سباق المال في انتخابات أوكرانيا

«ملك الشوكولاته» يتقدم على «ملكة الغاز» للوصول إلى القصر

TT

لقوة المال تأثير كبير في أي انتخابات، بل قد تلعب الدور الرئيس في تحديد نتائج استحقاقات انتخابية، إذا اقترنت تلك القوة بقوة التخطيط والكاريزما وامتلاك خيوط سياسية وإعلامية مؤثرة في الناخبين، وهذا هو حال رجل الأعمال الأوكراني الملياردير بيوتر بوروشينكو الملقب بملك الشوكولاته الذي يعد أكثر المرشحين حظا للفوز في سباق الانتخابات الرئاسية في أوكرانيا المقرر عقدها في الـ25 من مايو (أيار) المقبل.

وقد أعلنت اللجنة الانتخابية المكلفة بتنظيم الانتخابات في أوكرانيا أنها قلصت عدد المرشحين للانتخابات إلى 23 شخصا من أصل 46 مرشحا، من أبرزهم رئيسة الوزراء السابقة يوليا تيموشينكو التي رشحها حزب الوطن (باتكيفشينا) الذي تتزعمه.

أما بقية من المرشحين هم وجوه غير معروفة وثقلها السياسي محدود، تسعة مرشحين تم ترشحهم من قبل أحزابهم السياسية المسجلة، منهم وزير الدفاع السابق أناتولي جريتسينكو المدعوم من حزب الحقوق المدنية، ووزير الموارد السابق ألكسندر كليمنكو الذي رشحه حزب الشعب الأوكراني، ووزيرة الشؤون الاجتماعية نتالي كورولفيسكي التي رشحها حزب أوكرانيا للأمام، وفيزلي كيوبيديا الذي رشحه حزب الحركة الشعبية الأوكرانية، وأوليج ليشاكو من الحزب الراديكالي، وبيتر سيمونيمكو عن الحزب الشيوعي الأوكراني، وأوليج تايجنبوك عن حزب الحرية «سفوبودا» الذي يشمل قوميين مواليين لأوروبا، وديمتري ياروش من الجناح اليميني للمنظمات الراديكالية لكن الأشهر والأكثر نفوذا هي رئيسة الوزراء السابقة.

وتشير استطلاعات الرأي إلى أن المنافسة ستكون بين الملياردير بيوتر بوروشينكو (48 عاما) الملقب بملك الشوكولاته (الذي جمع ثروته من تجارة الحلويات والشوكولاته)، ورئيسة الوزراء السابقة يوليا تيموشينكو (53 عاما) الملقبة بملكة الغاز (نظرا لثروتها التي كونتها من تجارة النفط والطاقة)، التي تعد أكثر المرشحين إثارة للجدل بسبب تهم بالفساد في صفقة للغاز مع روسيا، بالإضافة إلى مكالمات هاتفية مسربة منسوبة إليها تتحدث فيها عن تصفية الأوكرانيين الناطقين بالروسية. وقد قضت تيموشينكو ثلاث سنوات في السجن، وأطلق سراحها في شهر فبراير (شباط) الماضي خلال الاحتجاجات.

ويأتي بورشينكو في صدارة الاهتمامات وفي صدارة استطلاعات الرأي التي تشير إلى أنه الأكثر احتمالا للفوز بانتخابات الرئاسة الأوكرانية حيث تشير الإحصاءات إلى أنه يحظى بتأييد 28 في المائة من أصوات الناخبين. وتحتل الانتخابات الأوكرانية أهمية خاصة هذه المرة، فهي تأتي في أعقاب الاحتجاجات التي شهدها ميدان الاستقلال في العاصمة كييف بداية العام اعتراضا على سياسات الرئيس الأوكراني فيكتور يانوكوفيتش لتعزيز العلاقات مع روسيا والتراجع عن اتفاقية تجارية وسياسية مع الاتحاد الأوروبي.

