وزير الداخلية المصري يتهم «الإخوان» باستهداف الصحافيين.. وتفجير بالجيزة يصيب شرطيين

وفد من قدامى العسكريين الأميركيين يزور القاهرة ويلتقي وزير الدفاع

رجال أمن وبحث جنائي خلال تفحص آثار الانفجار الذي استهدف نقطة شرطة بمحافظة الجيزة جنوب غربي العاصمة المصرية أمس (إ.ب.أ)
TT

أصيب ثلاثة أشخاص، بينهم شرطيان مصريان، في انفجار استهدف نقطة مرورية بمحافظة الجيزة أمس، في وقت اتهم فيه وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم جماعة الإخوان المسلمين، بـ«استهداف الصحافيين والإعلاميين لإحداث الوقيعة بين وسائل الإعلام وأجهزة الأمن».

وازدادت أعمال العنف والتفجيرات، التي استهدفت رجال شرطة وجيش ومقارات أمنية منذ عزل الرئيس محمد مرسي في يوليو (تموز) الماضي. وأول من أمس قتل طالب بجامعة القاهرة، كما أصيب صحافيان، خلال مواجهات عنيفة بين طلاب «الإخوان» المتظاهرين وقوات الشرطة.

وقالت وزارة الداخلية في بيان لها أمس إن مجهولين «يستقلان دراجة نارية ألقيا عبوة محلية الصنع على نقطة المرور، مما أسفر عن إصابة رقيب ومجند»، فيما أضافت وزارة الصحة أن هناك مواطنا آخر أصيب في الانفجار.

وقالت المصادر الأمنية إن أمين شرطة ألقى القبض على أحد المشتبه بهم، حيث شاهده يستقل الدراجة النارية بصحبة شخص آخر، وقام باستيقاف سيارة أجرة وطاردهما حتى صدمهما بالسيارة وجرى القبض على أحدهما وجاري استجوابه حاليا، فيما هرب الثاني. وأضاف المصدر أن المتهم المضبوط يعمل بمحل أطعمة ومقيم بمنطقة «صفط اللبن»، مشيرا إلى أنه جرى تسليمه لقسم الشرطة وجاري استجوابه حاليا للوقوف على علاقته بالحادث. وأضاف المصدر أن خبراء المفرقعات قاموا بفحص موقع الانفجار للوقوف على طبيعة المادة المستخدمة في العبوة الناسفة، والتأكد من أنه لا توجد مواد متفجرة أخرى.

في السياق ذاته، قال بيان لوزارة الداخلية إن قوات الحماية المدنية والمفرقعات تمكنت أمس من إبطال مفعول أنبوبتي غاز كانتا معدتين للتفجير بجوار أحد محولات الكهرباء بمنطقة كرداسة في محافظة الجيزة. وأوضح البيان أن أحد المواطنين أبلغ شرطة النجدة «بقيام سيارة حمراء اللون بإلقاء أنبوبة بوتاجاز موصل بها بعض الدوائر الكهربائية»، وأن قوات الحماية المدنية والمفرقعات توجهت إلى مكان الواقعة وجرى إبطال مفعولها. وأضافت أنه بتمشيط المنطقة عثر على أنبوبة أخرى وجرى إبطال مفعولها.

وواصل طلاب «الإخوان» مظاهراتهم بالجامعات أمس للتنديد بالحكم الحالي والمطالبة بعودة الرئيس السابق محمد مرسي. ووقعت اشتباكات عنيفة بين طلاب «الإخوان» ومعارضيهم بجامعة المنصورة، مما تسبب في إصابة 12، بينهم شخص حالته خطرة. فيما ألقى أفراد الأمن الإداري القبض على خمسة منتمين لـ«الإخوان» أثناء محاولاتهم التسلل إلى داخل الجامعة للاشتراك في المظاهرات.

وفي جامعة الأزهر، أطلقت طالبات «الإخوان» بجامعة الأزهر، الشماريخ (نوع شديد الاشتعال من الألعاب النارية) وألعابا نارية أخرى أثناء تظاهرهن وقمن بتنظيم سلاسل بشرية اعتراضا على فصل إدارة الجامعة 27 من الطلاب المنتمين لجماعة «الإخوان». كما نظم طلاب «الإخوان» مظاهرة «محدودة» في جامعة القاهرة أمس، أطلقوا فيها الألعاب النارية، ورددوا هتافات مناهضة للشرطة، للمطالبة بالإفراج عن الطلاب المقبوض عليهم، وسط تكثيف أمني.

