المعارضة تشن هجوما مضادا في حمص وتمطر أحياء خاضعة لسيطرة النظام بقذائف الهاون

تصدت لـ19 محاولة نظامية لاقتحام المليحة في ريف دمشق > البشير يتفقد مقاتلي «الحر» في «الجبهة الساحلية»

سوريتان تفران بعد سقوط برميل متفجر على حي دارة عواد في حلب أمس (أ.ف.ب)
TT

أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أن قوات المعارضة السورية شنت أمس هجوما مضادا داخل أحياء حمص القديمة وانتزعت من قوات النظام عددا من المباني، في حين أكدت مصادر المعارضة في ريف دمشق أن القوات الحكومية فشلت في اقتحام المليحة رغم تنفيذها 19 هجوما خلال أسبوعين، دون أن تحرز أي تقدم فيها. وفيما يتواصل التصعيد العسكري، تعرضت أحياء من العاصمة السورية لهجوم بقذائف الهاون أسفرت عن مقتل شخصين على الأقل، بموازاة مقتل ستة مدنيين بتجدد القصف بقذائف المورتر على أحياء خاضعة لسيطرة النظام في حمص. وشن مقاتلو المعارضة أمس هجوما مضادا على القوات الحكومية، ردا على إطلاق قوات نظام الرئيس السوري بشار الأسد، قبل نحو أسبوع، حملة عسكرية على أحياء حمص القديمة التي تحاصرها منذ نحو سنتين وتعد آخر معقل للمعارضة المسلحة في هذه المدينة الواقعة في وسط سوريا.

وقال رامي عبد الرحمن مدير المرصد إن المعارضين المسلحين «استعادوا المبادرة وسيطروا على عدد من المباني في منطقة جب الجندلي» في حمص.

في الوقت نفسه كانت تجري معارك بين الطرفين على أطراف الأحياء القديمة، وقصفت قوات الجيش المربع الأخير للمعارضة في هذه المدينة بالصواريخ والدبابات.

وبدأ الهجوم المضاد للمعارضة بعد أن فجر عنصر جبهة النصرة نفسه داخل سيارة مفخخة أمام حاجز للجيش السوري أول من أمس في قطاع جب الجندلي في الطرف الشرقي من الأحياء القديمة المحاصرة. وتمكن المقاتلون المعارضون من الدخول إلى هذا الحي بعد أن انسحب الجنود من الحاجز القائم فيه.

وعدَّ عبد الرحمن أن دخول مقاتلي المعارضة إلى هذا الحي أجبر عناصر الجيش على التركيز على الدفاع عن مواقعهم بدلا من مهاجمة المناطق التي لا تزال بأيدي المعارضة المسلحة في حمص.

وفي فبراير (شباط) الماضي أجلي نحو 1500 مدني من الأحياء القديمة المحاصرة في حمص إثر اتفاق أبرم تحت إشراف الأمم المتحدة، إلا أن نحو 1200 مقاتل من المعارضة مع نحو 180 مدنيا لا يزالون يدافعون عن هذه الأحياء المحاصرة في قلب حمص التي أطلق عليها عام 2011 «عاصمة الثورة». وقال المرصد السوري إن الطيران الحربي نفذ غارات عدة على مناطق في حمص القديمة، أعقبها قصف مدفعي، بالتزامن مع استمرار الاشتباكات بين كتائب المعارضة وقوات الجيش التي يساندها الدفاع الوطني، مشيرا إلى سيطرة الكتائب الإسلامية المقاتلة والكتائب المقاتلة على عدة مبان في منطقة جب الجندلي ووصولهم إلى منطقة مسبح الجلاء، في حين أصيب مراسل إذاعة محلية مقربة من النظام برصاص قناص في حي جب الجندلي.

بموازاة ذلك، أسفر القصف بالهاون على أحياء يسيطر عليها الجيش السوري في حمص عن مقتل ستة أشخاص وإصابة 40 آخرين، بحسب ما أعلنت وكالة الأنباء السورية. وتحدثت تقارير عن إحراز القوات الحكومية، في حملتها التي دخلت أسبوعها الثاني، تقدما في حي باب هود بحمص. لكن المرصد السوري قال إن الجبهة الإسلامية تبنت في شريط مصور إطلاق صواريخ غراد على مناطق في حي الزهراء الذي يقطنه مواطنون من الطائفة العلوية، وقالت إنه استهداف «ميليشيات الأسد والشبيحة في حي الزهراء بمدينة حمص».

وفي دمشق تكرر المشهد، حيث قالت وكالة «سانا» إن أربعة مواطنين بينهم طفلان قتلوا وأصيب 11 آخرون جراء سقوط قذائف هاون «أطلقها إرهابيون على محيط ساحتي عرنوس والأمويين بدمشق». وذكر مصدر في قيادة الشرطة للوكالة أن «قذيفتي هاون سقطتا في محيط ساحة عرنوس ما أدى إلى استشهاد أربعة مواطنين بينهم طفلان عمرهما سنتان و12 سنة، وإصابة ثمانية آخرين، وإلحاق أضرار مادية بعدد من السيارات».

وأضاف المصدر أن قذيفة هاون سقطت في محيط ساحة الأمويين ما أدى إلى إصابة ثلاثة مواطنين بجروح وأضرار مادية بالمكان.

في غضون ذلك، أكد ناشطون سوريون أن القوات الحكومية لم تستطع التقدم في أحياء ريف دمشق. وقالت مصادر معارضة لـ«الشرق الأوسط» إن محاولات القوات الحكومية التقدم في المليحة «باءت بالفشل»، مشيرة إلى أن هذه القوات «شنت 19 هجوما على البلدة، خلال أكثر من أسبوعين، لكنها لم تتمكن من التقدم فيها». وأشارت المصادر إلى أن البلدة الواقعة شمال دمشق، في الغوطة الشرقية، «تتعرض يوميا لعشر غارات جوية، أسفرت عن مقتل كثيرين، لكنها تراجعت عن محاولة اقتحام البلدة بسبب عجزها عن ذلك».

ويقاتل في المليحة عدد كبير من الفصائل المعارضة أبرزها «الاتحاد الإسلامي» و«فيلق الرحمن»، فيما عززت سيطرة مقاتلي الاتحاد الإسلامي على معمل الخميرة قرب المتحلق الجنوبي، من إمكانية صد المعارضين للهجوم على البلدة.

من جهة أخرى، أعلن المكتب الإعلامي للائتلاف السوري المعارض، أمس، عن زيارة العميد عبد الإله البشير، رئيس أركان الجيش السوري الحر، محاور تمركز الجيش الحر في المنطقة الساحلية (جبهة اللاذقية).

وقال البشير خلال الزيارة التفقدية إنه سيكون «على اتصال دائم مع كل الجبهات في زيارات متقاربة ومركزة لمعرفة احتياجاتهم عن كثب».