انفجار في أنبوب مصفاة بيجي يؤدي إلى تسرّب نفطي واشتعال حرائق

صياد سمك يشغل أربع وزارات عراقية لمطاردة بقعة زيت بنهر دجلة

عراقيون يعاينون موقع انفجار سيارة مفخخة في منطقة الكرادة التجارية ببغداد أمس (أ.ب)
TT

أعلنت وزارة النفط العراقية أن ملاكاتها الفنية تمكنت من إصلاح الخلل في الأنبوب النفطي بين مدينتي بيجي (200 كيلومتر شمال بغداد) وكركوك الذي تعرض لعمل تخريبي مساء أول من أمس والذي أدى تسربه إلى نهر دجلة إلى مخاطر اشتغلت عليها وزارتا الداخلية والموارد المائية. وقال الناطق الرسمي باسم وزارة النفط عاصم جهاد في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أمس إن «الأنبوب الناقل للنفط بين كركوك وبيجي تعرض إلى عمل تخريبي بانفجار عبوة ناسفة أدى إلى تسرب النفط من هذا الأنبوب وهو أمر يحصل كثيرا في الواقع لا سيما في منطقة ليست آمنة».

وأضاف جهاد «لكن الجديد هذه المرة هو أنه حصل تسرب للنفط إلى نهر دجلة من منطقة الفتحة هناك وهي ممر مائي موصل إلى النهر فأصبحت لدينا بقعة زيتية وهو ما جعلنا نخبر الوزارات المعنية بالأمر لكي تتولى كل واحدة منها ما يتصل بعملها وهي وزارات الداخلية والموارد المائية والبيئة»، مؤكدا أن «الأنبوب تم إصلاحه من قبل الجهات الفنية التابعة لوزارة النفط وبدأت عملية تقييم الأضرار الناجمة عن ذلك».

وأوضح جهاد أن «الوزارات المعنية ومن خلال متابعتنا للحادث بدأت تمارس دورها في إطار مسؤوليتها عن الجانب الذي يتعلق بعملها». وبشأن الحريق الذي اندلع نتيجة قيام صياد سمك بحرق البقعة وهو ما جعل النيران تمتد عبر نهر دجلة نحو سامراء، قال جهاد إن «هذا الأمر خارج اختصاص وزارة النفط حتى إننا لا نعلم إن كان هناك حريق بالفعل أم لا». لكن وزارة الداخلية أعلنت من جانبها أنها سيطرت على حريق البقعة الزيتية في صلاح الدين. وقالت الوزارة في بيان لها أمس الخميس إن «كسرا في أحد صمامات النفط تسبب بتسرب النفط الأسود بنهر دجلة في تكريت وقام بعض المواطنين بحرق البقعة مما تسببت باندلاع حريق ودخان كثيف في تكريت». وأضاف أن «القوات الأمنية وفرق الدفاع المدني تمكنت من حصر النيران وإخمادها من دون تسجيل أضرار مادية أو إصابات بشرية».

وزارة الموارد المائية أكدت من جانبها وفي بيان لها أنه «تمت السيطرة على البقعة النفطية التي تسربت في نهر دجلة نتيجة تسرب النفط من أحد الأنابيب النفطية في منطقة بيجي حيث يستمر التنسيق والمتابعة من قبل مختصي الوزارة والوزارات المعنية بالموضوع كوزارتي النفط والبيئة». وأضافت أن «ملاكات الوزارة تسعى لإبعاد البقعة النفطية عن سدة سامراء وتحويلها إلى بحيرة الثرثار باعتبارها مسطحا واسعا ويتعرض إلى التبخر بصورة مستمرة مما يساعد على التخلص منها».

وكان مصدر في وزارة النفط العراقية قد صرح لوكالة الأنباء الألمانية أمس بأن الأنبوب الذي تعرض لانفجار نتيجة عمل تخريبي ينقل 50 ألف برميل يوميا لتكريرها في مصافي بيجي وأن الانفجار وقع بالقرب من الجسر الذي يربط بين ضفتي نهر دجلة في موقع لا يبعد سوى أمتار عن النهر، وتم إيقاف الإنتاج من الحقول لتقليل نسبة التسرب والشروع بإصلاح الأنبوب.

وذكر أن التكرير في مصافي بيجي لن يتأثر بسبب وجود خزين هائل من النفط الخام وبالإمكان زيادته من حقول كركوك الشمالية.

وأضح المصدر أن التسرب النفطي أحدث حرائق هائلة في الأحراش جنوب مدينة بيجي القريبة من نهر دجلة وغطت بقع زيت سوداء كل نهر دجلة والشواطئ التي تحيط به في المنطقة فيما تصاعدت أعمدة الدخان إلى ارتفاعات هائلة وصلت إلى مدينة تكريت.