ستة مرشحين لانتخابات الرئاسة في الجزائر

TT

يتنافس في الانتخابات الرئاسية الجزائرية المقررة اليوم ستة مرشحين، ويعد الرئيس عبد العزيز بوتفليقة ومنافسه الرئيسي علي بن فليس الأوفر حظا للفوز بها.

عبد العزيز بوتفليقة

* يترشح بوتفليقة (77 عاما) لفترة رابعة وسط جدل كبير لإقدامه على هذه الخطوة في ظل وضعه الصحي. وباتت فترة حكم بوتفليقة للبلاد (15 سنة) الأطول مقارنة بكل الرؤساء السابقين منذ الاستقلال. التحق بجيش التحرير الوطني في 1956 لمحاربة الاستعمار الفرنسي، وبعد الاستقلال في 1962 تقلد حقيبة وزارة الشباب لفترة وجيزة خلال حكم الرئيس أحمد بن بلة. لم تمنعه سنه الصغيرة (26 سنة) من تعيينه وزيرا للخارجية خلفا لمحمد خميستي الذي اغتيل أمام المجلس الوطني (البرلمان) في 11 أبريل (نيسان) 1963، وبقي في هذا المنصب 16 عاما. وصل بوتفليقة إلى الحكم بعد فوزه في الانتخابات الرئاسية عام 1999 بنسبة 90.24 في المائة من الأصوات، ثم أعيد انتخابه في عامي 2004 ولاحقا في 2009 بفضل تعديل دستوري ألغى تحديد عدد الفترات الرئاسية باثنتين. واجه خلال حكمه عدة أزمات سياسية خرج منها بسلام بفضل توفر أموال النفط وحنكته الدبلوماسية، ففي 2001 ثارت منطقة القبائل المعروفة بمناهضتها للسلطة، وبعد عشر سنوات اندلعت احتجاجات ضد غلاء المعيشة، تبعتها مطالب بتغيير النظام. وقرر تعديل الدستور في 2002 لتلبية مطلب اعتبار الأمازيغية لغة وطنية، وهو أحد مطالب منطقة القبائل، ولامتصاص غضب الشارع عام 2011 أعلن رفع حالة الطوارئ بعد 19 سنة من فرضها، كما أعلن إصلاحات سياسية تفاديا لتداعيات الربيع العربي، من خلال سن قوانين انتقدتها المعارضة بقوة، واعتبرت أنها تكريس لاستفراد الرئيس بالسلطة.

علي بن فليس

* عاد اسم علي بن فليس للظهور مجددا بمناسبة ترشحه للانتخابات الرئاسية بعد عشر سنوات من الاختفاء عقب فشله في انتخابات الرئاسة عام 2004. أصيب بن فليس (69 عاما) بإحباط كبير بعد إعلان نتائج انتخابات 2004، ليس لأن الرئيس بوتفليقة فاز بها فقط وإنما للنتيجة التي حصل عليها والتي لم تتجاوز 6.4 في المائة مقابل 85 في المائة لبوتفليقة. قضى بن فليس حياته المهنية كرجل قانون، فبعد إنهاء دراسة الحقوق عمل ما بين 1967 و1974 في النيابة ثم المحاماة، وكان أول وزير للعدل بعد أحداث أكتوبر (تشرين الأول) 1988 التي أدت إلى التعددية الحزبية والإعلامية. استمر في المنصب في حكومة «الإصلاحات» التي شكلها مولود حمروش وكذلك في حكومة سيد أحمد غزالي، قبل أن يستقيل بسبب معارضته لمراكز الاعتقال التي أنشأتها السلطة لأنصار الجبهة الإسلامية للإنقاذ المحظورة بعد توقيف المسار الانتخابي في 1992. وكان بن فليس أسس في 1986 الرابطة الجزائرية لحقوق الإنسان، وفي 1997 عاد بن فليس إلى الواجهة بانتخابه نائبا في البرلمان ثم اختاره بوتفليقة مديرا لحملته الانتخابية في 1999، وبعدها اختاره مديرا لديوانه، وأخيرا رئيسا للحكومة. وأصبح بن فليس بفضل دعم الرئيس أمينا عاما لحزب جبهة التحرير. وكان يمكن لحكومة بن فليس أن تستمر لولا أنه عبر صراحة عن طموحه في الترشح لمنصب رئيس الجمهورية ضد بوتفليقة، فأقاله الرئيس وعزل كل أنصاره من جميع المسؤوليات.

