استهداف رجال الشرطة والجيش في مصر

وزارة الداخلية تصدر تعليمات مشددة لضباطها بضرورة ارتداء السترة الواقية من الرصاص وخوذة الرأس أثناء العمل

TT

توعدت مجموعة جهادية غير معروفة، تسمي نفسها «أجناد مصر»، أول من أمس، قوات الأمن في مصر بمزيد من الهجمات، في شريط فيديو بثته على «تويتر». ونشرت المجموعة المسلحة التي لا تتوافر معلومات كافية عنها مقطع فيديو تحت عنوان «القصاص حياة»، أعلنت فيه أنها نفذت ثماني هجمات كلها في القاهرة منذ 20 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي. وآخر هذه الهجمات كان ثلاثة تفجيرات أمام جامعة القاهرة قبل أسبوعين، وقتل عميد في الشرطة وجرح ستة رجال أمن آخرين. وتوعدت المجموعة قوات الأمن بمزيد من الهجمات ثأرا لانتهاكات تحدث ضد النساء.

وأعلنت جماعة أنصار بيت المقدس، أكثر الجماعات الإسلامية المتطرفة المسلحة نشاطا في مصر، التي تعتنق أفكار وأساليب «القاعدة»، مسؤوليتها عن عدة اعتداءات دامية، أبرزها تفجيرا مديرية أمن محافظة الدقهلية ومديرية أمن القاهرة في قلب العاصمة المصرية، كذلك إسقاط طائرة عسكرية مروحية وتفجير حافلة سياحية في جنوب سيناء. لكن مجموعة أجناد مصر تقول إن هجماتها تتركز في القاهرة فقط حتى اللحظة. وتتهم الحكومة جماعات «جهادية إرهابية» وجماعة الإخوان المسلمين، التي تعدّها «تنظيما إرهابيا»، بالوقوف وراء معظم تلك الهجمات التي بدأت أولا في شبه جزيرة سيناء، ثم امتدت أخيرا إلى مختلف أنحاء البلاد، خاصة في القاهرة والدلتا.

ومنذ الإطاحة بمحمد مرسي في يوليو (تموز) 2013، قُتل نحو 500 من أفراد الجيش والشرطة، بعضهم ضباط كبار، في اعتداءات دامية، كما تعرضت سيارات شرطة وسيارات خاصة لعشرات منهم للحرق، بحسب بيان للحكومة المصرية.

وبعد أن بات رجال الأمن المصريون هدفا يوميا لاعتداءات دامية، أصبح الحذر والتحوط عنصرين أساسيين في حياة عقيد الشرطة عمرو، الذي أصدر تعليمات صارمة لزوجته وطفليه بعدم الكشف عن مهنته أمام أي شخص.

يقول العقيد عمرو، وهو أب لابن وابنة في تصريح لوكالة الصحافة الفرنسية: «نعيش حاليا أجواء من القلق والتوتر، كل يوم يسقط زميل لنا شهيدا»، ويضيف: «ما يزيد الأمر صعوبة أننا نحارب عدوا مجهولا. عدوا لا نراه ولا نعرف قوته».

وطلب العقيد عمرو عدم كشف اسمه كاملا أو إعطاء بيانات محددة عن موقع عمله كغيره من أفراد الأمن الذين التقت بهم وكالة الصحافة الفرنسية، والذين رفضوا جميعا التقاط أي صور لهم أثناء المقابلة.

ولأنه صار يخاف البوح بأي معلومات، اكتفى الضابط الأربعيني بإعطاء اسمه الأول، مؤكدا أنه يعمل بالشرطة منذ 25 عاما، وأنه يخدم الآن في وسط القاهرة.

وأخيرا قامت وحدة الشرطة التي يخدم فيها عمرو بإزالة لافتة كانت موضوعة على مدخل مقرها، وكان مكتوبا عليها اسم الإدارة التي تتبعها في وزارة الداخلية، خشية تعرضها لأي هجوم أثناء مرور مظاهرات مؤيدي مرسي أمامها.

ويقول العقيد عمرو: «أحاول تجنب مواقف المواجهة قدر الإمكان لأنني سأكون فيها قاتلا أو مقتولا». وأضاف: «كإجراء احترازي قمت بتغيير اللون الأزرق التقليدي لسيارة الشرطة التي تخدم أسرتي إلى اللون الأبيض، خشية تعرضها للحرق أو الاستهداف وأسرتي داخلها. كما أزلت من سيارتي الخاصة أي إشارة تدل على أنها سيارة ضابط». بدورها، تتخذ زوجته نهى المزيد من التدابير خشية استهداف أبنائها.

وقرر مدير أمن محافظة الشرقية (في دلتا النيل) عدم ارتداء رجال الأمن للزي الرسمي خارج مقار الشرطة، مع مغادرتهم أعمالهم في ملابس مدنية، وذلك لمنع استهدافهم. وذلك بعد مقتل عشرة منهم على الأقل في هذه المحافظة، منذ بداية العام الحالي. وأصدرت وزارة الداخلية تعليمات مشددة لضباطها وأفرادها بضرورة ارتداء السترة الواقية من الرصاص وخوذة الرأس أثناء العمل، خاصة لمن يعملون على الحواجز الأمنية المنتشرة على طرقات البلاد، وخاصة خلال الليل.