من جهته، أكد اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية أن «عناصر تنظيم الإخوان الإرهابي يصعدون من ممارساتهم الإرهابية لاستغلال ما تبقى من الفصل الدراسي الثاني لمحاولة إحداث الفتنة بين مؤسسات الدولة والمواطنين». وأضاف وزير الداخلية، في تصريحات أمس لـ«وكالة أنباء الشرق الأوسط»، أن فريقا بحثيا رفيع المستوى جرى تشكيله من قطاعي الأمن الوطني، والأمن العام؛ لتحديد المتورطين في أحداث العنف والشغب التي شهدتها جامعة القاهرة وضبطهم.

وأكد الوزير أن قوات الشرطة لم تدخل حرم جامعة القاهرة وأنها كانت تتابع الموقف من خارج أسوار الجامعة، ولم تستخدم سوى قنابل الغاز المسيل للدموع؛ لمواجهة «ممارسات طلبة تنظيم الإخوان الإرهابي لإشاعة الفوضى بالجامعة ومحيطها والتصدي لها». وشدد إبراهيم على أن «أحد مخططات تنظيم (الإخوان) الإرهابي، يتمثل في استهداف الصحافيين والإعلاميين لإحداث الوقيعة بين وسائل الإعلام وأجهزة الأمن؛ لاستغلال المنابر الإعلامية في الهجوم على المؤسسة الأمنية، لإحباط الروح المعنوية لرجال الشرطة في حربهم الشرسة ضد مخططات الإخوان الإرهابية التي تسعى لإشاعة الفوضى في البلاد، بعد أن ثبت فشلهم في القدرة على الحشد بالشارع، وتركيزهم على استغلال القاعدة الطلابية بالجامعات، وهو المخطط الذي يعيه الشعب المصري تماما».

وناشد وزير الداخلية الصحافيين «الحذر الكامل خلال أدائهم عملهم في تغطية الممارسات العشوائية لتنظيم (الإخوان) الإرهابي، واتخاذ سواتر أثناء تغطية عملهم ورسالتهم المقدسة في نقل الحقيقة للمواطن». وطالب بتجنب استباق تحقيقات النيابة العامة، وتوجيه الاتهامات الجزافية بلا أدلة أو سند من الحقيقة.

في غضون ذلك، التقى وزير الدفاع الفريق أول صدقي صبحي بالقاهرة أمس وفدا عسكريا أميركيا يضم عددا من قدامى العسكريين والمحللين الاستراتيجيين. وقال مصدر عسكري إنه جرى خلال اللقاء تبادل الرؤى حول تطورات الأوضاع على الساحتين المحلية والإقليمية وانعكاساتها على الأمن والاستقرار في مصر ومنطقة الشرق الأوسط.

وأعرب الوفد عن دعمه للجهود المبذولة لاستعادة المسار الديمقراطي في مصر بعد إقرار الدستور الجديد، والمضي قدما في استكمال باقي خطوات خارطة المستقبل وتمكين الشعب المصري بكل أطيافه من التعبير عن إرادته في مناخ من الحرية والديمقراطية، وأشادوا بالإجراءات التي تتخذها الحكومة المصرية في التصدي للإرهاب واستعادة الأمن والاستقرار.

من جهة أخرى، نفى مصدر عسكري ما أشيع حول إعلان جماعة «أنصار بيت المقدس»، المصنفة تنظيما إرهابيا، السيطرة على شمال سيناء مساء أول من أمس، مؤكدا هدوء واستقرار الأوضاع الأمنية، وتولي قوات الجيش الثاني الميداني بالتعاون مع الأسلحة المشتركة، تأمين كل مدن شمال سيناء، وتنفيذ المداهمات للبؤر الإرهابية والإجرامية، وفقا لخطة مكافحة الإرهاب، وفي إطار العملية العسكرية التي تعتمد على عناصر مشتركة من الجيش والشرطة. وقال المصدر إن ما نشرته بعض مواقع التواصل الاجتماعي حول سيطرة الجماعة على شمال سيناء يأتي في إطار حرب الشائعات، وفوضى المعلومات التي تستهدف النيل من الأمن القومي المصري وإثارة الفوضى.

وفي سياق متصل، قضت محكمة القاهرة للأمور المستعجلة، أول من أمس (الاثنين)، بتصنيف جماعة «أنصار بيت المقدس» المتشددة منظمة إرهابية، بعد أن تبنت المنظمة قتل العشرات من رجال الشرطة والجيش وسائحين أخيرا. وكانت مديرية أمن شمال سيناء أعلنت مساء أول من أمس إلقاء القبض على أحد قيادات تنظيم «أنصار بيت المقدس» بالعريش، بعد ساعات من مقتل رقيب شرطة برصاص مجهولين.