في أول أيام الدعاية.. صباحي يعقد مؤتمره الأول في أسيوط ويلح على مناظرة السيسي

لجنة الانتخابات أسندت مخالفة البدء فيها قبل موعدها لزعيم التيار الشعبي.. وحزب النور يعلن تأييده للمشير

أنصار المرشح عبد الفتاح السيسي يعلنون تأييدهم لقائد الجيش السابق في احتفال حاشد بالقاهرة ..ومؤيدون لحملة حمدين صباحي، في شمال سيناء يحملون ملصقات دعائية للمرشح اليساري (أ.ف.ب)
TT

في انتظار الظهور الأول للمرشح الرئاسي عبد الفتاح السيسي القائد السابق للجيش مساء اليوم (الأحد) في حوار تلفزيوني، هيمن المرشح المنافس حمدين صباحي زعيم التيار الشعبي، على اليوم الأول لانطلاق الدعاية الانتخابية أمس، بمؤتمر صحافي عقده في أسيوط بجنوب مصر، أعلن خلاله جانبا من برنامجه الرئاسي، داعيا منافسه مجددا لإجراء مناظرة، ومحققا نسبة تفاعل أكبر في بداية المعركة الانتخابية على شبكتي التواصل الاجتماعي «فيسبوك» و«تويتر».

وبث التلفزيون الرسمي المصري أمس كلمة لصباحي وجهها للشعب ، تعهد فيها بالإفراج عن سجناء الرأي في البلاد، وإلغاء قانون التظاهر وسن قانون جديد ينظم الحق الدستوري ولا يقيده.

وقال صباحي خلال كلمته: «لا أطلب سلطة ولكنني أسعى لتحمل المسؤولية، ولا أريد إلا ما أراده كل المخلصين في هذا الوطن؛ عدالة اجتماعية واستقلالا وطنيا وديمقراطية حقيقية. هذه معركة من أجل المستقبل». ووجه حديثه للشباب قائلا إن مقاطعتكم هي خذلان لآمالكم ودم شهدائكم، ومشاركتكم بناء لمستقبلكم.

يأتي هذا في وقت علمت فيه «الشرق الأوسط» أن اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية أسندت بالفعل للقيادي اليساري البارز صباحي مخالفة بدء الدعاية قبل موعدها، وهي المخالفة التي قد تستتبع تغريمه بمبلغ مالي يبدأ من 10 آلاف جنيه، وبحد أقصى 500 ألف جنيه، وقال حامد جبر عضو اللجنة القانونية لحملة صباحي إن الهيئة القانونية تقدمت بطلب لحضور اجتماع اللجنة المخصص لبحث المخالفة.

وبدأ صباحي أول مؤتمراته الانتخابية من مدينة أسيوط أمس، في أول أيام الدعاية التي تستمر حتى 23 من الشهر الحالي، قبل انطلاق الاقتراع يومي 26 و27 من الشهر نفسه. وقال صباحي إن الانتخابات الرئاسية هي باب وصول الثورة للسلطة، مشددا على أن المصريين لهم الحق في دولة منتجة قادرة على صياغة مستقبلها، وأن مصر ليست عاجزة، مؤكدا أن مصر تستطيع لعب دور مؤثر في العالم.

ويرى مراقبون وخبراء أن فرص صباحي في حسم الانتخابات لصالحة ضعيفة، أمام شعبية المشير السيسي، التي تشكلت في أعقاب توافقه مع قوى سياسية ورموز دينية على عزل الرئيس السابق محمد مرسي الصيف الماضي، لكن صباحي قال مجددا أمس إنه سيخوض انتخابات تنافسية حقيقية وإنه يثق في الفوز فيها.

وأضاف المرشح الرئاسي أنه يسعى لتقسيم محافظات مصر مع مراعاة وجود امتداد لكل محافظة، موضحا أن تنمية الصعيد تبدأ بميناء وظهير صحراوي لكل محافظة، لافتا إلى أنه سيعمل على بناء مشروع للعمل على إنتاج الطاقة الشمسية، قائلا: «أحلم بأن تكون مصر رائدة الطاقة الشمسية في العالم»، موضحا أن مصر غنية بالموارد الطبيعية التي تسمح بالتقدم وأنه سيعمل على منع تصدير المواد الخام إلا في أضيق الحدود.

ولفت إلى أن برنامجه سيركز على الصناعات المتوسطة ومتناهية الصغر، مؤكدا عزمه على تشغيل شركات القطاع العام المصري، وكذلك تطوير الزراعة وتأمين الغذاء الكافي للمصريين، منوها إلى أن برنامجه يعمل على تطوير منظومة الري في مصر لعلاج مشكلة الفقر المائي، موضحا أن برنامجه يتضمن الاهتمام بتجارة الخدمات باستغلال موقع مصر.

