اتفاق أميركي ـ روسي لخطة تدريجية لنزع فتيل التوتر في أوكرانيا

موسكو تطالب بإعادة المباني الحكومية المحتلة.. وواشنطن لا تريد حربا

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يتحدث إلى مجموعة من الصحافيين بعد انتهاء مؤتمره الصحافي السنوي في موسكو أمس (إ.ب.أ)
TT

أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن الاجتماع الرباعي الذي عقد في جنيف أمس وضم كلا من روسيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وأوكرانيا انتهى إلى اتفاق ينفذ على مراحل لنزع فتيل الأزمة في أوكرانيا. وأوضح الوزير الروسي في مؤتمر صحافي في ختام الاجتماع الرباعي أن هذا الاتفاق ينص خصوصا على نزع أسلحة المجموعات المسلحة غير الشرعية في أوكرانيا وعلى إخلاء المباني التي تحتلها هذه المجموعات.

وجاء في بيان مشترك صدر عقب اجتماع وزراء الخارجية الأربعة في جنيف: «على جميع الأطراف نبذ أي أعمال عنف أو ترويع أو استفزاز».

وأضاف البيان: «يجب نزع سلاح كل الجماعات المسلحة غير المشروعة وينبغي إعادة كل المباني التي جرى الاستيلاء عليها دون وجه حق إلى أصحابها المشروعين».

وقال لافروف: «كل المجموعات المسلحة غير الشرعية يجب أن تنزع أسلحتها، وكل المباني المحتلة بشكل غير شرعي يجب أن تعاد إلى أصحابها الشرعيين، وكل الطرقات، وكل الساحات، وكل الأماكن العامة في المدن الأوكرانية يجب تحريرها».

وينص الاتفاق الذي توصل إليه لافروف مع نظرائه الأميركي جون كيري والأوروبية كاثرين أشتون والأوكراني أندريي ديشتشيتسا، على صدور عفو عام عن كل الذين يحترمون مفاعيل القرار، باستثناء «أولئك المسؤولين عن ارتكاب جرائم جسيمة»، بحسب الوزير الروسي.

وأكد لافروف من جهة ثانية أن بلاده ليست لديها «أي رغبة» في إرسال قوات إلى أوكرانيا، وذلك بعدما أطلق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تهديدات ضمنية باللجوء إلى القوة في أوكرانيا. وقال الوزير الروسي «ليس لدينا أي رغبة في إرسال قوات إلى أوكرانيا. هذا الأمر ضد مصالحنا الجوهرية».

ومن جهته، قال كيري أمس بأن بلاده مستعدة لفرض عقوبات إضافية على روسيا إذا لم تتحرك في غضون أيام لتهدئة التوتر في أوكرانيا حيث يتهم الغرب موسكو بتأجيج اضطرابات انفصالية.

وقال كيري للصحافيين في جنيف: «الأيام المقبلة ستكون مهمة للغاية لتقييم الأمر... إذا لم يحدث تقدم خلال تلك الأيام المقبلة ولم نشهد تحركا في الطريق الصحيح فستكون هناك عقوبات إضافية وثمن إضافي نتيجة لذلك».

في غضون ذلك، قال الرئيس الأميركي باراك أوباما إن روسيا بدأت تشعر بالفعل بأثر العقوبات التي فرضها الغرب عليها في ما يتصل بضم منطقة القرم الأوكرانية، وأنها يمكنها أن تتوقع المزيد من العقوبات إذا صعدت دعمها للانفصاليين في شرق أوكرانيا. وأضاف أوباما قائلا في مقابلة مع محطة تلفزيون «سي بي إس» أول من أمس «ما أقوله دوما أنه في كل مرة تتخذ فيها روسيا مثل هذه الخطوات التي تستهدف زعزعة استقرار أوكرانيا وتنتهك سيادتها فإنه ستكون هناك عواقب».

من جهته، صرح وزير الداخلية الأوكراني بمقتل ثلاثة انفصاليين مؤيدين لروسيا في مدينة ماريوبول شرق البلاد. وأفادت وكالة أنباء «إنترفاكس» الروسية بمقتل أربعة أشخاص إثر إطلاق نار اندلع قرب قاعدة للحرس الوطني الأوكراني تعرضت لهجوم من انفصاليين مؤيدين لروسيا أثناء الليل. وقال وزير الداخلية الأوكراني إن ثلاثة انفصاليين مؤيدين لروسيا قتلوا في إطلاق نار اندلع الليلة قبل الماضية في بلدة ماريوبول المطلة على بحر أزوف. وكتب آرسن إفاكوف، في تدوينة على موقع «فيسبوك»: «وفقا لبيانات أولية فإن ثلاثة مهاجمين قتلوا وأصيب 13 بجروح، واعتقل 68 شخصا». والتقى وزراء خارجية روسيا وأوكرانيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي أمس في جنيف بحثا عن مخرج لخفض حدة الأزمة الأوكرانية غداة فشل الجيش الأوكراني في استعادة السيطرة على مناطق شرقية باتت بأيدي متمردين موالين لروسيا. واتهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين السلطات الأوكرانية بقيادة البلاد نحو الهاوية، متمنيا ألا يضطر إلى استخدام حقه في إرسال قوات إلى الدولة الجارة. وأكد أن الأزمة مرتبطة بضمانات حقوق الناطقين بالروسية. وقلل أوباما من أي احتمالات لمواجهة عسكرية بين الولايات المتحدة وروسيا على خلفية تصاعد التوتر في أوكرانيا، مؤكدا أن روسيا لا تريد أن تخوض حربا مع الولايات المتحدة لعلمها بتفوق الجيش الأميركي.