مقتل ثلاثة أشخاص في انفجارين بمدينة مومباسا الكينية

الحكومة توجه أصابع الاتهام إلى حركة الشباب الصومالية

TT

قال شهود عيان ووسائل إعلام محلية إن ما لا يقل عن ثلاثة أشخاص قُتلوا في تفجيرين وقعا في مدينة مومباسا الساحلية بكينيا، أمس. ووقع أحد التفجيرين في محطة حافلات، والآخر بالقرب من فندق سياحي.

ولم تعلن أي جهة على الفور مسؤوليتها عن التفجيرين، لكن كينيا شهدت في الآونة الأخيرة هجمات بالأسلحة والقنابل اليدوية في مومباسا والعاصمة نيروبي.

وتلقي الحكومة باللوم في تلك الهجمات على حركة الشباب الصومالية المرتبطة بتنظيم القاعدة. وتعد مومباسا مدينة عالمية وموطنا للثقافة السواحلية، حيث تمزج ثقافات الدول الأفريقية والعربية والهندية والبرتغالية، ويقال إنها البوابة الشرقية لقارة أفريقيا بمينائها الذي يخدم أوغندا ورواندا وجمهورية الكونغو الديمقراطية. وتمثل السياحة ثاني أكبر مصادر للعملة الأجنبية في كينيا، التي تعدّ إحدى القوى الاقتصادية في شرق أفريقيا، ويعمل في قطاع السياحة ما يصل إلى 150 ألف شخص، وفقا لمجلس السياحة الكيني، ويقدر عدد السكان الحاليين في مومباسا بـ1.2 مليون نسمة، وفقا لأرقام مجلس مقاطعة المدينة، فيما تشير تقديرات إلى أن المسلمين يشكلون نحو 65 في المائة من سكان المدينة، لكن المدينة ذات الأغلبية المسلمة، تشهد حالة من التوتر الشديد منذ مقتل الشيخ أبو بكر شريف، وهو داعية إسلامي متشدد يعرف شعبيا باسم «مقبوري»، نسبة إلى كلمة المقابر، برصاص مجهولين في مومباسا مطلع أبريل (نيسان) الحالي، ليكون بذلك الداعية الإسلامي الثالث الذي يُقتل في المدينة، تقريبا بالطريقة نفسها، في السنوات الثلاث الماضية.

يُذكر أنه، وفي أعقاب موجة هجمات استهدفت كلا من العاصمة نيروبي ومدينة مومباسا الساحلية العام الماضي، شنت السلطات الكينية عملية أمنية واسعة ضد المخالفين للإقامة الشرعية في البلاد، تهدف إلى استعادة الأمن العام.

ولاقت تلك الحملة انتقادات من قيادات إسلامية في كينيا، ومن قبل كثير من السياسيين وعدد من النشطاء الحقوقيين، حيث عدّوها تمييزا ضد المسلمين والمواطنين (من أصل صومالي).

يشار إلى أنه في شهر سبتمبر (أيلول) الماضي، قتل 67 شخصا في هجوم استمر أربعة أيام على المركز التجاري «ويست جيت» في العاصمة الكينية نيروبي، وأعلنت حركة الشباب الصومالية مسؤوليتها عنه. من جهة أخرى، أثارت الحملة الأمنية التي تشنها القوات الكينية منذ أسابيع، والتي تركزت على مناطق أغلب سكانها من الصوماليين، عاصفة من الانتقادات التي تشكك في دوافعها رغم إصرار الحكومة على المضي قدما فيها.

وأسفرت الحملة حتى الآن عن اعتقال آلاف الأشخاص الذين جرى تجميعهم في ملعب كسراني بعد عجز مراكز الشرطة عن استيعابهم، كما جرى ترحيل مئات الصوماليين إلى بلادهم بإشراف السفارة الصومالية في نيروبي، وأعيد آخرون إلى مخيمات اللاجئين في كاكوما وداداب التي تؤوي نصف مليون لاجئ صومالي.