وقد تابع العالم الاحتجاجات الأوكرانية التي جمعت الزعماء السياسيين من المناصرين لفكرة الانضمام للاتحاد الأوروبي والزعماء القوميين والمتشددين في صراعهم مع الحكومة. وأدت الحملة القمعية التي شنتها الحكومة على المحتجين إلى تصاعد أعمال العنف وسقوط مئات القتلى في المصادمات. وبعد عزل الرئيس يانوكوفيتش وهروبه إلى روسيا في 23 فبراير الماضي، قامت موسكو بإرسال قوات عسكرية إلى إقليم شبه جزيرة القرم ذي الغالبية من ذوي الأصول الروسية بحجة حمايتهم، ثم إقرار برلمان القرم تصويتا بالانضمام إلى روسيا، وهو ما اعتبرته واشنطن تحركا وتصويتا غير شرعي.

واكتفى الرئيس الأميركي باراك أوباما بالتنديد بخروقات روسيا للاتفاقات الدولية، وبفرض عقوبات اقتصادية على مسؤولين أوكرانيين وروس، والتلويح بإبعاد روسيا من مجموعة الدول الثماني الصناعية الكبار. واستبعد الرئيس الأميركي أي إجراءات عسكرية أو مواجهات مباشرة يقودها الحلف الأطلسي. وتركزت الجهود الأميركية في سعي دبلوماسي دولي وعقوبات اقتصادية، وتعزيز الدفاعات الأمنية لدول البلطيق خاصة إيتونا ولتوانيا أقدم مستعمرات الاتحاد السوفياتي.

بينما لعب الاتحاد الأوروبي دور المتفرج خوفا من التبعات الاقتصادية إذا قام بخطوات تغضب الدب الروسي الذي يمد الاقتصادات الأوروبية بالنفط، وأدار الاتحاد الأوروبي ظهره للتضحيات التي قام بها الشعب الأوكراني منذ فجر الثورة البرتقالية ولا تتعلق أزمة أوكرانيا بتدخلات عسكرية روسية تضرب أسس العلاقات الدولية فقط، أو بقضية استقلال دولة وضرورة الحفاظ على وحدة أراضيها وفقا للقانون الدولي، بل تتعداها إلى رصد مواجهات القوى العظمى في هذا البلد الصغير، ورسم خريطة جديدة للقوى الدولية والمصالح الاقتصادية بفرض روسيا للأمر الواقع.

ويقبع الخبراء والمحللون على دراسة تبعات هذا الأمر الواقع الذي فرضته روسيا على أوكرانيا التي تعد المعبر بين روسيا والأسواق الأوروبية وأكبر مصدر للذرة والقمح في العالم، وتمر بها أنابيب الغاز الروسي إلى أوروبا. ويدرس الخبراء إعادة رسم خريطة الطاقة في أوروبا حيث يحصل الاتحاد الأوروبي على ثلث احتياجاته من النفط والغاز من روسيا، وتتزايد المخاوف من تعاون روسي - صيني وشراكة في مجال الطاقة. وتتطلع أوروبا للتوسع في توليد الكهرباء من الطاقة النووية والاستفادة من احتياطات الغاز الصخري.

من جانب آخر فأزمة أوكرانيا لها شق اقتصادي حاد حيث تعاني الحكومة من أزمة ديون تقدر بأكثر من 13 مليار دولار إضافة إلى 16 مليار دولار يجب تسديدها قبل نهاية عام 2015 وتحتاج أوكرانيا لعصا سحرية اقتصادية وأموالا طائلة حتى تتجنب انهيارا كاملا وتعتمد أوكرانيا على مباحثات مع صندوق النقد الدولي لبحث توفير 35 مليار دولار لكييف.

