حكومة جوبا والمتمردون يتنازعان السيطرة على عاصمة ولاية النفط

مراقبون يحذرون من تطور الأمر إلى «حرب إقليمية»

TT

أعلن المتمردون في جنوب السودان بقيادة نائب الرئيس السابق رياك مشار عن سيطرتهم على مدينة بانتيو عاصمة ولاية الوحدة الغنية بالنفط، في وقت أكد فيه مشار أن الحرب لن تتوقف قبل إسقاط رئيس البلاد سلفا كير، وشدد على أنه يرغب في الاستيلاء على جوبا وحقول النفط التي تقع في شمال البلاد وعلى الحدود مع دولة السودان. فيما أكد الجيش الحكومي استمرار المعارك داخل المدينة، وأن المتمردين لم يسيطروا عليها، بينما عقد مجلس وزراء حكومة جنوب السودان اجتماعا طارئا لبحث الأزمة.

وقال جيمس قاديت داك، المتحدث باسم قائد التمرد، لـ«الشرق الأوسط»، إن «المعلومات الأولية لديه تقول إن قواته استطاعت السيطرة على مدينة بانتيو، تحت قيادة بيتر قاديت، الذي انشق عن جيش جنوب السودان في ولاية جونقلي مع بداية التمرد». مؤكدا أن الجيش الشعبي أصبح خارج البلدة وأن المعارك توقفت، «المدينة تحت سيطرة قواتنا تماما منذ صباح أمس».

ومن جانبه، قال يوهانس موسيس فوك، المتحدث باسم حزب الحركة الشعبية المعارضة في بيان صحافي إنه «خلال الأيام الثلاث الماضية تلقت قواتنا هجمات متصاعدة من قبل قوات كير بمساندة من قوات حركة العدل والمساواة السودانية في مناطق سيطرتنا شمال بانتيو.. وعلى ذلك قامت قواتنا بالرد على تلك المحاولات المتكررة. وبعد معارك استمرت زهاء الساعتين، سيطرت قواتنا على مدينة بانتيو بالكامل، وذلك لمنع تكرار الهجوم على مواقعنا، وجرى دحر قوات النظام والقضاء على المعسكرات ونقاط التفتيش التي وضعها كرمز لوجودهم في المنطقة».

وقالت مصادر مطلعة من جوبا لـ«الشرق الأوسط» إن «قوات التمرد ترد على وجود لقوات حركة العدل والمساواة (المتمردة في السودان) تقاتل مع قوات جوبا، وإن ذلك أصبح ذريعة لتقديم الخرطوم دعما إلى قوات مشار بشكل مباشر». وتابعت أن «الحكومة السودانية لديها حشود عسكرية ضخمة على الحدود مع ولاية الوحدة، وقد تدخل وتتمركز حتى تقود من هناك هجومها على قوات الجيش الشعبي التابع للحركة الشعبية في شمال السودان، إلى جانب وجود قوات سودانية على الحدود مع أعالي النيل، حيث يمكنها التدخل لتنطلق من هناك إلى النيل الأزرق لمحاربة قوات الحركة الشعبية هناك.. وقد تشهد المنطقة حربا واسعة، لا سيما أن هناك قوات أوغندية موجودة في جنوب السودان، قد تتدخل لمنع القوات السودانية من التوغل جنوبا».

ويخشى مراقبون تحدثوا لـ«الشرق الأوسط» من أن يتحول الصراع في جنوب السودان إلى صراع إقليمي بين دول المنطقة، وموضحين أنه إذا تدخل السودان في الصراع لصالح المتمردين، فإن أوغندا ستدخل في حرب مباشرة مع الخرطوم داخل جنوب السودان، وأن أطراف أخرى قد تتدخل مع أي طرف آخر.

من جهته، أكد المتحدث باسم جيش جنوب السودان فيليب أقوير لـ«الشرق الأوسط»: «لم تسيطر قوات مشار على المدينة، لأن المعارك ما زالت مستمرة.. ولم تصلنا التقارير الأخيرة من قبل القادة الميدانيين»، وشدد على أن الخرطوم قدمت دعما كبيرا إلى قوات مشار، وأن لديها قوات أصبحت على تخوم ولاية الوحدة. وقال: «لا نعرف حجم وشكل هذا الدعم في الوقت الحالي، ولكن التقارير ستصلنا وسنوضحها في حينها».

وفي غضون ذلك، قال مشار لوكالة الصحافة الفرنسية إنه «يرغب في الاستيلاء على عاصمة جنوب السودان جوبا وحقول النفط الرئيسة»، محذرا من أن الحرب الأهلية لن تتوقف قبل سقوط كير، موضحا أنه لا يرى سببا لـ«تقاسم السلطة معه»، وقال: «إذا كان يتعين علينا إسقاط الديكتاتور، فإن جوبا تعد هدفا وكذلك حقول النفط.. لا نقوم سوى بمقاومة نظام يرغب في تدميرنا».