الشباب الأفغاني يعزف الموسيقى ويمارس الرياضة في خضم الحرب

فرق مشهورة للروك والراب وممثلون وموديلات للموضة في كابل

أوركسترا للشباب الأفغانية
TT

وسط أخبار القصف والتنافس السياسي والمستقبل الغامض لأفغانستان مع رحيل القوات الأميركية، فبالكاد يلاحظ العالم الخارجي حياة الشباب هناك. ويسود نمط الحياة الزراعية والعائلية في المناطق الريفية كما كان لأجيال. لكن شباب العاصمة يستمتعون الآن بحصولهم على معلومات وحريات لم يكن مجرد التفكير فيها واردا في أيام الحرب الأهلية المظلمة وقمع حركة طالبان خلال التسعينات.

وكما توضح هذه الصور، فليست الحرب والعنف فقط هما ما يميز حياة الشباب في كابل، لكنهم يسعون سعيا حثيثا للحصول على العمل والعلاقات وحتى التعبير الفني. ففي كابل فرق مشهورة لموسيقى الروك والراب وممثلون وموديلات للموضة. أما الأطفال فيتحلقون مع أصدقائهم خارج المساجد والمزارات يتمشون في حدائق المدينة تحت أشجار التنوب، ويتجمعون في أزقة حول لعبة البولينغ ومحلات الزبادي المجمد والمقاهي وقاعات برك السباحة، حسب تقرير لـ«نيويورك تايمز» الأميركية. ومثل دخول برامج تلفزيونية جديدة ووجود أعداد كبيرة من الجنود الأميركان والدبلوماسيين تحديا للتقاليد الاجتماعية في واحد من أكثر بلدان العالم محافظة. وأفغانستان بلد شاب؛ فأعمار نحو ثلثي السكان تحت سن 25 سنة وأصبح الشباب هو اللاعب الرئيس في سياسات الأمة. وخلال الانتخابات الرئاسية التي تجرى هذا الشهر، حاول جميع المرشحين الرئيسين كسب أصوات الشباب، ونشروا أخبار حملاتهم الانتخابية على مواقع التواصل الاجتماعية مثل «فيسبوك» و«تويتر» وأرسلوا الرسائل النصية. كما تكهن السياسيون والمراقبون بأن يتخلى الشباب في المناطق الحضرية عن ولاءاتهم العرقية التي طالما حددت الأصدقاء والأعداء هناك.

وكشأن الناخبين في كل مكان، قال الشباب إنهم يريدون المزيد من الأمن والتعليم الجيد، والأهم الوظائف. ومع انسحاب القوات الأميركية وتباطؤ المساعدات الأميركية يعاني الشباب القلق خوفا من تدهور أوضاعهم إلى الأسوأ. ويقول خالد صفر، وهو سائق سيارة أجرة في التسعة والعشرين من عمره، وهو يجلس على صندوق سيارته الخلفي أمام مزار شيعي انتظارا للزبائن: «لن تنفق الولايات المتحدة المزيد من الأموال في أفغانستان، لن ينفق أحد كما كان الوضع عام 2010 أو 2011». قبل سنتين، كان يعني يوم العمل الجيد بالنسبة له كسب ما يعادل 30 دولارا أميركيا، أما الآن فيعني خمسة دولارات أميركية. وهو حاصل على درجة جامعية من جامعة كابل. وأضاف: «الناس يزدادون فقرا يوما بعد يوم».

وكانت أول أوركسترا للشباب الأفغاني جرى تأسيسها في أفغانستان منذ أكثر من ثلاثين سنة، وهي تحت رعاية المعهد الوطني للموسيقى في أفغانستان الذي أنشأه الدكتور أحمد ناصر سرمست عام 2009. ويعد هذا المعهد أول وأفضل مؤسسة معنية بتعليم الموسيقى للموسيقيين الموهوبين من الشباب الأفغاني. وكانت أوركسترا الشباب الأفغانية قد قدمت عددا من المقطوعات الموسيقية على آلاتها الموسيقية التقليدية، جمعت بين آلات أفغانية تقليدية متنوعة من أجزاء مختلفة من أفغانستان لتقديم موسيقى فلكلورية من جميع أنحاء البلاد، وذلك في صورة ترمز إلى وحدة البلاد. أما فرقة الرباب فركزت بشكل رئيس على آلة الرباب الأفغانية، في حين تخصصت فرقة السيتار – السارود في الموسيقى الكلاسيكية للتقاليد الهندية - الأفغانية، وتنتفع من خبرات مدربها محمد إحسان عرفان.