وسيواجه الرئيس الجديد تركة من المشكلات المتفاقمة أبرزها ضرورة استعادة الأمن بعد الاضطرابات والفوضى التي خلفها صعود اليمين المتطرف ومواجهة الفساد المتجذر في هياكل الدولة وسيكون على الرئيس الجديد مهمة تلبية شروط صندوق النقد المتمثل في خفض إنفاق الحكومة، ووقف دفع رواتب التقاعد إضافة إلى ارتفاع أسعار الغاز بعد أن قامت روسيا برفع أسعاره إلى أكثر من 80 في المائة.

كل تلك الأحداث والظروف تفرض اهتماما دوليا بمستقبل تلك الدولة التي تتحكم جغرافيتها في مستقبلها السياسي، لكن وجوه المرشحين لقيادة البلاد هي نفسها الوجوه التي رسمت ملامح أوكرانيا الحالية باقتصادها المتأزم ووضعها الأمني المضطرب.

المعروف عن بوروشينكو أنه رجل أعمال عصامي انطلق من الصفر حتى أصبح من أغنى عشرة أشخاص في أوكرانيا بثروة قدرتها مجلة «فوربس» بنحو 1.3 مليار دولار. ويشتهر بعزيمته الفولاذية وخبرته السياسية والاقتصادية رفيعة المستوى، كما يشتهر بمواقفه البراغماتية فقد خدم بحكومات موالية لروسيا وحكومات موالية للغرب، وفي الاحتجاجات الأخيرة كان مؤيدا قويا للثورة ضد الديكتاتور المخلوع فيكتور يانوكوفيتش، ومناديا قويا لتوسيع التجارة مع أوروبا خاصة بعد أن حظرت روسيا استيراد منتجاته من الحلوى والشوكولاته.

ويحظى بوروشينكو (48 عاما) باحترام وشعبية كبيرة، وقد شغل منصب وزير الاقتصاد في حكومة الرئيس فيكتور يانوكوفيتش ومنصب وزير الخارجية وشغل منصب رئيس البنك المركزي في عهد فيكتور يوتشينكو.

ويعد بوروشينكو من الشخصيات الثورية التي دعمت الاحتجاجات في ساحة ميدان الاستقلال في كييف والثورة البرتقالية عام 2004 وانتقدت الفساد في عهد الرئيس فيكتور يانوكوفيتش وهو السياسي الوحيد الذي حاول التفاهم مع القرم والقوات الموالية لروسيا التي كانت تحاصر البرلمان المحلي بعد سقوط يانوكوفيتش.

بدا بوروشينكو - الذي ينحدر من مدينة بولغراد بالجنوب - حياته ببيع حبوب الكاكاو ونجح في تجارته ثم اشترى عددا من مصانع الحلويات في ظل نظام لخصخصة الشركات، وأسس مصانع «روشن» العملاقة للشوكولاته التي تنتج 450 ألف طن من الشوكولاته سنويا وتباع في جميع أنحاء آسيا وشمال أفريقيا وأوروبا. وتحتل شركة «روشن» التي تأسست عام 1995 المرتبة 18 بين أكبر شركات الحلوى في العالم بإيرادات تتجاوز المليار دولار.

وتوسع بوروشينكو في أعماله واشترى شركة لصنع السيارات والحافلات وشركات زراعية وأخرى لبناء السفن إضافة إلى امتلاكه لقناة «5» التلفزيونية التي كانت في صدارة الشبكات التلفزيونية المؤيدة للاحتجاجات.

دخل بورشينكو المعترك السياسي عام 1998 وشارك عام 2000 في تأسيس حزب الأقاليم التي كان يرأسه فيكتور يانوكوفيتش لكنه انضم عام 2002 إلى فريق يوتشينكو بطل الثورة البرتقالية. وتولى منصب رئيس البنك المركزي من عام 2997 إلى عام 2012 حيث عينه يانوكوفيتش وزيرا للاقتصاد كما انتخب في العام نفسه نائبا في البرلمان كمرشح مستقل وكان ينوي الترشح في منصب عمدة العاصمة كييف قبل اندلاع الاحتجاجات.

