مويز فقد منصبه.. وغيغز مدربا مؤقتا لمانشستر يونايتد حتى نهاية الموسم

بعد عشرة أشهر كارثية لحامل لقب بطل الدوري الإنجليزي

مويز خرج من الباب الضيق بالإقالة - غيغز سيتحمل المهمة لنهاية الموسم
TT

لم تمض عشرة أشهر على تعيين المدرب الاسكوتلندي ديفيد مويز على رأس الإدارة الفنية لفريق مانشستر يونايتد الإنجليزي حتى وجد المصير المظلم بالإقالة، ليتولى النجم الويلزي المخضرم رايان غيغز المنصب مؤقتا حتى نهاية الموسم.

وأعلن يونايتد، في بيان مقتضب أمس، رحيل مويز البالغ من العمر 50 عاما، بعد وقت قصير من وصول طاقم التدريب إلى مقر النادي، وقال في بيانه «نشكر مويز على العمل الجاد والأمانة والنزاهة التي قدمها».

وسيتولى غيغز، البالغ من العمر 40 عاما، تدريب الفريق بشكل مؤقت في المباريات الأربع المتبقية من الموسم، حيث يحتل يونايتد المركز السابع، وتلاشت فرصه في اللعب بدوري أبطال أوروبا، بل ومهدد بالابتعاد عن دوري أوروبا (يوربا ليغ) البطولة الثانية بالقارة.

ويحمل الجناح الأيسر ألوان يونايتد منذ عام 1991، وحقق معه عدة أرقام قياسية، فخاض معه 962 مباراة، 21 منها هذا الموسم في كل المسابقات، بالإضافة إلى عمله ضمن الجهاز الفني. وأحرز لقب الدوري 13 مرة، ودوري أبطال أوروبا مرتين، وكأس الاتحاد الإنجليزي أربع مرات، وكأس رابطة الأندية الإنجليزية أربع مرات وكأس العالم للأندية مرة واحدة.

وتم إبلاغ غيغز بتحمل مسؤولية تدريب الفريق أمس بعد وصوله إلى مركز كارينغتون التدريبي الخاص بالنادي، على أن يستمر حتى إجراء تعيين مدير فني ثابت. ولا يملك غيغز خبرة تدريبية كبيرة نظرا لاستمرار مسيرته كلاعب حتى العقد الرابع من عمره، بيد أنه دخل في الأجواء التدريبية إثر انضمامه إلى الجهاز الفني للشياطين الحمر في الموسم الحالي.

وسيجلس غيغز على مقعد المدرب في مباراة نورويتش سيتي على ملعب «أولد ترافورد» السبت المقبل في الدوري. ومن الأسماء المطروحة لقيادة الفريق الموسم المقبل فضلا عن غيغز، الهولندي لويس فان غال الذي سيشرف على منتخب بلاده في مونديال البرازيل 2014، والأرجنتيني دييغو سيميوني مدرب أتليتكو مدريد الإسباني، والألماني يورغن كلوب مدرب بروسيا دورتموند، أو حتى عودة محتملة للسير أليكس فيرغسون.

وكانت هزيمة يونايتد على ملعب «غوديسون بارك» - وهي الحادية عشرة هذا الموسم والأخيرة له في عهد مويز، والتي تسببت في فقدانه الأمل في المشاركة في دوري أبطال أوروبا الموسم المقبل، وما يترتب عن ذلك من خسائر مالية، وذلك بعد أن فقد لقب الدوري وخرج من مسابقتي الكأس وكأس الرابطة المحليتين - هي الضربة القاصمة لمشوار مويز.

ولم يكن خبر إقالة مويز صاعقا لعشاق النادي، إذ تم التمهيد له في الساعات الماضية، بعدما أشارت العديد من الصحف البريطانية إلى أن يونايتد قد قرر فعلا إقالة مدرب إيفرتون السابق بسبب الموسم الأول المخيب جدا مع «الشياطين الحمر» بعد أشهر قليلة من حلوله بديلا للأسطورة فيرغسون.