وجدد صباحي مطالبته المشير بإجراء مناظرة معه، قائلا إنها حق للناخبين، وهاجم ما عده مساندة الحكومة المؤقتة لمنافسه، محذرا من المساس بأعضاء حملته الانتخابية. وقال زعيم التيار الشعبي إن شباب حملته خاضوا معركة صعبة خلال جمع نماذج تأييد ترشحه نظرا لحملات التخويف بالتضييق الأمني على مؤيديه، على حد قوله.

وأضاف صباحي أن برنامجه «يكافح الفقر.. لا يميز بين المصريين إعمالا للدستور الذي تم إقراره بإرادة المصريين، لا على أساس الدين ولا النوع ولا الموقع الطبقي»، مشيرا إلى أنه سيسعى إلى تدشين مفوضية لمكافحة التمييز.

وشدد صباحي على أنه يسعى إلى «إنهاء صفحات الدم والألم وغلق جراح أهالي الشهداء الذين سقطوا منذ ثورة 25 يناير (كانون الثاني) 2011، بمحاكمات عادلة وناجزة، لجبر الضرر وتعويض المتضررين، وفتح باب التسامح الطوعي، والعفو عند المقدرة، من أجل لم شمل مصر ونهضتها، خارج خطاب الكراهية والإقصاء والابتزاز».

من جانبه، قال جبر عضو الهيئة العليا لحملة صباحي، لـ«الشرق الأوسط» إن الفريق القانوني تقدم بطلب للجنة العليا لحضور اجتماعها بشأن توقيع عقوبة على صباحي لمخالفته المواعيد المقررة لبدء الدعاية.

وكان صباحي قد أعلن الخطوط العريضة لبرنامجه الانتخابي في مؤتمر ضم الشخصيات التي عكفت على صياغته، وعدد آخر من الشخصيات العامة. وأشار جبر إلى أن الفريق القانوني أوضح في مذكرة أرسلها إلى اللجنة العليا أن ما قام به صباحي لا يعد مخالفة للقانون، قائلا إن «قانون الانتخابات أورد على سبيل الحصر المخالفات الممكنة وليس من بينها عرض الخطوط العريضة للبرنامج».

وأضاف جبر قائلا: «نحن نتمنى أن تطبق اللجنة العليا (وهي مشكلة من قضاة يشغلون أرفع المناصب القضائية في البلاد) القانون على المرشحين، لا نتهم اللجنة بالانحياز لكننا ننبه إلى ضرورة تطبيق القانون على الجميع، وعلى اللجنة أن تلتفت إلى مؤتمر عقدته لجنة الشباب في حملة المنافس أعلنت فيه أيضا عن الخطوط العريضة لبرنامجه».

وبالتزامن مع بدء المدة القانونية للدعاية الانتخابية ليلة أمس، دشنت حملتا مرشحي الرئاسية المشير السيسي، وصباحي، تفاعلات على مواقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» و«تويتر» للتواصل مع الحملة الانتخابية للمرشحين.

وأطلقت الحملة الرسمية لصباحي هاشتاغ بعنوان «هنكمل حلمنا»، الذي تفاعل معه رواد موقع «تويتر»، ليصل ترتيبه إلى المركز الأول متقدما على الهاشتاغ الخاص بحملة السيسي الذي انطلق تحت شعار «تحيا مصر»، الذي حل بالمركز الثالث في مصر وفق ترتيب الهاشتاغ الأكثر تفاعلا على موقع «تويتر». وكتب المشير السيسي صباح السبت على «تويتر»: «أعد بالعمل الشاق وأطالب الجميع بتحمل المسؤولية معي، بناء هذا الوطن هو مسؤوليتنا جميعا».

وأضاف: «أبناء مصر، بإرادتنا وقدراتنا يتحقق الاستقرار والأمان والأمل لكل المصريين، ومعا نحقق للوطن حلمه، وتحيا مصر».

وتعهد السيسي بتحقيق «الاستقرار والأمان والأمل»، بينما تواصلت أمس مشاركة العديد من نجوم السياسة والفن والإعلام والرياضة في فعاليات حملة المشير، عبر الهاشتاغ الخاص بها، ومن بين من علقوا على رابط حملة السيسي، عمرو موسى رئيس لجنة كتابة الدستور. وقال: إن الجدية والعمل والولاء لمصر مفتاح النجاح لمصر.

إلى ذلك، أعلن حزب النور السلفي أمس دعمه المشير السيسي في الانتخابات المقبلة، وجاء تأييد الحزب لقائد الجيش السابق عقب اجتماع للهيئة العليا للحزب، ولم يصدر موقف رسمي من الدعوة السلفية التي يعد حزب النور ذراعا سياسية لها.