فوز ثمين لليفربول على نوريتش يقربه من اللقب الغائب منذ 1990

آرسنال يجتاز عقبة هال ويؤكد موقعه في المركز الرابع.. وإيفرتون يكرر فوزه على يونايتد بالدوري الإنجليزي

ستيرلينغ نجم ليفربول (رقم 31) يصوب نحو مرمى نوريتش ليسجل أول أهدافه (رويترز) - رامسي نجم آرسنال يحتفل بهدفه في مرمى هال سيتي (أ.ف.ب)
TT

خطا ليفربول خطوة كبيرة نحو اللقب الغائب عن خزائنه منذ 1990 بفوزه الثمين على مضيفه نوريتش سيتي 3-2 أمس على ملعب «كارو رود» في نوريتش في المرحلة الخامسة والثلاثين من الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم.

واستغل ليفربول جيدا خسارة مطارده المباشر تشيلسي أمام ضيفه سندرلاند 1-2 مساء أول من أمس في افتتاح المرحلة ليوسع الفارق بينهما إلى خمس نقاط قبل القمة النارية التي ستجمع بينهما الأحد المقبل ضمن المرحلة السادسة والثلاثين، والتي لن تتأثر فيها صدارة ليفربول حتى في حال الخسارة.

كما وسع ليفربول الذي ضمن حسابيا المشاركة في مسابقة دوري أبطال أوروبا الموسم المقبل، الفارق إلى تسع نقاط بينه وبين مانشستر سيتي الثالث الذي يلتقي مع وست بروميتش ألبيون اليوم، علما بأن سيتي يملك مباراة مؤجلة أمام أستون فيلا على أرضه يخوضها في السابع من مايو (أيار).

وواصل فريق المدرب الآيرلندي الشمالي برندن رودجرز مسلسل انتصاراته بتحقيقه فوزه الحادي عشر على التوالي، كما حافظ على سجله الخالي من الهزائم للمباراة السادسة عشرة على التوالي، أي منذ هزيمته أمام تشيلسي 1-2 في 29 ديسمبر (كانون الثاني) الماضي.

ولم يفز ليفربول باللقب منذ 1990 قبل عامين من انطلاق الدوري الإنجليزي الممتاز بشكله الجديد، ويستطيع أن يصبح على مشارف إنهاء هذه الفترة الصعبة إذا فاز على تشيلسي الأحد المقبل.

وعقب اللقاء أشاد رودجرز بفوز فريقه وقال: «أحرزنا هذا الموسم 96 هدفا حتى الآن، ونتطلع حاليا لإحراز أكثر من مائة هدف.. سيكون ذلك جهدا رائعا».

وأضاف: «كان هدفنا في بداية الموسم التأهل إلى بطولة دوري أبطال أوروبا، الذي كان يبدو مهمة شاقة جدا بالنسبة لنا، ولكننا أنجزنا المهمة بنجاح، وندرك الآن أننا لن ننهي الموسم في ترتيب أقل من المركز الثالث».

وتابع: «سنحافظ على أدائنا الجيد في المباريات الثلاث المتبقية لنا في المسابقة. نريد الاستمرار في القتال، ونتطلع الآن لمواجهة تشيلسي في المرحلة المقبلة، التي ستجري على ملعب أنفيلد (معقل فريق ليفربول) وسط أجواء رائعة».

وفرض المهاجم الواعد رحيم ستيرلينغ (19 سنة) نفسه نجما للمباراة بتسجيله هدفين وصنعه الثالث.

ووضحت منذ البداية رغبة ليفربول الأكيدة في حسم اللقاء مبكرا لصالحه، ليسيطر الفريق الأحمر تماما على مجريات الأمور.

وترجم ليفربول سيطرته بعدما أحرز نجمه الأسمر سترلينغ الهدف الأول في الدقيقة الرابعة عبر تسديدة صاروخية سكنت شباك جون رودي حارس مرمى نوريتش، ليواصل نجمه الأسمر ممارسة هوايته في هز الشباك للمباراة الثانية على التوالي.

وحافظ ليفربول على ضغطه الهجومي عقب إحرازه الهدف المبكر، ليضيف نجمه الأوروغواياني لويس سواريز الهدف الثاني في الدقيقة 11 من متابعة لتمريرة سترلينغ المتألق، ليعزز موقعه في صدارة قائمة هدافي المسابقة، برصيد 30 هدفا هذا الموسم، متقدما بفارق عشرة أهداف عن أقرب ملاحقيه زميله في ليفربول دانييل ستوريدغ.

ورغم تقدمه بهدفين، فإن ليفربول واصل سيطرته على اللقاء وأهدر لاعبوه الكثير من الفرص الخطرة لينتهي الشوط الأول بتقدمه الضيوف بهدفين نظيفين.

وفي الشوط الثاني، استمرت سيطرة ليفربول الميدانية، ولكن على عكس سير اللعب، أحرز جاري هوبر الهدف الأول لنوريتش في الدقيقة 54 مستغلا خطأ البلجيكي سيمون ميجنوليت حارس مرمى ليفربول.

ولم يهنأ نوريتش بهدف تقليص الفارق، بعدما عاد سترلينغ لهز الشباك مرة أخرى، محرزا الهدف الثالث لليفربول وهدفه الشخصي الثاني في الدقيقة 62.

