«سوق بيروت» يستضيف مسابقة حملة «أنا ما بكبّ» الهادفة لتحاشي رمي النفايات عشوائيا

12 فائزا تحوّلت رسوماتهم إلى لوحات إعلانية ترتفع على طرقات لبنان

مجموعة من اللوحات المشاركة في المسابقة
TT

انطلقت وللسنة الثالثة على التوالي حملة «أنا ما بكبّ»، التي تهدف إلى توعية المجتمع اللبناني من مخاطر رمي النفايات عشوائيا.

جديد الحملة هذه السنة، التي تضمنت مسابقة رسم لتلامذة 25 مدرسة في لبنان، هو تحويل أعمال الفائزين (12 تلميذا) إلى لوحات إعلانية ستنشر على مختلف طرقات المناطق اللبنانية.

أكثر من 550 تلميذا شاركوا في هذه الحملة من خلال تقديمهم لوحات رسم، يعبرون فيها وعلى طريقتهم عن خطر انتشار النفايات في بلادهم.

توزعت الرسومات على ثلاث فئات عمرية تراوحت ما بين 8 و17 عاما، وبعدها جرى اختيار مائة لوحة عرضت في صالة «افينيو» في مجمّع «سوق بيروت» التجاري.

«مفكّر مش شايفينك... كبها هون»، «الزبالة (النفايات باللبنانية) مش لعبة ولتكبّها مش صعبة»، «بتحبّ لبنان ما تكبّ وين ما كان»، «كيس بالبرميل ولا عشرة عالشجرة»، «إيد بإيد النظافة بتزيد»، وغيرها من العبارات العامية استخدمها التلامذة في رسوماتهم للإشارة إلى أهمية النظافة وحماية الطرقات والشوارع من مخاطر رمي النفايات بإهمال.

بعض الرسومات كانت خطوطها كافية للتعبير عن أفكار راسميها، الذين لجأوا إلى ترجمة تخيّلاتهم حول الموضوع من خلال لجوئهم إلى أشكال وألوان تدلّ على معنى اللوحة، بينما عمد البعض الآخر إلى إدخال المادة المتناولة (أكياس النفايات) على اللوحة لإضفاء الواقعية عليها.

إيلي جبران أحد الفائزين بالمسابقة أكد لـ«الشرق الأوسط» أن لوحته تمثّل الخطر الذي يحدّق بلبنان وبأهله فيما لو رموا النفايات عشوائيا، وتمثّل لوحته الذي صوّرها على شكل موجة تسونامي تشبه التنين وتحمل كمية من النفايات، وإلى جانبها خريطة لبنان على شكل وجه إنسان يملؤه الخوف عند مشاهدته لها. ويوضح فكرته قائلا: «أردت أن أقول للمواطن إنه لمن المخيف والمعيب أن تجتاحنا موجة تسونامي من النفايات وإنه علينا توخّي الحذر لأنها إذا زادت عن حجمها فلن نستطيع إيقافها فتغمرنا ونختنق بسببها».

أما رنا خير الله البالغة من العمر ثماني سنوات فقد حددت بلوحتها الأماكن التي يجب على المواطن أن يرمي فيها نفاياته. فصوّرت فتاة انزلقت بسبب قشرة موز كانت على الأرض، وفي مقابلها سائق سيارة يرمي النفايات في مستوعب خاص بها، إضافة إلى أحد المارة الذي يهمّ برمي أكياس النفايات في البرميل المخصص لها. وقالت بعفويتها الطفولية وهي تدلّ على رسم الفتاة المنزلقة: «لقد انزلقت بسبب إهمال أحدهم، والصحيح هو أنه يجب أن نرمي النفايات في مكان خاص بها». وعما إذا كان والداها يطبقان أصول النظافة كما في صورتها أجابت: «طبعا، فوالدتي تردد دائما على مسامعنا ذلك وتمنعنا أن نتناول الطعام في السيارة».

أما كوثر ألماظ، 12 عاما، فقد أبرزت في لوحتها التي رسمتها بألوان فرحة مدى جمال المشهد عندما نقوم برمي النفايات في المحلّ المخصص لها. وعندما التقيناها شرحت لنا فكرتها قائلة: «سيكون بلدنا أجمل وسنبدو سعيدين أكثر إذا ما أحاطت بنا النظافة بدل الوساخة».

وأعدّ رشاد شهادة، 15 عاما، لوحته المعبّرة بطريقة كوميدية، فصوّر ثلاثة أشخاص، أحدهم يقود طائرة هليكوبتر تتدلّى منها لافتة كتب عليها «أنا ما بكبّ» (شعار الحملة)، وثان بالكاد يستطيع حمل كيس النفايات لحجمه الكبير، وثالث يتنقل بسرعة وهو يمسك بكيسين صغيرين منها. وعندما سألته عن تفسيرها قال: «أردت وبأسلوب مضحك أن أوصل رسالتي للآخرين، ألا وهي بأننا من الأفضل أن تكون نفاياتنا قليلة، فهي تدلّ على اهتمامنا بالبيئة، كما أنها تخفف من التلوّث، إضافة إلى أنها أسهل للحمل».

الحملة التي نظمتها جمعية «أنا ما بكبّ» بالتعاون مع شركة «سوليدير»، كانت قد أطلقت هذه المسابقة بدعم من شركة «بيكاسو» للإعلانات تحت عنوان «صمم لوحتك الإعلانية» كونها ستشكّل إعلانا حقيقيا موجها إلى المستهلك اللبناني.

رئيسة الجمعية د. ليلى زاهد أكدت من جهتها أن نشاطات الجمعية لم تتوقف طيلة أيام السنة، وأن أحدثها تضمّن ماراثون لتلامذة حملوا النفايات (مؤلّفة من قناني مياه بلاستيكية) على شكل تنين (وقد بلغ طوله نحو سبعة أمتار)، وركضوا فيه وسط بيروت على وقع الموسيقى للدلالة على خطر تفاقم حجم النفايات التي نرميها هنا وهناك. أما في ما يخصّ المسابقة التي نظمت مؤخرا فقالت لـ«الشرق الأوسط»: «هي خطوة من أصل مشوار طويل بدأناه منذ ثلاث سنوات، وما زلنا مصرّين على إكماله على طريقتنا، ولاحظنا أن الأولاد المشاركين فيها تناولوا الموضوع بجدّية، وبحثوا وفكّروا مليّا بالفكرة التي يريدون أن تضيء على هذه الآفة». وأضافت: «هي رسالة تبرز الدور الرئيس للمجهود الفردي للمواطن بالدرجة الأولى. وفي كل عام نشعر بأن المستوى التوعوي زاد لدى أولادنا، وهو أمر نثني عليه ونعدّه أحد أهم عناصر نجاح حملاتنا، فإننا دون شكّ نربّي جيلا ملتزما لديه مبادئ واضحة يتشبّث بها ويعمل من أجل نشرها».