مقتل ضابطي شرطة في تفجير بالقاهرة ومداهمة في الإسكندرية

«الداخلية» تعلن توقيف عناصر تابعة لـ«أنصار بيت المقدس».. وشغب الجامعات مستمر

طلاب يعتقد في انتمائهم إلى جماعة الإخوان يقطعون طريقا رئيسا بالإطارات المشتعلة خلال تظاهرهم أمام جامعة القاهرة أمس (أ.ب)
TT

أدت أعمال عنف في مصر أمس إلى مقتل ضابطي شرطة، أحدهما في انفجار استهدف سيارته بمدينة «السادس من أكتوبر» غرب العاصمة القاهرة، فيما قتل الضابط الآخر خلال عملية مداهمة أمنية بمحافظة الإسكندرية.

وأعلن اللواء هاني عبد اللطيف المتحدث الرسمي باسم وزارة الداخلية، عقب الحادثين، القبض على عناصر خطرة تابعة لتنظيم أنصار بيت المقدس، المصنفة محليا وفي بعض النطاقات الدولية الغربية كـ«جماعة إرهابية».

ومنذ عزل الرئيس السابق محمد مرسي، المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين، في يوليو (تموز) الماضي، تزايدت عمليات استهداف عناصر الجيش والشرطة. وتبنت «أنصار بيت المقدس» معظم هذه العمليات. وأعلنت وزارة الداخلية أمس مقتل العميد أحمد زكي، الضابط بالإدارة العامة للأمن المركزي، وإصابة مجند، إثر انفجار عبوة ناسفة استهدفت سيارته أثناء توجهه لعمله بمدينة «السادس من أكتوبر». وأكد بيان للوزارة أن الأجهزة الأمنية تكثف جهودها لكشف ملابسات الحادث وضبط مرتكبيه، فيما يقوم خبراء المفرقعات بفحص موقع الانفجار للوقوف على طبيعة المادة المستخدمة في العبوة الناسفة، والتأكد من أنه لا وجود لأي مواد متفجرة أخرى.

وكشفت معاينة النيابة أن الجناة قاموا بوضع قنبلة بدائية الصنع بجوار الإطار الخلفي من ناحية اليمين، وعندما انفجرت أطاحت بالضابط الذي كان يجلس بالمقعد الخلفي في السيارة، بينما كان يجلس أمينا الشرطة في المقعد الأمامي، وقد أمرت النيابة بالتحفظ على السيارة وانتداب خبراء المعمل الجنائي لفحصها.

ومن جهته، تقدم إبراهيم محلب رئيس الوزراء واللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية جنازة عسكرية أقيمت للعميد زكي، وشيعت من مسجد «أكاديمية الشرطة القديمة» بالعباسية، بمشاركة عدد من الوزراء وكبار رجال الدولة وقيادات وزارة الداخلية.

في السياق ذاته، أعلنت وزارة الداخلية مقتل الملازم أول أحمد محمد الديهي الضابط بالإدارة العامة للأمن المركزي، خلال مداهمة وكر «خلية إرهابية» في إطار حملة أمنية على الوكر بـ«برج العرب» (غرب الإسكندرية). وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية إنه في إطار الضربات الاستباقية التي توجهها الأجهزة الأمنية للعناصر الإرهابية الخطرة لإحباط مخططاتها التي تهدف إلى زعزعة الاستقرار بالبلاد واستهداف المنشآت المهمة ورجال الشرطة والقوات المسلحة، فقد أكدت معلومات الأجهزة الأمنية اتخاذ عدد من العناصر الإرهابية الخطرة وكرا لاختبائهم بمنطقة غرب الإسكندرية، وقامت الأجهزة الأمنية بإعداد مأمورية بمشاركة قوات من الأمن المركزي وفور وصول القوات قامت تلك العناصر بإطلاق النار بكثافة تجاهها، ما أدى إلى مقتل الديهي من قوة الأمن المركزي ومصرع أحد الإرهابيين، وضبط آخرين كانا معه. كما جرى ضبط عدد من الأحزمة الناسفة والقنابل اليدوية والأسلحة الآلية.

ونوه المتحدث بأن المذكورين «من أخطر عناصر تنظيم أنصار بيت المقدس الإرهابي، الذين كانوا يخططون لاستهداف المنشآت الشرطية والعسكرية والقوات». وأضاف اللواء عبد اللطيف أن الشرطة المصرية تواصل مواجهاتها الحاسمة والفاصلة في معركتها ضد الإرهاب، وأن الأجهزة الأمنية بمديرية أمن القاهرة تمكنت من ضبط «أحد عناصر تنظيم الإخوان الإرهابي وبحوزته بندقية خرطوش متعددة الطلقات، وهو طالب بكلية الشريعة والقانون ومقيم بالمدينة الجامعية بجامعة الأزهر، عقب قيامه بإطلاق النيران على قوة الكمين الأمني بمنطقة مدينة نصر، وبإرشاده (عن شركائه) جرى ضبط خمسة من العناصر الإرهابية المشاركة في الأحداث التي استهدفت قوات الشرطة ومنشآتها خلال الفترة الأخيرة، وبحوزتهم عدد من زجاجات المولوتوف، ومعدات تصنيع العبوات الناسفة».

في غضون ذلك، واصل طلاب جماعة الإخوان في جامعة الأزهر أمس مظاهراتهم للإفراج عن زملائهم المحبوسين، مرددين هتافات معادية للجيش والشرطة، قبل أن تفرق قوات الأمن المظاهرة بالدخول للحرم الجامعي وإطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع، وهو ما رد عليه الطلاب برشق القوات بالأحجار. كما شهدت جامعة القاهرة مظاهرات مماثلة، في إطار الحراك الطلابي لجماعة الإخوان.

وقرر المجلس الأعلى للجامعات أمس السماح لقوات الأمن بالوجود داخل الحرم الجامعي أثناء فترة الامتحانات، التي تجري في مايو (أيار) المقبل، وحسب ما تراه كل جامعة، بما يمكنها من المحافظة على توفير الأمن وحسن أداء الامتحانات في جو من الهدوء والاستقرار.