القوات الجوية السعودية تنهي تدريبات «الدرع الأخضر» مع القوات الفرنسية في قاعدة نانسي

العقيد السبيعي لـ «الشرق الأوسط» : نريد صقل المهارات وتبادل الخبرات مع الجيوش الصديقة

جانب من القوات السعودية والفرنسية في آخر أيام التمرين بقاعدة نانسي شرق فرنسا («الشرق الأوسط»)
TT

اختتمت في قاعدة نانسي الجوية ثلاثة أسابيع من التمارين العسكرية السعودية - الفرنسية في إطار «الدرع الأخضر» في رابع نسخة له منذ انطلاقته في عام 2007 بالسعودية. ويندرج «الدرع الأخضر» في نسق التدريبات المشتركة التي تجريها القوات السعودية المسلحة من قطاعاتها كافة مع جيوش صديقة.

واختيرت قاعدة نانسي الجوية رقم 133 للأهمية الاستثنائية التي تتمتع بها، وبالنظر لما تحتضنه من تجهيزات ومحاكات ومن طائرات ترابط فيها بما فيها طائرات «رافال» الفرنسية المقاتلة التي تمثل آخر ما أنتجته مصانع «داسو» الجوية. وكانت قاعدة ديجون استضافت قبل عامين التمرين الثاني لـ«الدرع الأخضر».

وتتمتع قاعدة نانسي، القريبة من الحدود الألمانية، بإطار طبيعي أخضر. وكانت المنطقة مسرحا خلال الحربين العالميتين لمعارك طاحنة بين القوات الألمانية من جهة والفرنسية والحليفة من جهة أخرى.

وقال العقيد الطيار الركن خالد بن سلطان السبيعي، قائد مجموعة القوات الجوية المشاركة في تمرين «الدرع الأخضر»، لـ«الشرق الأوسط»، إن التدريبات المشتركة «بالغة الأهمية للقوات الجوية السعودية لناحية صقل المهارات وتبادل الخبرات مع الجيوش الصديقة، كما أننا نستفيد من التدرب في بيئات جغرافية ومناخية مختلفة عن البيئة والمناخ السعوديين».

وشارك في تدريبات «الدرع الأخضر» لعام 2014 سرب من الطائرات المقاتلة السعودية من طراز «إف 15 سي دي» المتطورة وطائرات نقل وتزود بالوقود وأخرى للشحن. وفي المقابل، حشدت القيادة الفرنسية طائرات «ميراج» و«رافال» وطائرات هليكوبتر من طراز «كاراكال». وبلغ عدد البعثة العسكرية السعودية 180 شخصا من الفئات العسكرية كافة من طيارين وفنيين وصيانة وخلافها.

وفي لقاء مطول، شرح المقدم كولونيل روييه، قائد سرب طائرات «رافال» المقاتلة، المراحل المختلفة التي اجتازتها التدريبات المشتركة والمهمات التي أنيطت بالطيارين خلال التمارين كافة التي استمرت عمليا أكثر من عشرة أيام والتي تضمنت تدريبات على المحاكات وطلعات جوية يومية ومناورات وكلها سبقتها اجتماعات يومية مشتركة لتحديد المهمات والأهداف والعمليات.

وقال المقدم روييه إن الغرض المشترك من التدرب معا «تمثل في تقاسم المهارات والتكتيكات في الحرب والمعارك الجوية»، والتأكد من أن الطرفين «قادران على العمل معا في حال حصول طارئ، وطلبت القيادات السياسية منا العمل معا». وحدد الكولونيل روييه «ثلاثة أهداف للمهمات التي جرى تنفيذها خلال أيام التدريب؛ وأولها التمرن على تنفيذ عمليات دفاع جوي، والتأكد من القدرة على الدفاع عن الأجواء بوجه عدو خارجي». وأضاف روييه أن هذا الهدف «له الأولوية المطلقة لدى أصدقائنا السعوديين».

وتتمثل المهمة العسكرية الثانية في حماية تشكيلات من القوات الصديقة التي تؤدي مهام عسكرية في أجواء عدوة مثل جمع المعلومات أو القيام بعمليات هجومية أو حماية الوسائل الجوية الصديقة التي تكلف بمهام لدى الطرف الثاني.

بيد أن العسكري الفرنسي يرى أن المهمة الأكثر تعقيدا التي يجرى التدرب عليها تقوم على حماية الطوافات الصديقة التي تنفذ مهام إنقاذ في أرض العدو مثل استعادة طيارين سقطوا أو تعطلت طائراتهم... وفي هذا الخصوص، نفذ طاقم من القوات الخاصة الفرنسية عملية إنزال من طوافة جرى فصلها لاستعادة «أصدقاء» ثم إخراجهم من أرض المعركة وكل ذلك بسرعة قياسية. أما الجانب الأخير من المهمات التي أنيطت بالتدريبات الأخيرة، فتقوم على التدرب على الحرب الإلكترونية التي وصفها الكولونيل روييه بأنها «المفصل في الحروب اليوم وغدا» وتقوم على التعامل مع الرادارات وأجهزة الاتصال والتشويش عليها وكل ما يتصل بالاستخدامات العسكرية لهذا الجانب من النشاط. وبحسب الكولونيل لورو، رئيس قسم العمليات في القاعدة وهو بهذه الصفة الجهة التي أشرفت على التدريبات بالتعاون مع الطرف السعودي، فإن التدريبات وفرت الفرصة للجانب السعودي من أجل اختبار راداراتهم المحمولة والتعامل معها. وعلى أي حال، يرى الكولونيل لورو أن أهمية هذه التدريبات تكمن في التعامل مع طائرات غير تلك التي تستخدمها القوات الجوية الفرنسية، والغرض «مقارنة التكتيكات المستخدمة والتوصل إلى تحديد مهمات كمتجانسة وتنفيذها رغم اختلاف اللغة والأسلحة والمناهج».

ونفذت القوات الجوية السعودية والفرنسية في اليوم الأخير من التدريبات مهمات بحضور المسؤولين العسكريين من الجانبين، ومن بينهم الملحق العسكري في السفارة السعودية العميد البحري الركن علي بن محمد الحربي، ومساعده العقيد الطيار الركن إبراهيم سلامة الجهني، ومدير مكتب الإشراف والمتابعة للقوات الجوية في باريس العقيد الفني منصور حمود العساف. أما العقيد الطيار محمد بن عبد المحسن العنقري، ركن عمليات التنقل الجوي في تمرين «الدرع الأخضر»، فقد نوه بالكفاءة العالية التي أبداها الطيارون والفنيون السعوديون خلال هذه المهمة وبما أبدوه من مهارات عالية في الأداء. وأشار العنقري إلى أن الطيارين والفنيين الذين شاركوا جرى اختيارهم على أساس الخبرة والاحترافية والانضباطية العسكرية.