المشهد

حكايات رئيس الجمعية

TT

* أمضى الصحافي فيليب بيرك معظم سنوات حياته المهنية عضواً في «جمعية مراسلي هوليوود الأجانب»، لكنه اختار قبل أسابيع، ولسبب أو لآخر، إنهاء عضويته عملياً عندما وضع كتاباً حول هذه الجمعية المعروفة حول العالم بتوزيع جوائز الغولدن غلوبس السنوية، التي ينتمي إليها هذا الناقد منذ 15 سنة.

* فيليب، المولود في جنوب أفريقيا والذي ترأس الجمعية أكثر من مرّة كان عضواً فاعلاً وباذلاً فيها. شارك في معظم نشاطاتها وشغل مناصب مهمّة فيها حين لم يكن رئيساً. لديه فلتات وقناعات تحوّلت في بعض الأحيان إلى طرائف، لكنه كان محترماً من الجميع. فجأة كشف فيليب عن أنه أعد كتاباً عن تاريخه في الجمعية وعن الجمعية ذاتها سيصدر خلال أسابيع يكشف فيه المستور من حياتها. الكتاب، وعنوانه «إشارات وعجائب» (Signs and Wonders) يتعامل أساساً مع السنوات الـ20 الأخيرة من حياة الجمعية وينتقد أسلوب عملها وكيف أنها تفضّل الاهتمام بحياة الترف والتقرّب من نجوم السينما والغناء أكثر مما تكترث لقيمة الفيلم والفن السابع عموماً. هل هذا صحيح؟

* نعم صحيح. لكن إلى حد، فجوائزها خلال هذه الفترة تحديداً كانت في الغالب صائبة تحتفل بالأفلام والأعمال الجيّدة، علما بأنه لا نتيجة في هذا المجال يمكن أن ترضي كل الأطراف. وهذا لا يقع في إطار هذه الجمعية وحدها، بل في إطار كل جائزة سينمائية. هل كان الجميع مسروراً عندما قدّم ستيفن سبيلبرغ وأعضاء لجنته جائزة مهرجان «كان» الأخيرة إلى فيلم «حياة أديل» لمخرجه عبد اللطيف كشيش؟ هل نتائج مهرجان برلين الأخيرة التي نال فيها «فحم أسود، ثلج جامد» الجائزة الكبرى قوبلت بموافقة شاملة؟ وكم مرّة وجدنا أن الأوسكار ذهب للفيلم الخطأ؟

* من ناحية أخرى، طبيعة هذه الجمعية هي أنها جمعية مراسلين صحافيين وليست جمعية نقدية. بيرك عضو في «جمعية نقاد لوس أنجليس» والفارق معروف وكبير. بالنسبة للصحافيين فإن الاهتمام بالنجوم مهم مهنياً. كل المطبوعات التي يكتبون لها تفضل ذلك الاحتكاك بين مراسلها وبين نجوم السينما. تفضّل الكتابات عنهم والمقابلات معهم ونقل الحفلات التي يحضرونها وما إلى ذلك من أخبار ونشاطات. عدد المنتمين إلى الجمعية يصل إلى 90 عضوا. عدد نقاد السينما بينهم لا يزيد عن سبعة. وهذا ساد منذ إنشاء الجمعية في الثلاثينات وإلى اليوم.

* في الاجتماع الشهري الأخير لأعضاء الجمعية الذي يقام دائماً في أحد فنادق العاصمة، اعتلى فيليب بيرك المنصّة وقدّم اعتذاره للأعضاء الغاضبين كون بعضهم زُج باسمه وكون النقد شمل الجمعية التي دائماً ما هددت من قبل المؤسسات الأخرى التي تغار منها أو تنظر إليها كدخيل على هوليوود بعد كل هذه السنوات. فيليب اعترف بذلك وعرض أن يجمّد عضويته لسنة، لكن رئيس الجمعية الحالي، الفنلندي ثيو كينغما، اقترح ستة أشهر لا يستطيع فيها بيرك المشاركة في أي نشاط من نشاطات هذه المؤسسة المتميّزة بنشاطاتها وحضورها.

* لا بد من القول هنا إن معظم ما يتحدّث عنه الرئيس السابق حدث في الفترات الكثيرة التي ترأس فيها الجمعية ما يدفع للتساؤل حول السبب الذي لم يحاول فيه إصلاح ما يشكو منه اليوم عندما كان لا يزال مسؤولاً.