السعودية: 30 مليار دولار قروض عقارية من البنوك للأفراد والشركات

لوائح وأنظمة التمويل والرهن الجديدة ساهمت في تعزيز الطلب عليها

عدد من السعوديين يقدمون طلبات تمويل في أحد المصارف المحلية («الشرق الأوسط»)
TT

كشفت مؤسسة النقد العربي السعودي «ساما» لأول مرة عن بيانات القروض العقارية الممنوحة من البنوك والمصارف العاملة بالسعودية للأفراد والشركات.

وحسب ما أظهرت النشرة الربعية للربع الرابع لعام 2013، بلغ إجمالي القروض العقارية الممنوحة من طرف البنوك في السعودية نحو 113.7 مليار ريال بنهاية عام 2013، مرتفعة بنسبة 29 في المائة عن عام 2012.

وبلغت القروض العقارية الممنوحة للأفراد 70.3 مليار ريال بنهاية العام الماضي بنسبة ارتفاع قدرها 31 في المائة عن العام السابق، فيما بلغت القروض العقارية الممنوحة للشركات نحو 43.4 مليار ريال بنهاية عام 2013 مرتفعة بنسبة 26 في المائة عن العام 2012. وارتفعت قروض البطاقات الائتمانية بنهاية عام 2013 بنحو 5 في المائة لتصل إلى 8.41 مليار ريال، مقارنة بعام 2012. حيث بلغت آنذاك 7.98 مليار ريال، وسجلت قروض البطاقات الائتمانية خلال الربع الرابع 2013 ارتفاعا بنحو 6 في المائة وذلك بالمقارنة مع الربع الثالث من نفس العام.

وتأتي هذا البيانات بعد أن كانت قدرت مصادر لصحيفة «الشرق الأوسط» في وقت سابق من العام الجاري أن ترفع اللوائح الجديدة الخاصة بأنظمة التمويل والرهن العقاري حجم القروض العقارية في السعودية بنحو 32 مليار دولار سنويا عن مستوياتها التي بلغت في العام 2012 بواقع 12.8 مليار دولار.

وقال: «ستاندرد آند بورز» حينها أن الإجراءات القانونية المتعلقة بنزع ملكية العقار من صاحبه في حال عدم تسديد الأقساط تعد العقبة الرئيسية التي تقف أمام البنوك السعودية لزيادة حجم الإقراض العقاري. وحتى الآن فإن البنوك السعودية تمنح قروضا لشراء المنازل ولكنها قروض عقارية حسب ما هو مفهوم في الغرب، حيث إنها لا تستطيع إخراج المقترض من المنزل في حال عدم تسديد الإقراض لأنه لا يوجد قانون يجيز ذلك.

وقدرت «ستاندرد آند بورز» أن يبلغ هذا المعدل القياسي في حجم القروض العقارية يعادل قرابة 5.0 في المائة من إجمالي الناتج المحلي السعودي، فيما نسبت وكالة بلومبرغ إلى شركة كابيتاس غروب إنترناشيونال ليمتد التي تتعامل في التمويل الإسلامي قي السعودية قولها إن اللوائح الجديدة سترفع حجم القروض العقارية سنويا بنحو 32 مليار دولار.

ويتوقع مراقبون أن يرتفع حجم الإقراض العقاري في السعودية خلال السنوات المقبلة إلى مستويات أعلى من ذلك بكثير بفعل تنامي الطلب على الوحدات السكنية والأراضي، بعد أن تم إقرار أنظمة التمويل والرهن العقاري مطلع العام الماضي، ومع توجه البنوك السعودية أخيرا إلى رفع رساميلها بأكثر من 39 مليار ريال خلال 2013. وجاء هذا الدعم من خلال زيادة تسعة مصارف رساميلها بأكثر من 31 مليار ريال، إضافة إلى صكوك بقيمة ثمانية مليارات ريال، بهدف زيادة قدرتها على الإقراض والوفاء بمتطلبات «بازل 3».

ومن بين المصارف العشرة التي دعمت رساميلها خلال عام، ثمانية مصارف أوصت مجالس إدارتها برفع رأسمالها هي «الرياض»، و«الأهلي التجاري»، و«الراجحي»، و«السعودي الفرنسي»، و«سامبا»، و«العربي الوطني»، و«السعودي الهولندي»، و«السعودي للاستثمار»، إضافة إلى بنك البلاد الذي رفع رأسماله فعليا مطلع العام الماضي إلى أربعة مليارات ريال، يضاف إليه «ساب» الذي أصدر صكوكا بقيمة 1.5 مليار ريال، ولم يرفع رأسماله أخيرا كونه سبق أن رفعه في 2012. ولجأت المصارف السعودية لزيادة رساميلها بهدف زيادة قدرتها على منح القروض، خاصة في ظل الترخيص لبعضها بتقديم خدمات التمويل العقاري، إضافة إلى تقوية مراكز المصارف المالية ودعم أنشطتها وخططها التوسعية في السوق وزيادة القاعدة الرأسمالية لها، ما يدعم زيادة أرباحها وملاءتها المالية.