لويزة حنون

* تخوض حنون، زعيمة حزب العمال اليساري، الانتخابات الرئاسية لهذا العام، لتكون بذلك ثالث تجربة لها بعد خوضها سباقي عام 2004 و2009. حنون، التي احتفلت بعيد ميلادها الستين في السابع من أبريل (نيسان) الحالي، انتخبت نائبا بالمجلس الشعبي الوطني أربع مرات، وهي مناضلة بارزة في مجال مناهضة الرأسمالية، كما تعد مدافعة قوية عن المساواة بين الجنسين.

وتنحدر من عائلة فلاحية من بلدية الشقفة بولاية جيجل (شرق البلاد)، وهي حاصلة على شهادة البكالوريوس في الحقوق. التحقت حنون التي عرفت بنضالها النقابي بالمنظمة الاشتراكية للعمال (سرية) ليجري توقيفها في 1983 ثم مرة أخرى في 1988. وفي 1989 وبعد دخول البلاد مرحلة التعددية الحزبية، انتخبتها قيادة المنظمة الاشتراكية للعمال ناطقة رسمية، وهي المهمة التي أقرها المؤتمر التأسيسي لحزب العمال في مايو (أيار) 1990. وشغلت هذا المنصب حتى انعقاد المؤتمر الخامس في 2003 لتنتخب بعده أمينة عامة لحزب العمال.

موسى تواتي

* رئيس ومؤسس حزب الجبهة الوطنية الجزائرية يترشح هو الآخر للمرة الثالثة لأعلى منصب في الدولة، بعد 2004 و2009. ولد تواتي في أكتوبر (تشرين الأول) 1953 في منطقة المدية (وسط)، وهو عسكري سابق حاصل على شهادة في الاقتصاد وعمل في وظائف مختلفة بداية من الجمارك ووزارة السكن والشركة الوطنية للأبحاث المنجمية. وتواتي عضو مؤسس في تنسيقية أبناء الشهداء (ضحايا حرب الاستقلال بين 1954 و1962). علي فوزي رباعين

* رئيس حزب «عهد 54» يعود للترشح للمرة الثالثة، مولود بالعاصمة الجزائرية في 1955. كان رباعين عضوا مؤسسا لأول رابطة جزائرية لحقوق الإنسان في 1985. ومنذ 1991 أصبح عضوا مؤسسا وأمينا عاما لحزب «عهد 54» (نسبة لحرب التحرير التي اندلعت في 1954) ليعاد انتخابه في ذات المنصب في 1998 ثم رئيسا للحزب عقب مؤتمره الاستثنائي الذي نظم في 2002، وهو المنصب الذي استمر فيه إلى غاية اليوم.

عبد العزيز بلعيد

* يعد بلعيد (50 عاما) أصغر المرشحين الستة ورئيس جبهة المستقبل وحاصل على دكتوراه في الطب، إضافة إلى شهادة المحاماة. بدأ بلعيد مساره السياسي في حزب جبهة التحرير الوطني قبل 23 سنة عندما انتخب عضوا في لجنته المركزية. عرف بلعيد أكثر برئاسته للاتحاد الوطني للطلبة الجزائريين بين 1986 و2007، كما كان رئيسا للاتحاد الوطني للشبيبة الجزائرية. انتخب نائبا لفترتين 1997 - 2002 و2002 - 2007. وفي 2011 استقال من حزب جبهة التحرير الوطني ليؤسس في 2012 حزب «جبهة المستقبل». وبعد مرور سنة على تأسيسه، حصل الحزب على ثلاثة مقاعد في البرلمان، اثنين في المجلس الشعبي الوطني وواحد في مجلس الأمة.