السباق الرئاسي يطغى على احتفالات المصريين بأعياد «شم النسيم»

الترويج للسيسي وصباحي في الحدائق العامة والمراكب النيلية بالقاهرة

انتشرت أساليب الدعاية الانتخابية للمرشحين للرئاسة أمس وبخاصة على شاطئ النيل استغلالا لاحتفالات المصريين بأعياد الربيع (أ.ب)
TT

طغى السباق الرئاسي الذي انحصر بين كل من قائد الجيش السابق المشير عبد الفتاح السيسي، والمرشح الرئاسي السابق حمدين صباحي، على احتفالات المصريين بأعياد الربيع المعروفة في البلاد باسم «شم النسيم»، وبينما انطلقت مراكب في نهر النيل بالقاهرة وعدة محافظات وهي تحمل صور السيسي، نظم مؤيدون لصباحي وقفات في عدد من الحدائق العامة رافعين صوره.

ويأتي هذا في وقت قررت فيه لجنة الانتخابات الرئاسية، برئاسة المستشار أنور رشاد العاصي، إدخال خمسة رموز انتخابية إضافية، لكي يجري الاختيار في ما بينها من جانب المرشحين الوحيدين في هذه الانتخابات، السيسي وصباحي، ليزيد بذلك عدد الرموز الانتخابية ليصل إلى 15 رمزا انتخابيا، وذلك بعد أن تقدم صباحي، وهو مرشح يساري، بطلب للجنة العليا للانتخابات أول من أمس، لإضافة «رمز النسر» الانتخابي الذي خاض به انتخابات الرئاسة عام 2012، وحل فيها ثالثا في جولتها الأولى بعد كل من الرئيس السابق محمد مرسي، ومنافسه الفريق أحمد شفيق.

وقال مسؤول في حملة السيسي إن مسألة الرمز الانتخابي «تبقى مجرد رمز، ولا تستحق كل هذه الضجة»، وأن المشير «لا يفضل رمزا على آخر، رغم أنه يحق له الحصول على الرمز الذي يريده، حتى لو كان النسر، لأن قانون انتخابات الرئاسة حدد منح الرمز بأولوية التقدم بطلب أوراق الترشح للجنة الانتخابات وهو ما ينطبق على المشير السيسي».

ومن المقرر أن تجري الانتخابات بشكل رسمي للمصريين في الخارج يوم 15 من الشهر المقبل، بينما تبدأ في داخل البلاد يومي 26 و27 من الشهر نفسه، وسط توقعات بأن يحصل السيسي على غالبية أصوات الناخبين البالغ عددهم نحو 53 مليون ناخب. وبينما كانت المراكب النيلية تنطلق حاملة صور السيسي من مواقع المراسي الواقعة على جانبي كورنيش القاهرة، ومعها أصوات الأغاني المؤيدة له، ظهر أنصار لصباحي في عدة متنزهات غرب القاهرة، حاملين صوره وشرائط ملونة عليها علم مصر.

ويرى المراقبون أن السيسي ما زال الأوفر حظا للفوز على نطاق واسع في الانتخابات، وأن الزخم الشعبي الذي أحاط بشخصيته، منذ عزل الرئيس السابق محمد مرسي الصيف الماضي، يعد قوة دافعة لفوزه في الاقتراع من الجولة الأولى.. لكن صباحي، الذي أيد الإطاحة بمرسي، ويقدم نفسه على أنه رجل ثورة يناير (كانون الثاني) 2011 التي أطاحت بالرئيس الأسبق حسني مبارك، يقول إنه هو من سيفوز في هذه الانتخابات بنسبة لا تقل عن 52 في المائة.

وبينما خرج ملايين المصريين إلى الحدائق العامة والمتنزهات، لتناول الوجبات الشهيرة بمناسبة عيد الربيع، ومنها «الفسيخ (سمك مملح)» والبصل و«البيض الملون»، نظمت جبهة مؤيدي السيسي عدة فعاليات منذ صباح أمس بالمراكب الشراعية للحشد والتأييد، ووضعت شعارات مناصرة للمشير على مراكب تجولت في النيل. كما نظمت عدة حملات شعبية تقف وراء السيسي، مؤتمرات شعبية في المناطق المفتوحة للترويج لمرشحها أثناء احتفالات المصريين بأعياد الربيع، منها مؤتمر شعبي في محافظة الشرقية، مسقط رأس الرئيس السابق مرسي، حيث نصب أعضاء ما يعرف بـ«تنظيم القبائل العربية» بالمحافظة منصة لعقد مؤتمر لدعم السيسي.