ولم يعلق يونايتد طوال أول من أمس حيال التقارير المتوالية للصحف، لكن التخمينات أصبحت حقيقة، وفقد قلب دفاع سلتيك السابق منصبه بسرعة بعد الخسارة أمام فريقه السابق إيفرتون (صفر/2). وتأكد أن مهمة خلافة مويز لمواطنه فيرغسون والسير على خطاه كانت مستحيلة، بعد أن أصبح الأخير المدرب البريطاني الأكثر تتويجا في التاريخ بعد أن قاد يونايتد إلى لقبه العشرين في الدوري الموسم الماضي. وأوصى فيرغسون على مدرب إيفرتون السابق، لكن ذلك لم يمنع إدارة النادي من التخلي عن فلسفة الاستقرار التي اعتمدها النادي لأكثر من 26 عاما بسبب النتائج الكارثية التي سجلها الفريق هذا الموسم وبينها تلقيه خسارته الأولى في تاريخه على ملعبه أمام سوانزي سيتي، وأول خسارة له على ملعبه أمام نيوكاسل منذ عام 1972، وأول خسارة على ملعبه أمام وست بروميتش ألبيون منذ عام 1978، وأول خسارة أمام ستوك سيتي منذ عام 1984.

أرقام يونايتد السلبية في عهد مويز تكاثرت، فمني بالهزيمة ذهابا وإيابا أمام ليفربول ومانشستر سيتي هذا الموسم، وللمرة الأولى في تاريخ النادي منذ انطلاق الدوري الإنجليزي الممتاز. وللمرة الأولى تستقبل شباك مانشستر يونايتد هدفا في الدقيقة الأولى على ملعبه في الدوري الإنجليزي الممتاز. وخرج الفريق من الدور الثالث لكأس إنجلترا، وهذا ما حصل مرة واحدة فقط في عهد فيرغسون الذي استمر 27 عاما، كما أنه سيحصل على أدنى عدد من النقاط في تاريخ الدوري الممتاز، وقد تعرض لثلاث هزائم متتالية هذا الموسم وهذا ما لم يحصل له منذ عام 2001.

وأثار الرحيل المفاجئ لمويز ذكريات الفترة السيئة التي عاشها يونايتد بين 1969 و1971 حين اعتزل المدرب مات بابسي بعدما قضى 24 عاما في المنصب. ولم يدم خلفه الذي اختاره بنفسه ويلف ماكجينيس في المنصب لأكثر من 18 شهرا قبل أن يعود بابسي للمنصب. لكن اللافت أن يونايتد لم يصبر على مويز كما فعل مع سلفه فيرغسون الذي احتاج إلى ثلاثة أعوام ونصف العام للفوز بلقبه الأول وكان في مسابقة الكأس عام 1990، ثم انتظر لثلاثة أعوام أخرى لكي يتوج بلقبه الأول معه في الدوري. كما حل يونايتد مع «السير» مرتين في المركز الحادي عشر ومرة في المركز الثالث عشر في المواسم الأربعة الأولى معه، كما اختبر فترة صعبة أخرى بقيادته قبل نحو عقد من الزمن حين فشل في إحراز اللقب لثلاثة مواسم على التوالي، إلا أن ذلك لم يزعزع العلاقة مع الإدارة رغم أنه واجه خلال فترة «الجفاف» الكثير من التشكيك والتساؤلات حول مستقبله. لكن للحقيقة فيرغسون تسلم في بداية عهده فريقا منهارا، بينما تولى مويز المهمة والفريق متوج بطلا للدوري.

وتوالت ردود الفعل على إقالة مويز، والتي كان معظمها مؤيدا للقرار باستثناء غاري نيفيل مدافع يونايتد السابق الذي قال إنه كان ينبغي منح المدرب الاسكوتلندي وقتا أطول لترك بصمته مع الفريق لأن الخطأ ليس خطأه وحده. وأضاف نيفيل لمحطة «سكاي سبورتس» التلفزيونية «فكرة توقيع عقود مدتها أربع أو ست سنوات مع شخص ثم إقالته بعد عشرة أشهر غير مفهومة بالنسبة لي، لكن لا شك في أن الموسم كان سيئا وأن النتائج كانت ضعيفة. كمشجع لم أستمتع بمشاهدة أي مباراة ليونايتد. أنا واثق من أن مويز نفسه لم يكن يستمتع. لعبت مع عدد كبير من هؤلاء اللاعبين وهم يحبون النادي ويرغبون بشدة في دفعه للأمام، لكنهم فقدوا الثقة بأنفسهم تماما».