ولد بوروشينكو في مدينة بولغراد أوديسا في 26 سبتمبر (أيلول) 1965 وعاش مع أسرته في مدينة فينتسيا بوسط أوكرانيا وحصل على شهادة البكالوريوس في الاقتصاد عام 1989 من كلية العلاقات الدولية والقانون الدولي بجامعة كييف. ومع بداية التسعينات بدأ رحلته مع تجارة الكاكاو وصناعة الحلويات وتوسع في استثماراته التجارية بشركات للسيارات وبناء السفن بدا بوروشينكو حياته السياسة عام 1998 عندما فاز بمقعد في البرلمان الأوكراني كعضو في الحزب الديمقراطي الاشتراكي وهو الحزب الأكثر ولاء للرئيس السابق ليونيد كوتشما وترك بوروشينكو الحزب الديمقراطي الاشتراكي عام 2000 لينشا تضامن يمين وسط وكان له دور أساس في إنشاء حزب الأقاليم الموالي للرئيس كوتشما، لكنه انقلب عليه، وانضم إلى زعيم المعارضة فيكتور يوشينكو في كتلة أوكرانيا لنا. وفي مارس (آذار) 2002 فاز حزب أوكرانيا لنا بأكبر حصة في الأصوات الشعبية وشغل بوروشينكو منصب رئيس لجنة الميزانية في البرلمان.

وبعد فوز يوشينكو في الانتخابات الرئاسية عام 2004 تم تعيين بوروشينكو في مجلس الأمن القومي والدفاع فيما تم تعيين منافسته يوليا تيموشينكو رئيسة للوزراء. وفي سبتمبر 2005 اندلعت حرب اتهامات ما بين بوروشينكو وتيموشينكو عن تهم فساد وخصخصة شركات مملوكة للدولة.

ورشح الرئيس الأوكراني يوشينكو بوروشينكو لتولي منصب وزير الخارجية في أكتوبر (تشرين الأول) 2009 إضافة إلى عضويته بالبرلمان ومنصبه في مجلس الأمن والدفاع الوطني. وفي عام 2012 تولي بوروشينكو منصب وزير التجارة والتنمية الاقتصادية في حكومة أزاروف.

ولمح قبل الاحتجاجات عن نيته الترشح لمنصب عمدة كييف وبعد الاحتجاجات في ثورة ميدان الاستقلال وتقرير موعد الانتخابات الرئاسية في مايو 2014 تقدم بوروشينكو سباق الترشح للانتخابات متصدرا جميع المرشحين في استطلاعات الرأي.

ترى واشنطن في بوروشيكو سياسيا مخضرما كما أنها ترى فيه خصما قويا أمام النفوذ الروسي فقد حظرت روسيا استيراد منتجات بوروشينكو من الشوكولاته الصيف الماضي كوسيلة للضغط على رجال الأعمال المواليين للاتحاد الأوروبي لكن رجل الشوكولاته لم يخضع للضغوط، ورمى أمواله وراء المعارضة الأوكرانية الموالية للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي مما اكسبه شعبية كبيرة، ولم يكتف بوروشينكو بالدعم المالي بل وقف بنفسه لمنع العنف خلال الاحتجاجات، وظهرت صورته في الصحف الأميركية وهو يتعلق بجسده في «لودر» لمنع المتظاهرين من قيادته والهجوم ضد قوات الشرطة في محاولة منه لوقف العنف.

أما عن سياساته فهي تميل للغرب مع الاحتفاظ باتزان العلاقات مع روسيا، وقد كان الملياردير بوروشينكو من الداعمين لانضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي استنادا إلى إرادة سياسية ورغبة شعبية قوية وله عدة تصريحات يشير فيها إلى فرص أوكرانيا في الانضمام للحلف في غضون عام أو عامين، وتصريحات أخرى يشير فيها إلى أن عضوية حلف شمال الأطلسي لا ينبغي أن تكون هدفا في حد ذاته وإنما أن يكون الهدف هو إجراء الإصلاحات وتحسين مستويات المعيشة.

