ستار سعد: كاظم الساهر علمني كيف أقف على المسرح

الفنان العراقي استقبله المئات في مطار بغداد.. و«ذا فويس» أحدثت تغييرا جذريا لديه

TT

قال الفائز بلقب «أحلى صوت» ستار سعد إنه تفاجأ بالأعداد الكبيرة من الناس التي جاءت تستقبله على أرض مطار العراق فور عودته من بيروت. وقال في حديث لـ(«الشرق الأوسط»): «لقد كانوا بالمئات، الأمر الذي أسعدني وحملني مسؤولية كبيرة تجاه بلدي، وأتمنى أن أكون على المستوى المطلوب». وقام فور وصوله بتقبيل أرض بلاده، وعلق قائلا: «أردت، وإيفاء مني، تقديم هذه التحية من القلب لهذا البلد الذي أنجبني وترعرعت في أزقته وشوارعه ومدارسه».

ووصف سعد التجربة التي خاضها في برنامج المواهب (ذا فويس) بأنها شكلت منعطفا خطيرا في حياته، وأحدثت تغييرا جذريا فيها. وأضاف: «لقد كان لدي شوائب كثيرة قبل دخولي هذا البرنامج فيما يخص أسلوبي الغنائي، ولكني بعده استطعت أن أحصد أهم الدروس في الموسيقى والغناء وكذلك في كيفية الأداء، بفضل مدربي الذي أفتخر به ولطالما حلمت بمقابلته كاظم الساهر». وتابع: «لقد علمني كيف أقف على المسرح وكيف أقطع نفسي حتى لا أتعب إضافة إلى كيفية إمساكي بالميكروفون، ولا يمكنني أن أنسى الدكتورة إيمان مساعدة قيصر الغناء في البرنامج التي اكتسبت منها الاحتراف الغنائي، وعندما أديت أغنية (كولوله) في النهائيات بطبقة عالية تفاجأت بحالي وبقدرتي الصوتية الجديدة علي».

وعد ستار سعد الذي توجه جمهور (ذا فويس) صاحبا للقب، وجوده ومواطنه المشترك العراقي أيضا سيمور جلال، لم يشتت التصويت كما اعتقد البعض، لا سيما أن هذا الأخير يملك جمهورا لا يستهان به كونه فنانا أصيلا وكان يستأهل هو أيضا النجاح. وقال في هذا الصدد: «كل واحد من زملائي الذين وصلوا إلى مرحلة النهائيات كان يستأهل اللقب، فوهم لديها بحة المطربين بامتياز، وهالا صاحبة صوت رائع خاص بها حنون وطربي في الوقت نفسه. أما سيمور فهو متمكن في أدائه خصوصا أنه مثقف موسيقيا، وهو لا شك سيلمع نجمه على الساحة».

وذكر ستار سعد النصيحة التي زوده بها مدربه (كاظم الساهر)، والتي سيحملها معه طيلة مشواره الغنائي قائلا: «لقد نصحني بأن أتنبه للأشخاص الذين سيحيطون بي في مشواري الفني، وأنه علي أن أعرف كيفية اختيار هؤلاء، وأن ينحصر اختياري في الذين يريدون لي الخير ويحبونني، فعندها سأكون في المكان الصحيح مع الشخص المناسب». وأبدى ستار سعد سعادته باللقب الذي أطلقه عليه مدربه «القيصر الصغير» قائلا: «هو لقب يشرفني، كونه أطلق علي من قبل فنان كبير له بصمته في العالم العربي». وأشار إلى أن بداياته تشبه إلى حد كبير بدايات قيصر الغناء العربي.

وأكد أنه وحتى قبل لقائه أهله في العراق أخيرا (بعد حصوله على اللقب) كان قد اتخذ قرارا بالتواصل معهم حول آرائهم ونصائحهم وفي كيفية اختيار أغانيه المقبلة. هل هذا يعني أنه سيغني فقط باللهجة العراقية؟ أجاب: «بالطبع لا، فالفنان يجب أن يغني ألوانا مختلفة، وأنا شخصيا أطمح إلى إرضاء الجميع والشارع العربي خاصة، ولكن هذا لا يمنع من أن أبدأ مشواري بأغنية عراقية، ولكني حاليا سأعيش الفرحة التي أنا فيها وبعدها لكل حادث حديث».

