رئيس الفريق النيابي للاتحاد الاشتراكي المعارض يتخلى عن منصبه حفاظا على وحدة الحزب

الزايدي يحمل رئيس مجلس النواب ضمنيا مسؤولية التهاون في تطبيق القانون

TT

في خطوة مفاجئة، قرر أحمد الزايدي رئيس الفريق النيابي لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية المعارض، التخلي عن منصبه، مبررا قراره، في رسالة الانسحاب نشرها أمس (الاثنين)، بأنه لا يود أن «يُسجَّل في تاريخي أنني ساهمت في تعميق الشروخ في جسم الحزب».

وأضاف الزايدي: «أنا أشعر بكوني أقوم بعملية تمرد ظالمة ضد نفسي في مواجهة عبء أخلاقي وسياسي عشته للحظات منقسما بين ما اعتبرته دوما واجبا يستحق المقاومة والصمود ضد كل مظاهر الانحراف والانزلاقات داخل مؤسسات الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، وما عده البعض إساءة لصورة الحزب وقيادته، بل وما يعتبره آخرون، سامحهم الله، صراعا من أجل مواقع أو مكاسب».

وأوضح الزايدي أنه قرر تخليه عن رئاسة الفريق الاشتراكي بعد أن اختارته الغالبية الساحقة من أعضاء الفريق النيابي «شعورا مني بخطورة الوضع، وقد أصبحنا على أبواب فريقين وأصبح الحزب مهددا بالانقسام، وهو ما لن أسمح بأن يُكتب في تاريخي ولن أساهم في أي عمل يمس وحدة الحزب وكيانه».

وحملت رسالة الزايدي ضمنيا مسؤولية تعطيل عمل مجلس النواب إلى رشيد الطالبي العلمي رئيس الغرفة الأولى المنتخب حديثا، موضحا أن التهاون في تطبيق القانون، والانحياز لطرف ضد آخر هو الذي تسبب في عدم عقد مجلس النواب لجلستين دستوريتين. وكان نواب موالون للزايدي قد اتهموا أول من أمس رئيس مجلس النواب بتعطيل القانون، والانحياز لفائدة إدريس لشكر الأمين العام، مؤكدين أن الطالبي العلمي مارس ضغوطا على بعض النواب من أجل سحب توقيعاتهم من لائحة الزايدي، والالتحاق بالفريق النيابي الذي اقترحه لشكر.

وعد الزايدي الصراع بينه وبين لشكر «ليس صراعا شخصيا بين الكاتب الأول (الأمين العام) ورئيس الفريق، كما أن الموضوع لا يرقى بالتأكيد إلى مستوى التنافس على منصب مغرٍ أو امتياز أو ريع»، مؤكدا أن الأمر يتعلق «بخلاف فكري ومنهجية التدبير السياسي والتعامل مع السياسة في مفهومها النبيل بين أسلوب العراك السياسي وأسلوب الإقناع السياسي، والتحكم في الملفات ومقارعة الحجة بالحجة، وبين منطق الفريق البرلماني المالك لاستقلالية القرار والمؤمن بالحوار والإقناع مع قيادته، ومنطق الفريق الذي يراد له أن يكون مجرد مطبق مطيع للتعليمات أو ما يعبر عنه بالتوجهات الحزبية».

وقدم الزايدي في رسالته امتنانه لمسانديه خلال ترشحه لتجديد رئاسة الفريق لما تبقى من الولاية التشريعية الحالية. وأكد أنه أصبح يشعر «بالألم العميق، وأنا أرى اختلافا فكريا وثقافيا يتحول إلى صراع شخصي، وأتألم للصورة التي أصبحت تنقل عن الاتحاد جراء تطاحن انحدر أحيانا إلى مستوى تفاهات، في وقت ينتظر منا الوطن والمواطنين أشياء أسمى وأرقى، تطاحن قد يعصف بمستقبل الحزب إذا لم يتحمل المناضلات والمناضلون مسؤوليتهم».

وقرر الزايدي في رسالته سحب ترشيحات النائبين عبد العالي دومو كنائب لرئيس مجلس النواب، وسعيد شبعتو رئيسا للجنة القطاعات الإنتاجية في المجلس.

في غضون ذلك، كشف عبد العالي دومو نائب رئيس مجلس النواب أن لشكر سيتولى شخصيا رئاسة الفريق النيابي خلفا للزايدي، موضحا أن النواب المعارضين للأمين العام للحزب لن ينخرطوا في استراتيجية العمل البرلماني الذي سينهجه لشكر.