وفي تصريحات نقلتها صحيفة «نيويورك تايمز» يقول بوروشينكو عن ترشحه لسباق الانتخابات الرئاسية «لدي خبرة في بناء مناخ جيد للاستثمار وأعرف كيف أضع استراتيجية لعدم التسامح مع الفساد، أعرف كيف أبني نظاما قضائيا، وكيف أفتح صفحة جديدة من تاريخ أوكرانيا».

أيد ترشحه الملاكم السابق فيتالي كليتشكو الذي تنازل عن ترشحه لصالح بوروشينكو، وتشير استطلاعات الرأي إلى أن الناخبين في أوكرانيا يرون فيه الرجل القادر على تحقيق إنعاش اقتصادي بخبرته في العلاقات الاقتصادية الدولية ونجاحه في المناصب السياسية التي تولاها.

ويحمل بوروشينكو شعار «طريقة جديدة للحياة» وهو يشن حملة ضد الفساد وتطبيق إصلاحات اقتصادية، ويتحدث إلى ناخبيه رافضا ضم روسيا لشبه جزيرة القرم قائلا «هدفنا أن نعيش بطريقة جديدة لنجعل أوكرانيا غنية وحرة ويحظى الأوكرانيون بالحياة في بلد يحترمه العالم كله». ووعد خلال إعلان ترشحه على العمل من أجل دمج أوكرانيا في منظومة الاتحاد الأوروبي خلال 10 سنوات. وقد تعهد رئيس الوزراء المؤقت أرسيني باتسينبوك - المقرب من بوروشينكو - بأن تكون الانتخابات حرة ونزيهة.

وترصد صحيفة «نيويورك تايمز» أن لبوروشينكو 72 ألفا من الأصدقاء على شبكة «فيسبوك» وما يربو على 14 ألف متابع على «تويتر».

ويقول المحلل السياسي فولوديمير فسينكو بمركز بنتا للدراسات السياسية بالعاصمة كييف إن «الناخبين يرون في بوروشينكو أملا كبيرا في تحقيق انتعاش اقتصادي، ويرون فيه شخصا متمرسا في إدارة الأزمات ويجمعون على تاريخه وشخصيته أكثر من منافسته يوليا تيموشينكو المثيرة للجدل، وأكثر من رجال سياسيين آخرين من الأحزاب السياسية».

ويرى المحلل السياسي الأوكراني إيفان لوزوي أن بوروشينكو من أغنى الشخصيات في السباق الانتخابي ولا يوجد دلائل على شبهات فساد في طريقة بوروشينكو لتكوين ثروته، لكنه يشير إلى تأثير الأموال في شراء الكثير في أوكرانيا، ويقول بعض الناخبين إن ثروته الكبيرة جانب مشرق، ويقول «يعتقد الناخبون أن لديه الكثير من المال ولا يحتاج لسرقة أي أموال أخرى».

ويرى المحلل السياسي فلاديمير فيسينكو في براغماتية بوروشينكو جانبا مفيدا، ويقول إن «جزءا كبيرا من الناخبين في أوكرانيا يرون فيه بديلا جيدا للمرشحين المتشددين أو المثيرين للجدل أو المرشحين الأقل خبرة، فهم يريدون رئيسا معتدلا قادرا على إدارة الأزمات ولا يريدون شخصا متشددا يمكن أن يثير المشكلات مع الناخبين من الأصول الروسية».

ويشيد عدد من المحللين بأسلوب بوروشينكو الرزين وعلاقاته السياسية والاقتصادية المتشعبة ويرونه المرشح المعتدل الذي يحاول سد الفجوة بين الشرق والغـــــرب ويملك الكثير من المال والمكانة الشعبية التي تمكنه من تحقيق استقرار للسياسة الداخلية الأوكرانية المتأرجحة بعد إحباطات الغزو الروسي للقرم والتهديدات بحروب عسكرية محتمله في أوروبا.