وفي الوقت الذي ظن فيه الجميع أن المباراة حسمت لصالح ليفربول، أحرز الأسكوتلندي روبير سنودغراس الهدف الثاني لنوريتش من متابعة لتمريرة زميله مارتن أولسون.

وشهدت الفترة المتبقية من المباراة إثارة بالغة وتوترا من المتصدر خوفا من التعادل، وأهدر كلا الفريقين جميع الفرص التي أتيحت لهما، لينتهي اللقاء بفوز ثمين لليفربول.

وبهذه الخسارة ظل نوريتش في صراع الهروب من الهبوط؛ إذ يحتل المركز الـ17 متقدما بنقطتين على كارديف سيتي وفولهام، وبثلاث نقاط على سندرلاند.

ويحتاج ليفربول للحصول على سبع نقاط فقط من مبارياته الثلاثة المقبلة أمام تشيلسي وكريستال بالاس ونيوكاسل للتتويج باللقب رسميا.

من جانبه، عزز آرسنال موقعه في المركز الرابع، المؤهل لبطولة دوري أبطال أوروبا في الموسم المقبل، بعد ما سحق مضيفه هال سيتي 3/ صفر.

وافتتح أرون رامسي النتيجة لمصلحة آرسنال في الدقيقة 31، قبل أن يضيف النجم الألماني المتألق لوكاس بودولسكي الهدفين الثاني والثالث في الدقيقتين 45 و54 ليرفع رصيده من الأهداف إلى ثمانية أهداف.

هذا الفوز يعد الحادي والعشرين لآرسنال هذا الموسم، والثاني على التوالي، ليحصد الفريق الملقب بالمدفعجية ثلاث نقاط غالية، رفعت رصيده إلى 70 نقطة. في المقابل، توقف رصيد هال سيتي عند 36 نقطة في المركز الرابع عشر، ليدخل المنطقة الخطرة، حيث يبتعد عن مراكز الهبوط بفارق ست نقاط فقط.

وسيعطي هذا الفوز دفعة لآرسنال قبل أن يواجه هال في نهائي الكأس الشهر المقبل في ظل سعيه لإحراز لقبه الأول بعد انتظار دام تسع سنوات.

وقال رامسي: «فزنا على هال مرتين هذا الموسم، لكن لا يمكن ضمان أي شيء في الكأس. سنخوض النهائي بثقة كبيرة في إمكانياتنا، إذا خرجنا بنتائج جيدة في المباريات الأخيرة من الموسم فإنه قد يصبح أنجح موسم لنا منذ عدة سنوات».

وعلى ملعبه «غوديسون بارك» فاز إيفرتون الخامس على مانشستر يونايتد حامل اللقب بهدفين دون مقابل ورفع رصيده إلى 69 نقطة ليواصل ضغطه على آرسنال على مركز مؤهل لدوري الأبطال. وسجل لإيفرتون كل من ليتون بينس من ركلة جزاء في الدقيقة 28 وكيفن ميرالاس في الدقيقة 43.

في المقابل، فشل يونايتد في الثأر لهزيمة على ملعبه ذهابا بهدف، وواصل الفريق عروضه المتواضعة تحت قيادة مديره الفني الجديد ديفيد مويز ليتجمد رصيده عند 57 نقطة في المركز السابع بعد ما مني بخسارته 11 هذا الموسم.

من جهة أخرى شن البرتغالي جوزيه مورينهو المدير الفني لفريق تشيلسي هجوما على الحكم مايك دين، الذي أدار مباراة فريقه مع سندرلاند خاصة باحتساب ركلة الجزاء المثيرة للجدل التي حسمت الفوز للضيوف 2-1.

ولم يتلق مورينهو أي أسئلة خلال المؤتمر الصحافي عقب المباراة الذي استغرق 140 ثانية فقط، حيث قال متهكما: «تهانينا لمايك دين على أدائه الرائع». وأضاف: «جاء إلى هنا من أجل هدف واحد، هو أن يقدم أداء رائعا، وقد قام بذلك بالفعل وأنا أهنئه».

وتابع: «أهنئ مايك رايلي (رئيس الحكام) على الأداء الرائع الذي قدمه الحكام في المسابقة هذا الموسم».

وتعد هذه الخسارة هي الأولى لمورينهو مع تشيلسي في تاريخه بملعب ستامفورد بريدج.

وسجل فابيو بوريني المعار من ليفربول المتصدر هدف الفوز الحاسم من ركلة الجزاء في الدقيقة 82 بعدما سقط جوزيه التيدور مهاجم سندرلاند في تداخل مع سيزار أزبيليكويتا لينهي رقم مورينهو القياسي البالغ 77 مباراة من دون هزيمة على أرضه في الدوري مع تشيلسي.

وكان تشيلسي قد فشل في الحفاظ على تقدمه المبكر بهدف نجمه الكاميروني صامويل إيتو الذي أحرزه في الدقيقة 12 بعدما تلقت شباكه هدف التعادل عن طريق كونور ويكهام في الدقيقة 18، قبل أن يضيف بوريني هدف الفوز القاتل قبل نهاية المباراة بثماني دقائق لتتقلص آمال الفريق اللندني في الفوز باللقب.