رئيس جنوب السودان يشكل مجلسا لمواجهة المجاعة

منظمة دولية تصدر تقريرا حول الحالات الاجتماعية والآثار النفسية للحرب

TT

أعلن رئيس جمهورية جنوب السودان سلفا كير ميارديت عن تشكيل مجلس للأمن الغذائي، مؤكدا أن حكومته ستوفر الغذاء لشعبها، في وقت أصدرت فيه المنظمة الدولية للهجرة في جنيف أمس تقريرا يتناول الاحتياجات النفسية والاجتماعية في الدولة التي تعيش حربا بين رئيس البلاد ونائبه المقال رياك مشار منذ أكثر من أربعة أشهر.

وخلال تدشينه أعمال مجلس الأمن الغذائي، وهو هيئة حكومية تضم في عضويتها ممثلين للوزارات المعنية بالغذاء والصحة والزراعة، قال كير الذي يرأس المجلس إنه قرر «إنهاء الجوع وسوء التغذية» كأهداف استراتيجية لحكومته، مشيرا إلى أن المجلس الجديد سيمثل السلطة العليا لصناعة القرار في المجال الزراعي، داعيا شعبه إلى التوجه إلى المزارع لإنتاج الغذاء لأسرهم ولبلدهم بدلا عن «الجلوس تحت الأشجار ولعب الورق والدومينو»، التي قال إنها تؤثر سلبا على الإنتاج وتجعلهم يعتمدون على منظمات الإغاثة والمساعدات الدولية طيلة حياتهم، والتي تقدم الغذاء مجانا.

واقترح كير على المجلس إيقاف المحاكم الأهلية التي تنظر في القضايا والنزاعات خلال موسم الزراعة، وقال إن تلك المحاكم يمكن أن تستأنف بعد الحصاد، كما تقدم بمقترح آخر للمجلس بتخصيص يوم السبت من كل أسبوع ليكون عطلة للزراعة، ووجه بتقديم الدعم المطلوب لوزارة الزراعة من أجل إنجاح الموسم الجديد لعام 2014.

وكان توبي لانزر، منسق الشؤون الإنسانية بمكتب الأمم المتحدة بجنوب السودان (أوتشا) حذر من مجاعة تهدد ما يناهز سبعة ملايين شخص في جنوب السودان إذا لم تكن هناك فرصة للمجتمعات المحلية للتوجه إلى مزارعهم وإنتاج غذائهم في هذا العام. ويتمتع جنوب السودان بأراضٍ خصبة وموارد مائية تؤهله لإنتاج ما يلزمه من الغذاء، غير أن النزاعات الداخلية وتجدد الحروب جعلتها أمام تحديات كبرى بسبب النزوح المتكرر، وهجر الآلاف قراهم إلى معسكرات الأمم المتحدة خلال الأحداث الأخيرة.

من جهة أخرى، أصدرت المنظمة الدولية للهجرة في جنيف أمس تقريرا يتناول الاحتياجات النفسية والاجتماعية في جنوب السودان، وسلط التقرير الضوء على مشكلات الصحة العقلية لمواطني الدولة التي انضمت قبل عامين إلى الأمم المتحدة بعد استقلالها، محددا أوجه القصور الرئيسة في نظام الرعاية الصحية في ظل آثار الصراع الذي دمر جنوب السودان لفترة طويلة.

وركز التقرير على فئة النازحين داخل جنوب السودان بسبب النزاع المستمر منذ نحو أربعة أشهر، والبالغ عددهم نحو مليون نازح. واستند إلى مقابلات أجراها الفريق مع أعداد من النازحين، ومع قادة المجتمع المدني والمجتمعات المحلية هناك، كما هدف التقرير إلى تحديد الإمكانات والموارد التقنية القائمة، وآليات التنسيق التي يمكن تعبئتها للاستجابة لتلك الاحتياجات.

وأشار التقرير الأممي إلى أن أكثر من 80 في المائة من الذين جرت معهم مقابلات أعربوا عن مشاعرهم بالخوف والقلق والارتباك ونقص اليقين بالنسبة للمستقبل. وشددت المنظمة الدولية على أن مجتمعات النزوح في دولة جنوب السودان بحاجة ماسة إلى مزيد من الاهتمام بالدعم النفسي، وكذلك تحفيز الحوار بين الجماعات والمجتمعات. وقالت المنظمة إن الفشل في معالجة هذه الاحتياجات قد يكون له تأثير خطير على مستقبل الصراع في جنوب السودان.