية تعرضا للإصابة، إذ سجلت جدة مع نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي وحتى منتصف أبريل (نيسان) الحالي نحو 25 حالة، بواقع 13 في المائة من إجمالي الإصابة بفيروس كورونا.

وأصدرت الوزارة أمس بيانا نقلت فيه عن وكيل وزارة الصحة المساعد للصحة الوقائية عضو اللجنة العلمية للأمراض المعدية الدكتور عبد الله العسيري أن اللجنة العلمية للأمراض المعدية أكدت أن فيروس كورونا لا ينتقل بين البشر بسهولة ويحتاج إلى مخالطة مباشرة مع مصاب بالتهاب رئوي، ولذلك لم تُلاحظ أي حالات مرتبطة بالتجمعات البشرية مثل الحج والعمرة أو في المدارس وملاعب كرة القدم.

وحول مدى تأثير تغيير الأجواء في المملكة بزيادة أعداد الإصابة بالكورونا؛ عد العسيري أن هذا الأمر غير واضح حتى الآن، قائلا «إننا واجهنا زيادة في عدد الحالات في نفس التوقيت تقريبا في العام الماضي في نهاية فصل الشتاء». وعن سبب عودة فيروس كورونا خلال هذه الفترة، أكد الدكتور العسيري أن الفيروس لم يختف أصلا لكي يعود، فهناك حالات تسجل كل شهر ويعلن عنها عند تأكيدها.

وتفاعلا مع متصلي المركز الوطني للإعلام والتوعية الصحية بوزارة الصحة، وردا على الأسئلة التي وردت للمركز على الهاتف المجاني للوزارة وحسابها في موقع التدوين المصغر «تويتر»، أكد الدكتور العسيري أنه لم يجر إغلاق فعلي لأي مستشفى في جدة بسبب فيروس كورونا، وإنما كان هناك تنسيق لتوجيه بعض الحالات الإسعافية لمستشفيات أخرى لإعطاء الفرصة لعمليات التطهير الكلي لفرق الطوارئ في مستشفى الملك فهد بجدة، والذي عاد الآن للعمل بطاقته الكاملة، مبينا أن الوزارة تبذل كل ما تستطيع لتوصيل المعلومات الصحيحة عبر قنواتها الرسمية وعبر وسائل التواصل الاجتماعي.

وأفاد بأن الوزارة لديها اتجاهان عريضان للوقاية من انتقال فيروس الكورونا، الاتجاه الأول هو التنسيق مع الوزارات المعنية لمعرفة مدى انتشار الفيروس في الحيوانات وخصائص الحيوانات الحاملة والناقلة للمرض واتخاذ الإجراءات الوقائية المطلوبة بناء على ذلك، والاتجاه الآخر يُعنى بالتشخيص الدقيق للحالات المصابة وعزلها وعلاجها لمنع انتقال الفيروس إلى المخالطين والعاملين الصحيين، كذلك تعمل الوزارة على تشديد إجراءات منع انتقال العدوى في المنشآت الصحية.

وأبان العسيري في ختام حديثه أن تطوير لقاح لفيروسات الكورونا صعب من حيث التقنية رغم المحاولات الجارية في هذا الصدد، لذلك تتركز الجهود الحالية على الوقاية وتقييم الأساليب العلاجية المتوافرة، فيما تستمر الأبحاث لتطوير اللقاح للإنسان والحيوان.