جنود صحراويون يلتحقون بحركة «شباب التغيير» المعارضة لـ«البوليساريو» بمخيمات تندوف

اتهموا الجبهة بتزويد الجماعات المسلحة في شمال مالي بالوقود

TT

التحق جنود من جبهة البوليساريو أخيرا بحركة «شباب التغيير» المعارضة للجبهة، بمخيمات اللاجئين الصحراويين، في تندوف (جنوب غربي الجزائر)، حسب شريط فيديو تمكنت الحركة من تسريبه أخيرا رغم حملة الاعتقالات وتشديد المراقبة الأمنية ضد تحركات عناصرها في المخيمات.

وظهر في الفيديو ثلاثة جنود صحراويين ملثمين، وتلا واحد منهم بيانا أعلن فيه التحاق عناصر من وحدات قوات جبهة البوليساريو بحركة «شباب التغيير» في مخيمات تندوف. وعزم الجنود الملتحقين بالحركة على القيام بـ«حملة دقيقة من أجل الحقيقة»، تهدف إلى فضح «الفساد داخل المؤسسة العسكرية لجبهة البوليساريو».

وظهرت حركة «شباب التغيير» في الأشهر الأخيرة في سياق التوترات التي شهدتها مخيمات تندوف عقب مقتل شابين صحراويين في يناير (كانون الثاني) الماضي، عندما أطلق الجيش الجزائري النار على سيارات تنقل تجارا صحراويين على الحدود الموريتانية - الجزائرية.

وسربت الحركة العديد من أشرطة الفيديو التي تصور معاناة سكان مخيمات اللاجئين الصحراويين خلال الأربعين سنة الماضية. وتضمنت الأشرطة شهادات من السكان، خاصة الشباب الذين ولدوا وعاشوا في المخيمات دون أن يعرفوا أي شيء عن وطنهم الأصلي، وفقد بعضهم آباءهم وهم لا يعرفون شيئا عن باقي أفراد عائلاتهم الذين يعيشون في موطنهم الأصلي بالمحافظات الصحراوية (جنوب المغرب). وقال هؤلاء إنهم لم يختاروا اللجوء إلى مخيمات تندوف، وإنما فرض عليهم ذلك بوصفه أمرا واقعا وبقوة السلاح.

وتضمنت الفيديوهات، التي صور بعضها أمام مقر المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في تندوف، شهادات صادمة لنساء يدعين التعرض للاغتصاب من طرف قياديين وعناصر في جبهة البوليساريو، وشباب تعرضوا لانتهاكات من طرفهم، وشهادات حول ظروف البؤس التي يعيشها سكان المخيمات. كما تضمنت الأشرطة نداءات إلى الهيئات الحقوقية الدولية والمجتمع الدولي من أجل التدخل لوضع حد لمعاناة اللاجئين الصحراويين. وظهر غالبية الصحراويين الذين أدلوا بشهاداتهم في الأشرطة ملثمين، وقالوا إنهم اضطروا لإخفاء هوياتهم خوفا من بطش ميليشيات الجبهة، غير أن العديد منهم قالوا إن «الوقت قد حان لإماطة اللثام عن وجوهنا».

وربط شريط الفيديو الأخير للعسكريين بين ميليشيات «البوليساريو» والجماعات المسلحة في شمال مالي وتوفير الحماية لمهربي المخدرات.

وجاء في البيان المصور للجنود الثلاثة أن النواحي العسكرية في جنوب شرقي الجزائر «أصبحت عبارة عن مناطق تتحكم فيها (البوليساريو)، حيث إن همها الوحيد أصبح هو جمع المال وذلك عن طريق تهريب وقود (الغازوال) المقدم للنواحي، وبيعه في موريتانيا بسعر غال للجماعات المسلحة في شمال مالي، وحماية تجارة المخدرات، وتحويل الجنود إلى رعاة لقطعانهم في المناطق الواقعة تحت سيطرتهم».