بدء أكبر مراحل الانتخابات الهندية.. والقوميون يحققون مكاسب

التصويت الأهم بين خمسة أسابيع.. و815 مليون شخص إجمالي عدد الناخبين

طابور للناخبات الهنديات أمام مركز اقتراع بمقاطعة بون على بعد 130 كيلومترا شمال شرقي مومباي (أ.ف.ب)
TT

أدلى الناخبون في 12 ولاية هندية بأصواتهم أمس في أكبر مرحلة من الانتخابات العامة التي تستمر خمسة أسابيع. ويجري التصويت في 121 مركز اقتراع بينهم مراكز في ولايات لها أهمية سياسية كبيرة؛ وهي: غرب البنغال وبيهار وأوتار براديش وكارناتاكا وماهاراشترا وراجاستان.

وبدأت في الهند أمس أكبر مراحل الانتخابات العامة؛ إذ من المقرر أن يتوجه نحو ربع الناخبين البالغ عددهم الإجمالي 815 مليون شخص لمراكز الاقتراع في أسبوع شهد ضربات جديدة لحزب المؤتمر الحاكم ومكاسب للمعارضة الهندوسية القومية. وحاول ناريندرا مودي المرشح لرئاسة الوزراء من حزب «بهاراتيا جاناتا» المعارض، اجتذاب الناخبين بإطلاق الوعود لإنقاذ الهند من أبطأ معدل نمو اقتصادي تشهده البلاد في عشر سنوات وبالعمل على توفير الوظائف لقطاع الشباب الكبير.

وتوقع أحدث استطلاع للرأي أن يفوز حزب «بهاراتيا جاناتا» وحلفاؤه بأغلبية ضئيلة في مجلس النواب بالبرلمان البالغ عدد مقاعده 543 مقعدا، بينما كانت تتوقع استطلاعات سابقة عدم قدرتهم على تحقيق الأغلبية. وتمر الهند حاليا بالأسبوع الثالث من الانتخابات متعددة المراحل التي بدأت في 7 أبريل (نيسان) الحالي وتنتهي في 12 مايو (أيار) المقبل. ويتوقع أن يجري فرز الأصوات وإعلان النتائج في 16 مايو (أيار) المقبل.

يشار إلى أن الحزبين الأقوى في المنافسة هما حزب المؤتمر الوطني الذي يقود الائتلاف الحاكم حاليا، وحزب المعارضة الرئيس «بهاراتيا جاناتا» الذي يقود أيضا تحالفا معارضا من عدة أحزاب. كما تخوض المنافسة أحزاب محلية أصغر حجما، وحزب «آم آدمي» أو (الرجل العادي) المناهض للفساد.

وتنبأت استطلاعات الرأي بانتصار للتحالف الوطني الديمقراطي الذي يقوده حزب «بهاراتيا جاناتا» في الانتخابات. وقال بعض المحللين إن الانتخابات يمكن أن تتمخض عن برلمان بلا أغلبية، أي إن أيًّا من الائتلافات لن يصل إلى أغلبية 272 مقعدا في البرلمان. وفي ذلك الوقت، ربما تلعب الأحزاب الأصغر دورا حاسما في تشكيل الحكومة المقبلة.

وتجري الانتخابات الهندية، وهي الأكبر في العالم، على تسع مراحل؛ بدءا من 7 أبريل الحالي وحتى 12 مايو المقبل، ومن المقرر إعلان النتائج يوم 16 مايو. وقال بريتهام برابهو، وهو مهندس برمجيات يبلغ من العمر 32 عاما وكان أول من أدلى بصوته في مركز اقتراع فتح أبوابه الساعة السابعة صباحا في ضاحية بشرق بنجالور: «نريد أن يفوز مودي هذه المرة. ولهذا نحن هنا في الصباح الباكر ونبذل أقصى جهدنا من أجله».

ويتوقع أن يمنى حزب المؤتمر الذي تقوده أسرة نهرو-غاندي بأسوأ هزيمة بعد عشر سنوات متواصلة في السلطة، بسبب الغضب الشعبي من تراجع الاقتصاد وارتفاع معدلات التضخم وسلسلة من فضائح الفساد. وحكم الحزب البلاد لأكثر من 50 عاما منذ استقلالها عن بريطانيا قبل 67 عاما. ولا يزال يطارد مودي شبح أعمال العنف بين الهندوس والمسلمين في ولاية جوجارات بغرب البلاد التي اندلعت حين كان رئيسا لوزراء الولاية قبل 12 عاما. وقتل في أعمال العنف أكثر من ألف شخص، أغلبهم مسلمون.

وينكر مودي الاتهامات بامتناعه عن وقف العنف، وانتهى تحقيق أجرته محكمة عليا إلى عدم التوصل إلى أدلة لمحاكمته. ووفقا لبيانات نشرتها مفوضية الانتخابات بالهند أول من أمس، فقد بلغت نسبة إقبال الناخبين 68 في المائة في 111 دائرة أجريت بها الانتخابات حتى الآن، مقارنة بنحو 60 في المائة في الدوائر نفسها و58 في المائة على مستوى البلاد في انتخابات 2009.