وزير إسرائيلي يفتح الباب لمفاوضات مستقبلية مع حماس

عباس يلتقي مشعل في الدوحة والأحمد يتوجه إلى غزة

فلسطينيات يرفعن صور أبنائهن المعتقلين في سجون الاحتلال في مدينة رام الله أمس (أ.ف.ب)
TT

لمح وزير إسرائيلي إلى إمكانية إجراء مفاوضات بين إسرائيل وحركة حماس في المستقبل، قائلا إنه لا يستبعد ذلك في يوم من الأيام.

ونشرت وسائل إعلام إسرائيلية تصريحات لوزير المالية الإسرائيلي يائير لابيد، قال فيها إن احتمال إجراء مفاوضات بين إسرائيل وحماس قائم وممكن، على غرار ما حدث مع منظمة التحرير الفلسطينية.

وضرب لابيد مثالا كيف كانت تعد منظمة التحرير، بالنسبة لإسرائيل، منظمة خطيرة وإرهابية في الماضي، ثم جاءت إلى طاولة المفاوضات، قائلا: «منظمة التحرير مثلا كانت منظمة خطيرة وإرهابية، ثم تغير كل شيء». ولكن لابيد اضطر لاحقا إلى إصدار بيان أوضح فيه أن تصريحاته أخرجت من سياقها، لكنه لم ينف أبدا إمكانية إجراء مفاوضات مع حماس.

وقال مكتب لابيد: «التصريحات التي نسبت إليه من قبل صحيفة (وول ستريت جورنال) بأنه لا يستبعد إجراء مفاوضات مع حماس في يوم ما على غرار المفاوضات التي جرت مع منظمة التحرير، جرى تحريفها واقتباس أجزاء منها».

وأضاف البيان: «المواقف التي نقلتها الصحيفة عنه غير مكتملة ولا تعبر عن موقفه النهائي.. لابيد يعارض إجراء محادثات مع حماس طالما أنها لا تقبل بشروط اللجنة الرباعية».

وتابع البيان: «طالما لا توافق حماس على هذه الشروط، فإنها ليست سوى منظمة إرهابية، وإذا كانت تقبل بالشروط فهذا شيء آخر».

وأوضح لابيد في حديث مع إذاعة الجيش الإسرائيلي أن قبول إسرائيل مفاوضة حماس مرتبط بتغيير الحركة الإسلامية لمواقفها الحالية. وقال لابيد: «إذا قبلت حركة حماس بشروط المجتمع الدولي، أي أن تعترف بإسرائيل وتنبذ الإرهاب، وتصادق على الاتفاقات السابقة، فسيتغير موقفنا منها». وأضاف: «إذا قبلوا بذلك، فإنهم لن يكونوا حماس حينها، وسنجد قواسم مشتركة لنتحدث حولها».

وموقف لابيد من حماس هو موقف إسرائيلي قديم، لكن هذه أول مرة يتحدث فيها مسؤول بعينه عن استعداد إسرائيل لمفاوضة حماس على غرار المنظمة في يوم من الأيام.

وفي مرات سابقة، دعا مسؤولون أمنيون للتفكير في مفاوضة حماس والتعامل معها كجار قوي بإمكانه المحافظة على الحدود آمنة.

وترفض حماس الاعتراف بإسرائيل تحت أي ظروف، حتى بعد أن وقعت اتفاق المصالحة مع حركة فتح.

وتقول الحركة الإسلامية إنها ستقيم مع فتح حكومة ليس لها علاقة بالشؤون السياسية وإنها لن تغير مواقفها من الصراع.

ورد المسؤول في حماس، يحيى موسى، أمس، على لابيد، قائلا إن حركته لن تفاوض الاحتلال غير الشرعي على الأرض الفلسطينية ولا بأي حال.

وتشترط إسرائيل من أجل مواصلة المفاوضات مع الفلسطينيين، تمزيق الرئيس الفلسطيني محمود عباس لاتفاق المصالحة مع حماس. وطالما أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أنه لن يفاوض حكومة تدعمها حماس. وأيده لابيد قائلا: «إنه لا يمكن مفاوضة حكومة نصفها يدعو لتدمير إسرائيل. عليهم أن يغيروا مواقفهم أولا».

وقال مسؤول إسرائيلي للإذاعة الإسرائيلية، أمس: «إذا أراد الفلسطينيون العودة إلى المفاوضات فعلى عباس أن يتخلى عن تحالفه مع حماس، حينها فقط ستكون إسرائيل مستعدة للعودة فورا إلى طاولة المفاوضات وبحث كل مواضيع الخلاف». وتنتظر إسرائيل ما ستسفر عنه المصالحة بين حماس وفتح وإن كانت ستنجح أو لا.

ويوجد أمام الرئيس الفلسطيني حاليا ثلاثة أسابيع لتشكيل حكومة توافق من الكفاءات الوطنية، مهمتها التحضير لإجراء انتخابات رئاسية وتشريعية بعد ستة أشهر ومن المفترض أن يلتقي عباس رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل، في العاصمة القطرية الدوحة، التي يزورها اليوم في مناسبة اجتماعية، يحضر فيها زفاف حفيده.

وقال موسى أبو مرزوق، عضو المكتب السياسي لحماس، إن عباس ومشعل سيلتقيان لبحث موضوع المصالحة. ويصل عزام الأحمد إلى غزة اليوم أو الاثنين للبدء في مباحثات حول تشكيل الحكومة.

وقال أبو مرزوق للصحافيين أمس، في غزة، إن حركته ستشارك في الانتخابات النقابية والانتخابات البرلمانية المقبلة، تاركا الباب مفتوحا للمشاركة في الانتخابات الرئاسية كذلك، مضيفا: «حتى اللحظة لم نقرر المشاركة في انتخابات الرئاسة الفلسطينية لكن على الأغلب لن نعتذر عن المشاركة في أي انتخابات تجري في الساحة الفلسطينية».

وقال وزير الدفاع الإسرائيلي الأسبق وعضو الكنيست عن حزب «الحركة» شاؤول موفاز: «اتفاق المصالحة بين حركتي فتح وحماس لن يصمد وسينهار بسرعة كبيرة». وأضاف: «أنا لست منفعلا مما جرى كما ظهر ذلك في سلوك وتصريحات بعض الوزراء والمسؤولين هنا».

وتابع: «هذا تكرر كثيرا، والفجوات بين فتح وحماس كبيرة وهائلة وهذا الاتفاق سينهار سريعا».\