جرحى في إطلاق النيران بين متظاهرين وقوات أممية في جنوب السودان

كير يصل إلى أديس أبابا قبيل استئناف التفاوض مع المتمردين

TT

أعلنت الأمم المتحدة أمس أن عشرات المدنيين من أهالي جنوب السودان، واثنين من عناصر القوة التابعة للأمم المتحدة (القبعات الزرقاء)، أصيبوا الخميس في هجوم «غير مبرر» استهدف قاعدة للأمم المتحدة في مدينة بور حيث لجأ آلاف المدنيين. وقالت الأمم المتحدة في بيان إن «مجموعة من المسلحين اقتحمت مدخل القاعدة وهي تطلق النيران على المدنيين في الداخل»، مضيفة أن جنود القوة الدولية فتحوا النار على المهاجمين وأجبروهم على التراجع.

ومن جهته، قال رئيس بلدية بور نيال ماجوك، لوكالة الصحافة الفرنسية، إن «شبانا كانوا يتظاهرون (في محيط القاعدة) وأطلق رصاص»، موضحا أن 14 شابا على الأقل جرحوا بالرصاص. وأعلن أن المتظاهرين وقوات الأمم المتحدة تبادلوا إطلاق النار، لكن هوية مطلقي النار ما زالت مجهولة. وصرح أن «بعض الشبان كانوا مسلحين»، مضيفا أن الوضع «يستعيد هدوءه».

وأعرب مسؤول برنامج المساعدة الإنسانية في بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان، توبي لانزر، عن «الاستياء من مهاجمة شبان مسلحين لمدنيين يبحثون عن ملاذ داخل قاعدة الأمم المتحدة»، مؤكدا: «لن نسمح بإثباط عزيمتنا». وتأوي القاعدة نحو خمسة آلاف مدني فروا من المعارك. وبينما حذر أمين عام الأمم المتحدة بان كي مون الأربعاء من خطر المجاعة وسط تكثف المعارك، أعربت المنظمة الدولية عن «القلق الخطير» من المعارك العنيفة في ولاية الوحدة النفطية شمالا بعد استيلاء المتمردين على بنتيو في هجوم جديد. وأعلنت بعثة الأمم المتحدة في بيان أنها «تدين بحزم استئناف المواجهات»، واصفة المعارك بأنها «انتهاك خطير» لاتفاق وقف إطلاق نار المبرم في يناير (كانون الثاني)، والذي يتبادل المعسكران الاتهامات بخرقه.

في غضون ذلك، وصل رئيس جنوب السودان سلفا كير ميارديت بصورة مفاجئة إلى العاصمة الإثيوبية أديس أبابا قبيل انطلاق جولة جديدة من المفاوضات بين وفد حكومته والمتمردين بقيادة نائبه السابق رياك مشار، والتي يفترض أن تبدأ في 23 أبريل (نيسان) الجاري. وسيجري كير مباحثات مع رئيس الوزراء الإثيوبي هايلي ماريام ديسالين تتعلق بالأوضاع في جنوب السودان.

ووفقا لمصادر في جوبا، فإن كير سيجري مباحثات أخرى مع رئيسة مفوضية الاتحاد الأفريقي ديلاميني زوما، كما سيجري لقاء آخر مع فريق الوسطاء من الهيئة الحكومية للتنمية في شرق أفريقيا (الإيقاد)، التي يرأسها وزير الخارجية الإثيوبي السابق سيوم مسيفن، للنظر في قضايا التفاوض. لا سيما أن الطرفين يواجهان صعوبات في الاتفاق على أجندة التفاوض.

على صعيد ذي صلة، قال المتحدث الرسمي باسم جيش جنوب السودان فيليب أقوير لـ«الشرق الأوسط» إن قوات المتمردين بزعامة مشار، التي سيطرت على مدينة «بانتيو» عاصمة ولاية الوحدة الغنية بالنفط، ارتكبت جرائم بشعة ضد مدنيين غالبيتهم من السودان يعملون في التجارة. وذكر شهود عيان من المدينة أن المتمردين حاصروا المسجد الكبير، حيث كان يوجد به شماليون وجنوبيون لاذوا إليه بعد الهجوم على المدينة، وقال الشهود إن أكثر من 70 شخصا قتلوا.