«الرقة تذبح بصمت».. حملة مدنية لكشف انتهاكات «الدولة الإسلامية»

ناشطون يستعدون لتنظيم مظاهرات تطالب «داعش» بالخروج من المدينة

TT

أطلق ناشطون معارضون في مدينة الرقة (شمال سوريا)، الخاضعة لسيطرة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش)، حملة إعلامية بعنوان «الرقة تذبح بصمت» لتسليط الضوء على الانتهاكات التي يمارسها التنظيم المتشدد بحق سكان المدينة.

وأكد الناشط المعارض وأحد المشرفين على الحملة، أبو إبراهيم الرقاوي، لـ«الشرق الأوسط»، أن الحملة «لا تتبع أي هيئة أو منظمة، وأهدافها تتلخص بفضح جرائم تنظيم الدولة الإسلامية في الرقة، من خلال نشاطات مدنية وإعلامية يعد ناشطون في المدينة لتنظيمها قريبا».

وتسعى الحملة، بحسب الرقاوي، إلى «إعادة نبض الثورة إلى محافظة الرقة من جديد بعد خنقها وخطفها وتسليط الضوء على التهميش الخدمي الذي تعانيه، إضافة إلى إيجاد كيان ثوري قادر على إدارة الشارع والمضي حتى تحقيق أهداف الثورة قولا وعملا»، على حد تعبيره.

وتأتي الحملة بعد بدء تنظيم داعش تطبيق سلسلة من القرارات التي كان اتخذها خلال الفترة الأخيرة في الرقة على الصعد الاجتماعية والاقتصادية والعسكرية، التي رأى ناشطون معارضون أنها «تزيد من التضييق على المدنيين».

ويوضح الرقاوي أن «اختيار تسمية (الرقة تذبح بصمت) جاء دليلا على عدم مبالاة أحد بما يحدث من قتل وتهجير وإعدامات في الساحات العامة وسلب الحريات وتكميم الأفواه لتصبح الرقة مدينة أشباح»، مضيفا: «الكل يعلم أنه مضى اليوم أكثر من سبعة أشهر على احتلال (داعش) الرقة، ورغم انكشاف الوجه الحقيقي لهذا التنظيم، لا يزال البعض يخاف من إيصال صوته، فجاءت هذه التسمية لكي نوصل للناس حقيقة ما يحصل».

وأسس الناشطون المشرفون على الحملة صفحة خاصة على موقع «فيسبوك» نشروا فيها صور أشخاص معتقلين في سجون تنظيم داعش، كما ذكروا بمعظم ارتكابات التنظيم منذ سيطرته أواخر العام الماضي على المدينة.

ويبدي ناشطون معارضون في المدينة ثقتهم بنجاح الحملة، مؤكدين أنها «لن تقتصر على المجال الإعلامي، إذ ستخرج في الأيام المقبلة مظاهرات ضد (داعش) تطالب بخروج التنظيم من المدينة».

ومن المرجح أن تحظى حملة «الرقة تذبح بصمت» بتأييد سكان الرقة الذين باتوا يعانون بشدة الأحكام التي تفرضها «الدولة الإسلامية» عليهم، إذ نقلت مواقع المعارضة عن الناشط إبراهيم الخليل قوله: «لقد شاركت في الحملة لأننا عندما طالبنا بالحرية طالبنا بها لنكون أحرارا وقدمنا الشهداء والمعتقلين حتى نلنا الحرية، لكن الرقة اليوم تنتهك وتغتال وتقتل بصمت وبسبب خوف الناس من تنظيم داعش».

ويشير الخليل إلى أنه «بعد كل الاغتيالات والاعتقالات وحالات الإعدام، لا تزال الرقة مهمشة وعند انطلاق حملة (الرقة تذبح بصمت)، يجب على كل أبناء المدينة المشاركة فيها ليعلم الجميع حقيقة ما يحدث من أفعال (داعش)».

وفي السياق ذاته، نقلت مواقع معارضة عن طبيب في الرقة يدعى أبو سعد قوله إنه «شارك في هذه الحملة بسبب ظلم تنظيم داعش وبطشه ودمويته التي هجرت الناس وأبعدتهم عن أرضهم، ولكون هذا التنظيم الخنجر المسموم في ظهر الثورة وهو الذي أعاقها وأوقفها، بل عمل على تراجع ثورة الحرية والكرامة».

وكان تنظيم داعش أحكم سيطرته على مدينة الرقة مطلع شهر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، بعد قتل عدد من مسلحي «جبهة النصرة»، والكتائب الإسلامية الموجودة في المدينة، وأعلن فرض نظام «الدولة الإسلامية» فيها. وفي خضم الحرب التي شنتها كتائب المعارضة على «داعش» بشمال سوريا، خسر التنظيم بعض مواقعه في الرقة، قبل أن يستعيدها مجددا في منتصف يناير (كانون الثاني) الماضي.

واتخذ تنظيم داعش مجموعة من التدابير الداخلية، أهمها إصدار قرارات بإعدامات ميدانية، وإنشاء الشرطة النسائية لاعتقال الناشطات، وإنشاء المحاكم الإسلامية التي حكمت مرات كثيرة بالجلد.