أول أفغانية مرشحة نائبة للرئيس: الأفغان لن يسمحوا بعودة طالبان

حبيبة سرابي أكدت في حوار مع («الشرق الأوسط») أن أولوياتها الأمن ومحاربة البطالة والفقر

TT

قالت حبيبة سرابي، أول أفغانية مرشحة لمنصب نائب رئيس الجمهورية على قائمة المرشح الرئاسي زلماي رسول، إن الأفغان لن يسمحوا بظهور طالبان مجددا، وتدمير إنجازات 12 سنة، مؤكدة أن فرصتهم الوحيدة الآن هي نبذ العنف والجلوس على طاولة المفاوضات والمشاركة في الحكم. وأوضحت سرابي، حاكمة إقليم باميان السابقة، في حوار أجرته معها «الشرق الأوسط» بمنزلها القريب من قصر دار الأمان بالعاصمة كابل، أن «سقوط حكم طالبان، في أعقاب الغزو الأميركي للبلاد نهاية عام 2001، ساهم في إعادة نحو مليون امرأة وفتاة إلى العمل وصفوف الدراسة، كما أدى إلى تخلي الكثير منهن عن البرقع الأزرق الذي فرض عليهن ارتداؤه في عهد طالبان، لصالح الحجاب».

وعن أولوياتها، قالت لـ«الشرق الأوسط»: «هي الحكم الجيد، الذي يشكل الأمن أبرز فروعه»، مشيرة إلى أن «الإدارة السيئة تخلق نوعا من الفجوة بين الناس والحكومة. إذا استطعنا أن نغلق هذه الفجوة، فسوف يكون ذلك جزءا من الحكم الجيد. والحكم الجيد في حد ذاته يجلب الأمن، وبعد الأمن والحكم الجيد، تأتي البطالة بصفتها إحدى أهم المشكلات، وكذلك الحال بالنسبة للفقر».

وأضافت «عندما تكون النساء فقيرات ولا يملكن ما يكفي من المال لإطعام الأطفال والعائلات، فسوف يذهبن بطبيعة الحال إلى مكان آخر يمكنهن من خلاله الحصول على المال». وسرابي أم لثلاثة أولاد تعيش مع زوجها محمد عارف الذي شجعها لتبوّء الكثير من المناصب، وأولادها الثلاثة أكبرهم علي الذي يدرس الطب في جامعة أنقرة. وجميع من التقاها يتحدث عن شجاعتها، وتضيف سرابي أنها وقعت بوليصة تأمين مع ربها، لأنها مؤمنة به فهو حارسها وحاميها. إلا أنها تقول إن «الأفغان بجميع أعراقهم يحترمون المرأة ويوفرون لها الحماية». (تفاصيل ص 12) وتعيش «حبيبة سرابي» في فيللا متواضعة مع زوجها وثلاثة من الأبناء بحي شاهراك حج نبي على بعد عدة أميال من قصر دار الأمان، وهو القصر الرئاسي السابق لأفغانستان. يعود تاريخ بناء القصر ذي النمط الأوروبي إلى العشرينات من القرن الماضي على يد الملك الأفغاني أمان الله خان، وكان القصر مقر وزارة الدفاع في السبعينات والثمانينات. وتعرض للتدمير والخراب، من قبل فصائل المجاهدين المتحاربين فيما بينهم للسيطرة على كابل.