ويتواكب عيد الربيع مع احتفالات مسيحيي مصر بعيد الفصح واحتفال الدولة بعيد تحرير سيناء. وكان قادة في تيار الإسلام السياسي الذين خرجوا من السلطة بعد إنهاء حكم مرسي، يحرمون على المصريين المسلمين الاحتفال بـ«شم النسيم» ويحرمون تهنئة الأقباط بأعيادهم، ويحرمون الوقوف للسلام الجمهوري للدولة، مما أثر على طبيعة هذا النوع من الاحتفالات في العامين الماضيين.

وفي تطور لافت، وفي الجانب الآخر من كورنيش القاهرة، عقدت حركة منشقة عن جماعة الإخوان المسلمين التي ينتمي إليها مرسي، وأصبحت تطلق على نفسها «إخوان بلا عنف»، اجتماعا في منطقة حلوان، بجنوب العاصمة، لمناقشة الموقف من المرشحين الاثنين في الانتخابات الرئاسية، قبل الإعلان عن تأييد أي منهما. كما شكلت حركة «إخوان بلا عنف» لجانا شعبية لحماية الأقباط أثناء احتفالاتهم.

ووضع آلاف المواطنين في محافظة الإسكندرية بصمة التنافس الرئاسي على احتفالات المصريين بأعياد الربيع، وحمل بعضهم صورا للسيسي، وآخرون حملوا صورا لصباحي أثناء توجههم إلى كورنيش البحر، خاصة في منطقة سور قلعة قايتباي الشهيرة غرب المدينة.

وما زالت حملتا المرشحين، السيسي وصباحي، لم تعلن أي منهما عن البرنامج الانتخابي الرسمي الذي سيخوض به كل مرشح حملة الدعاية الانتخابية ويقدمه للناخبين، رغم أن موعد بداية الدعاية الرسمية سيبدأ يوم الخامس من الشهر المقبل، ويستمر لمدة عشرين يوما فقط. وقالت مصادر بحملة السيسي إن البرنامج الانتخابي يعكف على وضعه كبار الخبراء بينهم أساتذة من عدة جامعات، وإنها ستطرحه للرأي العام في الوقت المناسب. بينما أفادت مصادر بحملة صباحي أن لجنة مختصة تقوم بتطوير برنامجه ووضع اللمسات النهائية عليه تمهيدا لإعلانه عقب إعلان القائمة النهائية للمرشحين، يوم الأحد المقبل.

ويتطلع المصريون لإنهاء الفترة الانتقالية، وذلك على أمل استعادة المسار الديمقراطي والمجالس النيابية وإنعاش الاقتصاد الذي يعاني من مشاكل ضخمة، حيث وصل إجمالي حجم الدين الداخلي والخارجي إلى نحو 1.7 تريليون جنيه (الدولار يساوي نحو 7 جنيهات). ويقول كبار المسؤولين في الدولة إن الجهود التي بذلتها عدة وفود شعبية ورسمية مصرية، خلال الأشهر الماضية، أدت إلى تحسين صورة القاهرة في الخارج، بعد الحملة التي قادتها عدة دول في محاولة منها لتصوير ثورة المصريين ضد حكم الإخوان على أنها «انقلاب عسكري».

وفي هذا الإطار، ينظم وفد القوى السياسية برئاسة أحمد الفضالي، المنسق العام لتيار الاستقلال، والذي يضم عدة أحزاب وتكتلات، جولة في بعض الدول الأوروبية، للتحدث عن خطوات تنفيذ خارطة المستقبل في مصر، وحث الجاليات المصرية في الخارج على أهمية المشاركة في الانتخابات الرئاسية، وتبدأ الجولة يوم الأربعاء المقبل ولمدة أسبوع وتشمل اليونان وألمانيا وسويسرا.