الـ«غراد» يمطر طرابلس قبيل زيارة بيرنز «المفاجئة»

معلومات عن اعتزام رئيس البرلمان الليبي الاستقالة

جندي من الجيش الليبيي يقوم بالحراسة في نقطة تفتيش بالعاصمة طرابلس (أ.ف.ب)
TT

بدأ وفد أميركي رفيع المستوى بقيادة ويليام بيرنز مساعد وزير الخارجية الأميركي زيارة مفاجئة أمس إلى العاصمة الليبية طرابلس، بعد ساعات من قصفها بثمانية صواريخ من طراز «غراد»، سقط أحدها بالقرب من المجمع الدبلوماسي الجديد للسفارة الأميركية في منطقة طريق المطار بالعاصمة، من دون وقوع أي ضحايا.

ودمر الهجوم الصاروخي الذي لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عنه بعد، وتجاهلته السلطات الرسمية، عددا من منازل المواطنين في المنطقة، كما سقط أحد الصواريخ بالقرب من مقر إحدى القنوات التلفزيونية المحلية. وهذه ليست الحادثة الأولى من نوعها التي تحدث في نطاق مطار طرابلس، حيث جرت الشهر الماضي محاولة لتفجير مهبط المطار باستخدام عبوة ناسفة.

وفاجأت الخارجية الأميركية أمس الجميع بالإعلان عن وجود بيرنز في طرابلس، إذ كان المعلن حتى أول من أمس أنه تحرك من واشنطن باتجاه العاصمة البريطانية لندن للمشاركة لمدة يومين في محادثات مكثفة حول عدد من القضايا الدولية، وبخاصة المسألة الأوكرانية. وكان مقررا أن يجتمع بيرنز مع رئيس الحكومة المؤقتة عبد الله الثني ونائب رئيس المؤتمر الوطني (البرلمان) عز الدين محمد العوامي، كما سيجتمع مع ممثلين من المجتمع المدني والقادة السياسيين لمناقشة كل القضايا ذات الصلة بالتحول الديمقراطي الجاري في ليبيا.

وقال بيان لوزارة الخارجية الأميركية إن هذه الرحلة «تؤكد دعم الولايات المتحدة للشعب الليبي وهو يعمل لتحقيق طموحات الثورة المتمثلة في دولة ديمقراطية ذات سيادة، مزدهرة وآمنة». وقالت مصادر ليبية لـ«الشرق الأوسط» إن زيارة الوفد الأميركي تعكس مدى قلق الولايات المتحدة بشأن التهديدات الأخيرة التي تعرضت لها بعثتها الدبلوماسية في الآونة الأخيرة، مشيرة إلى حادث اختطاف إحدى موظفات الأمن بالسفارة الأميركية وتعرضها لإطلاق النار، بالإضافة إلى تعرض إحدى سيارات السفارة لعملية سطو مسلح. وتأكيدا على الاهتمام الأميركي بأمن البعثة الدبلوماسية في ليبيا، تفقد وفد مكون من خمسة أشخاص من السفارة الأميركية موقع سقوط صواريخ الغراد أمس بطريق المطار.

في غضون ذلك، تشكك مصادر ليبية مطلعة في إمكانية عودة نوري أبو سهمين، رئيس المؤتمر الوطني الليبي، الذي يواجه فضيحة سياسية وأخلاقية، إلى ممارسة عمله بعد اختطافه قبل نحو شهرين إثر استضافته فتاتين ليلا بمقر إقامته بضاحية فشلوم في العاصمة الليبية طرابلس. وتغيب أبو سهمين عن لقاء الوفد الأميركي الزائر أمس، كما تغيب عن حضور اجتماع كان مقررا أول من أمس للمؤتمر الوطني لاختيار الرئيس الجديد للحكومة الانتقالية والتصويت على منحه الثقة، بسبب استمرار حالة الانقسام بين مختلف الكتل والأحزاب السياسية حول المرشحين السبعة الذين تقدموا رسميا لشغل المنصب الشاغر منذ إقالة رئيس الحكومة السابق علي زيدان.

وكان المؤتمر الوطني، الذي يعد أعلى سلطة دستورية وسياسية في البلاد، استمع في اجتماعه يوم الأحد الماضي إلى خطط وبرامج المرشحين عن طريق الكتل، وحدد جلسة أول من أمس للتصويت على اختيار رئيس للوزراء، قبل تأجيلها لاحقا. ويحتاج رئيس الحكومة الجديد إلى تأييد 120 صوتا من أصل 200 هم إجمالي عدد أعضاء المؤتمر، طبقا لتعديل طرأ على لائحة عمله الداخلية أخيرا.

ويربط أعضاء في المؤتمر بتقديم أبو سهمين استقالته مقابل التوافق على تسمية الرئيس الجديد للحكومة، حيث نقلت وكالة الأناضول التركية عن أحمد لنقي عضو المؤتمر قوله إن أبو سهمين بين خيارين: «الاستقالة أو الإقالة»، ورأى أن هناك توافقا مبدئيا لسحب الثقة منه. وعد سبب المطالبة بإقالة أبو سهمين هو أنّ الكتلة المعارضة لاستمراره ترى أن أداءه في رئاسة المؤتمر ضعيف، وأنه منحاز للإسلاميين على حساب المستقلين والليبراليين.

من جهته، قام رئيس الحكومة المؤقتة عبد الله الثني بجولة نادرة لمسؤول حكومي في عدد من مناطق مدينة طرابلس، اطلع خلالها على أوضاع البنية التحتية وعلى سير العمل بالمشروعات التي يجري تنفيذها في هذه المناطق.