وعن المغامرة التي عاشها من أجل دخول برنامج (ذا فويس) قال: «لطالما تابعت هذا البرنامج في موسمه الأول بشغف، وكنت أحلم بالاشتراك فيه. وعندما أعلنوا هذا العام أن فريقا من البرنامج سيكون موجودا في مدينة (أربيل) لتلقي طلبات الترشيح، توجهت إلى هناك وتفاجأت بوجود المئات من أصحاب المواهب، وبعدها جرت غربلة الطلبات وكنت واحدا من بين عشرين موهبة وافقوا عليها وهكذا كان». وعما إذا كان قد فكر مسبقا في اختيار كاظم الساهر كمدرب له فيما لو وقف على مسرح (ذا فويس)، رد بحماس: «لطالما حلمت بلقائه فأنا متأثر جدا بفنه، وأول أغنية أديتها وأنا في الحادية عشرة من عمري كانت (تذكر)، وكان هدفي من دخول البرنامج اختياره كمدرب لي ولم أفكر في أحد غيره، وفيما لو لم يلتف بكرسيه ويختارني لكان تسبب لي في خيبة أمل كبيرة». أما المدرب الآخر الذي كان اختاره في الحالة الثانية كما ذكر لنا فهو صابر الرباعي.

ولكن، هل كان يحلم بالوصول إلى هذه المرحلة؟ يقول: «سأروي ولأول مرة ما حصل معي بعيد قبول طلبي للمشاركة في (ذا فويس)، فلقد حلمت بأني وقفت على المسرح ولم أنجح في أدائي وأن كاظم الساهر لوح بيده وهو يقول لي: (لا تحزن ربما حالفك الحظ مرة أخرى). لم أخبر أحدا بما حلمت لأني رغبت في أن يبقى شر الحلم فيه فلا يخرج إلى النهار، وصرت في كل مرة أتقدم في مراحل البرنامج أعود بفكري إلى الحلم وأقول في نفسي: (ربما لن أفوز باللقب)». ويتابع: «عندما حصدت اللقب اعترفت لنفسي بأن حلمي كان إشارة إيجابية لما سيجري معي، فجاء تفسير الحلم بالعكس».

وعما إذا كانت دائما أحلامه تتحقق، أجاب: «عادة، وعندما أصمم على هدف معين أبذل جهدا لأحققه، الأحلام تصبح حقيقة عندما نعمل لها بجهد».

وعن التغيير الذي شهده منذ حصوله على اللقب، قال: «في شخص ستار، لم ولن يتغير أي شيء، فأنا متمسك بأهلي وأصدقائي وأسلوب حياتي الطبيعي، ولكن دون شك هناك تغييرات أخرى ستطرأ على حياتي، بحيث لم يعد بإمكاني بعد اليوم الاستيقاظ في الثامنة صباحا ومرافقة إخواني وأبي إلى ورشات الديكور التي كنت أساعدهم فيها من قبل، لأنني أتخيل أنني سأمضي وقتي وأنا أقف مع الناس ليلتقطوا الصور معي».

ورغم صغر سنه (22 سنة)، فإن لستار تجارب حياتية علمته كما ذكر لنا دروسا مهمة. وبينها حالات غدر تلقاها من بعض أصدقائه، وقال: «صرت أعرف أن الصداقة لا تبنى في يوم وليلة وأن الصديق شخص نادر، ولعل الحرب التي شهدناها في العراق علمتنا دروسا كبيرة في حياتنا كعراقيين».

أما أكثر من تأثر بهم من نجوم الفن في العراق، فهم أصحاب المدارس الفنية الأصيلة، كحميد منصور وقحطان العطار، وسعدون جابر ود. فاضل عواد الذين تركوا بصمتهم على تراث العراق الفني. وفيما يخص الأغاني الغربية التي برع في أداء مقتطفات منها بعض زملائه في حلقة النهائيات، قال: «لا أعيرها اهتماما كبيرا لأنني منكب على الفنون العربية، لا سيما أنها شاسعة وواسعة ونبقى مقصرين تجاهها مهما عرفنا عنها، ولكني أحب أغنية (أوتيل كاليفورنيا) لفريق الإيغلز». وعن الملحن أو الشاعر الذي يفكر في التعاون معه في المستقبل، قال: «لو قدر لي أن أختار لتعاونت مع كاظم الشاعر والملحن، فهو مثلي الأعلى في عالم الفن، ليس لأنه عراقي أبدا، بل لأنه فنان أعشقه منذ نعومة أظافري».

وعن الخطة التي وضعها لنفسه في المستقبل، قال: «لم أخطط أو أفكر في شيء معين، كل ما سأقوم به هو الإصغاء إلى الآخرين من أصحاب الخبرات في هذا المجال، وهذا ما قمت به خلال وجودي في (ذا فويس)، وأعتقد أن هذه الطريقة ناجحة وستوصلني إلى عالم الاحتراف».