المجوهرات الهندية تضيء جوانب متحف الكرملين في موسكو

معرض «الهند: الجواهر التي سحرت العالم» يقدم نظرة على 500 سنة من التفرد

عقد وقرط للعروس
TT

«أضخم معرض للمجوهرات الهندية»، هكذا أعلن عن معرض «الهند: الجواهر التي سحرت العالم» الذي افتتح في متحف الكرملين بموسكو السبت الماضي. المعرض يقدم نظرة على تاريخ المجوهرات الهندية، المعروفة بدقة تفاصيلها وجمال ألوانها، من القرن السابع عشر وحتى الوقت الحالي عبر 300 قطعة جرت استعارتها من عدد من الجهات العالمية وجمعت معا للمرة الأولى.

ويحتفل المعرض بخمسمائة سنة من المجوهرات الهندية، يقدم من خلالها القصص الخيالية والمؤامرات الملكية التي ارتبطت بتلك القطع. كما يستكشف إلى جانب تاريخ تلك القطع عناصر أخرى مرتبطة بالحرفة في حد ذاتها، منها أشكال التصاميم واستمراريتها واللمسات الفنية المختلفة التي عبر عنها الصاغة عبر العصور.

وحسب البيان الصحافي، فالإعداد للمعرض سبقه تنسيق ما بين متحف الكرملين برئاسة د.إلينا غاغارينا ومؤسسة المجوهرات الهندية الروسية التي أسسها خبير الماس والأحجار الكريمة أليكس بوبوف وهو أيضا مشرف مشارك على المعرض.

وفي حديث خاطف مع أليكس بوبوف حول أهمية المعرض والقطع المعروضة، قال الخبير الروسي لـ«الشرق الأوسط» إن المعرض ليس الأول للمجوهرات الهندية في روسيا، ذاكرا كأمثلة معرض «خزانة العالم، فن الجواهر الهندي في عصر المغول» الذي قدم في متحف الكرملين والهيرميتاج بسان بطرسبورغ في عام 2009. ولكنه يسارع لتوضيح أهمية المعرض الحالي بقوله: «معرض (الهند: الجواهر التي سحرت العالم) يعد المعرض الأول الذي يتناول فترة المغول ومراحل أخرى في تاريخ المجوهرات الهندية، بالإضافة إلى تناول التأثيرات الغربية في الهند في القرن العشرين».

وخلال الإعداد للمعرض، لجأ القائمان عليه د.إلينا غاغارينا وأليكس بوبوف إلى التشاور مع متخصصين في المجوهرات من الهند ومن بريطانيا وسويسرا والولايات المتحدة الأميركية للوصول إلى المعرض الحالي.

ويقام المعرض بقاعتين، حيث نسقت القطع حسب الفترة التاريخية والمناطق الجغرافية، أما القاعة الثانية فتقدم نماذج لروائع المجوهرات من القصور المغولية، حيث تضافر الذهب والجواهر والمينا لعكس اللمسات الفنية للمغول الذين قدموا إلى الهند كغزاة وحكموا كإمبراطورات واعتمدوا على المجوهرات لإظهار السطوة والقوة التي تمتعوا بها. ومن النماذج الرائعة هنا بعض العمامات التي علتها الجواهر أو الأساور التي تحمل رؤوس حيوانات، وهناك أيضا «شيشة» مصنوعة من الذهب ورصعت بالمجوهرات تعكس ترف البلاط المغولي.

القاعة الأولى تقدم نماذج لصناعة المجوهرات التي سادت في منطقة جنوب الهند، وتتنوع المعروضات هنا ما بين القطع الذهبية المشكلة على هيئة زهور مرصعة بالماس والأحجار الملونة أو طيور راقصة محلاة بألوان من الجواهر اللامعة وأسلاك من الذهب المتضافرة التي تكون عقدا نسائيا بديع التصميم. كما يخصص المعرض قاعات معنونة لخمسة جواهر استخدمها الحرفيون في الهند وهي الماس والزمرد والياقوت والزفير واللؤلؤ. وفي معرض كهذا، يجب السؤال عن أهم القطع، ولكن بوبوف لا يرى ذلك ممكنا، فحسب ما قال لنا: «المعرض يتكون من 300 قطعة فريدة ومهمة، وكل منها تمثل منطقة معينة في الهند أو حرفة محددة أو دار مجوهرات، ولم ننشر للإعلام سوى القليل من تلك القطع الفريدة».

يشير بوبوف ردا على سؤال حول مصادر المجوهرات المعروضة إلى أن المتحف استعار من 30 متحفا ومؤسسة ومجموعة خاصة، منها «مجموعة الصباح» في الكويت و«مجموعة الخليلي» والمتحف البريطاني ومتحف فيكتوريا آند ألبرت ومتحف الفن الإسلامي بالدوحة، بالإضافة إلى عدد من دور المجوهرات العالمية منها «كارتيير» و«شوميه» و«فان كليف آند آربلز».

وحول إمكانية تجول المعرض في دول أخرى بعد روسيا، يقول بوبوف «هناك اهتمام كبير جدا من عدد من الجهات والدول، منها الهند وأيضا من دول الشرق الأوسط. وتقوم مؤسسة المجوهرات الهندية الروسية حاليا بدراسة الاحتمالات».